23 ديسمبر، 2024 10:22 ص

وريث يدعو وريث ؟

وريث يدعو وريث ؟

ما هذه التفجيرات وما هذه الأطنان من جثث الضحايا تسّاقط يوميّاً على أرض هي غير أرض المتقاتلون أرض كانت مهد الحضارات وواضعة أساساتها قبل أن يأتي أجداد هؤلاء رضي الله عنهم ليورّثوا أبناءً قلبوا رايات أجدادهم إلى حمراء بلون الدمّ وينغصّوا على العراقيين عيشهم وزهوهم السرمدي بعراقهم  .. لربّما الكثير سيقول في سرّه  لم أفهم .. ولربّما لن أفهم .. فإن لم يكن “تصنيع”  فكيف برز البعض على المشهد “السياسي” العراقي بطريقة القفز مع دخول المحتلّ الأميركي العراق ثمّ سرعان ما أصبح في صدارة المشهد السياسي العراقي ! .. السيّد الحكيم أقصد .. السيّد عمّار يعني .. أنا لا أستهدف السيّد عمّار لذاته إنّما نستهدف النمطيّة في استخدامه هو أو كلّ من امتهن الخلط المزعج ما بين الدين وبين السياسة أي ما بين البقلاوة وبين “الشطّة” ما بين الماء وبين النار .. وهنا يقفز تساؤل ملحّ .. ونرجو الإجابة عليه من قبل “وعّاظ السلاطين” في مناسبة قادمة من كتاباتهم ؛ ما هو نضال السيّد عمّار قبل الاحتلال ؟ .. أين ؟ هل تقصدون قذف قنابل المدفعيّة الثقيلة على جنود الجيش العراقي بحرب الثمان سنوات ؟.. فمن يرث هذه يرث تلك .. وهل هذا هو نضال ديني أم سياسيّ أم نضال يساري ؟ في أيّ خانة تضعوه .. وهل النضال يورّث أيضاً أم هي بدعة من بدع الدين السياسي “استلهم” كما يستلهم “زغلول النجّار” علومه الفيزيائيّة والكيميائيّة والذرّيّة والهايدروجينيّة والطبّيّة والرياضيّة من القرآن فيحوّله من كتاب هداية وأخلاق إلى كتاب مخترعات ؛ استلهم السيّد عمّار طرق النضال الّتي ابتدعها اليساريّون ليركّبها بتوليفة ولا خلطة بقلاوة نعّوش بين الإسلام وبين ستالين ؟ .. ليس عيباً أن نسأل عن ملف قائد “سياسي” من قادة بلدنا العظيم وعن المناطق الّتي ناضل فيها السيّد عمّار مثلاً وما هي طرق نضاله الّتي واجه بها الشيطان الأكبر الّذي من المفترض أن تكون ثورة الخميني قامت ضدّه لا أن يؤسّس مصنعاً لتصدير ثورته المعلّبة إلى دول الجوار فيؤسّس لربيع اليوم المليء بدول الجوار .. لكن أنا عن نفسي أعرف أنّ لا نضال هناك عدى النضال اليساري .. بينما السيّد الحكيم من أصحاب “اليمين” وما أدراك ما أصحاب اليمين ! .. ثمّ كيف يريد أن يسوّغ لنا البعض ويريدنا أن نصدّق أن “تبويس اللحى” و”العيني والأغاتي” وتقريب “وجهات النظر” بين قتلة محتربون 24 ساعة في ال 24 ساعة ومجرمون جثث العراقيين الأغبياء الكسالى المستكينون “عدا من قتل منهم فالله يرحمهم” ودمائهم هي المكوّن الموضوعي لتشكيلات لوحاتهم الدمويّة في معارض فنون القتال العراقيّة ثمّ يأتي هذا المناضل النحرير فيجعل من هذا “السجال الشعري” بين عصابة الكفّ الأسود بين شوارب القطّ الأرعن  من سيجعل بهم البلاد دهن ودبس وإخوان على سرر متقابلين ! .. هل رأيتم يا قرّء يا كرام في العالم كلّه وقديمه أو حديثه أنّ السعي بين هذا وذاك سيفكّ العقد المتعقّدة فيما بينها وشعيراتها والمتداخلة بعضها ببعض بعقد أخرى معقّدة لشعيرات أخرى من شعيراتها “معكودة “هي الأخرى فيما بينها ..؟ من المؤكّد لن ينفع معها جميع خرائط الطريق في العالم للوصول إلى نهاياتها انطلاقاً من بداياتها ! ..
 
لا يوجد شيء في العالم اسمه “تقريب وجهات النظر” بين متناطحين عن طريق “اللصق” خاصّةً مع مستمرّون في النطح بعدد ساعات دوام البانزين خانه صفّارة البداية والنهاية ليست بأيدهم مثل طراز الحالة العراقيّة الموزّعة مبارزاتها التناطحيّة لهذا الجار اللطيف ولذاك الحمل الوديع يقف خلفهم عرّابهم الّذي لولاه لم يكن لهم حتّى شمّ ولو نسمة دخّان خفيفة مصدرها أرض العراق وعن يمينهم وعن شمالهم رغبات جوار لا تشبع إلاّ بعراق ممزّق وصراعات فيما بينها عبر هؤلاء من الّذين يسعى بينهم المتخصّصون بهذا النوع من اللصق المؤقّت كما شخّصه العارفون بالحالة العراقيّة لاستخدامه للّصق بين أحجام حيتان مستشرهة من المؤكّد سوف لن يدوم لصقه مع هذه الأحجام سوى ساعات فتُفشل خطط الجوار رغم كثافة مادّته الصمغيّة وتركيزها العالي ورغم ما يحملون به شهادات كفاءة وتخصّص من دول مجاورة كالسيّد الحكيم .. ثمّ لماذا السيّد الحكيممن يتولّى عمليّة اللصق هذه دوناً عن خلق الله من لاعبوا البيسبول والركبي الاميركيّون المنتشرون في سهوب المنطقة الخضراء وفي بواديها ومراعيها ببغداد بينهم متخصّصون بهذا النوع من اللصق أيضاً وخاصّةً بين قوى ورقيّة بطبيعة نشأتها .. يعني شنو قلّة فحولة لو شنو الموضوع ؟.. أجيبونا يا وعّاظ .. يعني هل وصل بهذا العراق العظيم لأن يُسيّر بدعاء كميل وبصلاة الاستسقاء وبباقي خزعبّلات لا تعايش الواقع درستها القرون تحت سرفاتها بعد أن كان العراق مركز انطلاق العربيّة الحقيقيّة منذ عصور سحيقة قبل أن يدخل دائرة الاستهداف الفارسي وقبل أن تنتقل إليه داحس والغبراء من جزيرة “العرب” متخفّية برداء الإسلام ودعوته للسلم “كاااااااااااافّة” الّتي هي لبّ وجوهر الدعوة المحمّديّة كما يزعمون دخلوا العراق بحجّتها أمويّون وعبّاسيّون متقاتلون فيما بينهم 24 ساعة في ال 24 ساعة في الدقيقة الواحدة ! نتائجها أنهار من الدماء تجري لغاية اليوم “يا ريت يعودون للتقاتل في ديارهم الأصليّة” وبعد أن كان العراق البلد الوحيد في العالم من يستطيع سقي حارة السقّايين نفسها ليجد نفسه أخيراً كالفيل يسحب بحبل  بين أزقّة ضيّقة لا تتّسع مرور عصفور ثمّ يطبّل ويجلجل له المطبّلون والمبخّرون للحرمل وحَبّ الدِبَج وطاشّوا ماء الورد من حول من يحتمل لأن يكون مشروع دكتاتوري قادم “إسلامي” طالما صاحبه تنمو غرائزه أسرع من نموّ عقله إذا ما تحسّنت أحوال بيئته السياسيّة من حوله وفق ما يريد ؛ فلا تحسبنّ إذا ما رأيت أنياب الذئب بارزةً أنّه يبتسم ! .. لكنّنا سوف لن تأخذ الدهشة طويلاً فنكتشف أنّ كلا الطرفين “السياسيين” من يسحب الفيل لعشّ العصفور والعصفور كلاهما ورثة ملك عضوض فإذا ما كان الثاني توريثه نمطي كما ترث البيضة أمّها فالأوّل توريثه على طريقة معاوية وعبد الله “السفّاح !” الّذين استبطنا المُلك تحت جلد الإسلام ما دام “المورّث الأصلي” وجد عرشاً غير منظور لا يختلف مضمونه عن عرش الملك المنظور يضع فيها بيضته  قصدي وريثه .. فتحت كلّ تنظيم “إسلامي” كما بات يعلمه اليوم جميع العراقيّون هنالك مُلك سياسي والدليل هو التوريث ..