20 مايو، 2024 9:20 ص
Search
Close this search box.

وزارة أبوالمليار دولار !

Facebook
Twitter
LinkedIn

حققت الحكومة العراقية طفرة نوعية لوزارة الشباب والرياضة حين خصصت لها من الميزانية السنوية العامة للدولة أكثر من مليار دولار ، نعم مليار دولار رقم مخيف تمكن من خلاله اليابانيين ومنذ ثمانينيات القرن الماضي تطوير كرتهم وبنيتهم التحتية للوصول إلى العالمية عبر طفرة نوعية تشمل كل ما يتعلّق بكرة القدم ، سنوات كثيرة مرّت على تخصيص اليابان لهذا المليار الذي بدأ يعطي ثماره اليانعة التي تمنيّنا أن نتذوّق مثلها. أذكر مقولة للمدرّب الفرنسي (تروسيه) كان يرددها في كل مناسبة وهي تخصّ العاملين في المجال الرياضي الياباني ومفادها ، لم أجد أكثر من اليابانيين أناساً مخلصين في عملهم الرياضي ، فهم يعملون بنزاهةٍ ونظافة لم أجدها في أي مكانٍ في العالم ، لذا لا يتعجّب أحد مما وصلته الرياضة وكرة القدم في اليابان ، لأن من يزرع بإخلاص يحصد الثمار التي الأفضل. ترى أين هم العاملون في وزارة الشباب والرياضة من هذا ؟ نعرف أن لا جواب سيأتيننا ، لكون العاملين في وزارة الشباب والرياضة عندنا من قمة الهرم ونقصد به الوزير إلى الساعي في تلك الوزارة يجتمعون اليوم لتبويب ما تحت أيديهم من المال العراقي الذي ليس له من صاحب أو سائلٍ عليه ، فأصبح كما الداعر مباح للجميع. يكفي أن سفرات السيد الوزير لها حصّة من الميزانية السنوية للوزارة ولو تم تجميع ما صرف على سفرات وزيرنا لرأينا ملعب التاجيات حقيقة واقعة أمامنا وليس حجراً للأساس مهشّم أو مسروق حاله كحال أموال الوزارة. سألني ابني يوماً وقال ، بابا إلى متى تبقى تكتب على وزارة الشباب والرياضة ووزيرها أو من يعملون فيها ؟ أحرجني ابني بسؤاله حتى اعتقدت أنّه قد تم تجنيده ضدي من قبل الوزير أو بطانته ، لأن الجماعة لديهم أساليب كثيرة في تحويل الولاءات والتخلّص من الخصوم ولا أستبعد أن يكونوا قد وعدوا ابني بوظيفةٍ أو مشروع مقاولة يتحاصصون أرباحه ، أردت الرد على ابني فرفعت يدي لألطمه بكفي التي تجمّدت قبل أن تصل إلى وجهه ، لأني استعدت توازني لتنكشف صورة طفلي الذي لم يتجاوز بعد السبع سنوات ، فعرفت ساعتها أن سؤاله كان بريئاً وأنا من يتحمّل اللوم والتقريع لأني أحمل همومي وهموم الشباب والرياضيين معي إلى البيت بعد أن غسلت يدي ممن يمكن لهم أن يتدخّلوا وسألوا ألوزير وحاشيته أو يسائلوه عن الانتهاكات التي تفوّقت على كل الوعود التي أطلقت من مبنى أفشل وزارة عرفها الشعب العراقي ، وزارة أبوسفرات لتدمير الشباب والرياضيين ، أعطيت ولدي (500) دينار وطلبت منه أن يخرج لكي أكمل هذا المقال ، أخذ الورقة النقدية وخرج وقبل أن أنتهي من الكتابة وجدت طفلي قربي من جديد وهو يهمس بأذني ، بابا .. بابا .. هذا مو عمو الوزير ، نظرت إلى التلفاز فإذا بي أرى الوزير بشحمه ولحمه الذي تغيّر كثيراً ، فقلت نعم بابا ، إنّه الوزير بعد التحسين ، ويا رب ما يطير المليار دولار بسفرات وملذات الوزير وحاشيته .

مقالات اخري للكاتب

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب