23 ديسمبر، 2024 1:00 ص

ليس القصد نكأ الجراح ولا تبادل الادوار لكن الظلم والتهميش والاقصاء ليس وليد الحكم الحالي وهو مدان في كل الاوقات ومن اي جهة كان ولكن المبالغة بادعاء الظلم والتهميش والاقصاء الذي يشعر به البعض من اخوتنا مرده جهلهم ببعض ممارسات النظام السابق فهم لا يعلمون مثلا الى اي طائفة ينتمي محافظ العمارة انذاك ولا مدير الشرطة او مسؤول المخابرات او مدراء الاقضية والنواحي في تلك المدينة الجنوبية وكل المحافظات العراقية بدون اي استثناء كما ان من الضروري الانتباه الى ان نسب التمثيل في المواقع بالضرورة ستكون اكثر للاغلبيةاذا ما طبقت بالعدل  . هذه رسالة لك ان تفهمها كيف تشاء لكن قصدي الوحيد منها نحن لانستحق كل هذا القتل والتنكيل بنا  
حين بدأ الاحتلال البريطاني للعراق وجد ان هناك فئة سياسية معينة ( سنية ) مستعدة للتعامل معه ووجد فئة سياسية وشعبية من كل العراقيين تقاومه وتقاتله فكانت ثورة العشرين في زمن اما ان تواجه المحتل فتقصى من المعادلة او تتعاون معه وتربح الحكم فكان بعدها ان تم تسليم السلطة للسنة . حفر هذا حفرة في الذاكرة الشيعية التي ظلت طوال تسعة عقود تنتظر من الحكام ان يطمروا هذه الحفرة لكنهم ابوا جميعا ( باستثناء الزعيم الخالد عبد الكريم قاسم ) الا ان يزيدوها عمقا واتساعا .فكانت حقبة مليئة بالقمع والتنكيل والقتل خصوصا في فترة حكم القائد الضرورة ! الذي حكم بطائفية مقيته وعمل على ابراز الفرز الطائفي الذي كان موجودا اصلا ولكن بدرجة اقل ، وكون الشارع العراقي (المختلط )لايتداول هذا التصنيف الطائفي لايلغي ان انظمة الحكم والاوساط السياسية كانت تتعامل به وهي لاتجاهر بذلك طالما ان الشيعة لايشكلون خطرا على النظام . يشكل الشيعة غالبية السكان في العراق  ورغم ان الفرزالطائفي لم يكن واضحا للعامة الا انك تجد  ان كل الوزراء والسفراء وقادة الجيش والقوة الجوية وطيران الجيش والشرطة والامن والمخابرات والمدراء واصحاب السلطة والمتنفذين هم من طائفة الاقلية الحاكمة وكل الاملاك والاراضي والمصانع والاعمال والتجارة لهم البعثات الدراسية والايفادات والعلاج على نفقة الدولة والمنح والاكراميات لهم  وما الزعم ان فلانا شيعيا كان وزيرا لوزارة كذا او فلانا كان قائدا عسكريا فليس الا ذرا لجزيئة رماد في عين بسعة البحر فكل الذين بطشوا بالشيعة من السنة كانوا ارحم من محمد حمزة الزبيدي فلا اسهل من ان تجد مثل هذه الدمى والديكورات في كل عصر وزمان . اصحاب هذا الزعم يرون ان رئيس اركان الجيش كان شيعيا لكنهم لايرون انه سمع باحتلال الجيش للكويت من التلفزيون ولم يطلعوا على انتماءات ال ٧٠ قائدا لفرق الجيش ولا اسماء امري الالوية والافواج  هم يرون فلان الشيعي امر الفوج الفلاني لكنهم لايرون من هو ضابط الامن في هذا الفوج ومن يدير الفوج . طبعا كان الهدف من وراء كل هذه الهيمنة هو الحفاظ على السلطة الشخصية بالدرجة الاساس باستخدام الاقارب واهل الثقة ولكنه وبارادة غير مباشرة يهدف للحفاظ على حكم الطائفة . لذا يكون صدام طائفيا والا فلن يمكننا اطلاق صفة الطائفية حتى على العريفي والعرعور ، فيمكنك ايضا ان تجد لهم المبررات كنصرة الدين والجهاد في سبيل الله ، كان صدام يقتل السني الذي يشكل خطرا على سلطته ( الشخصية ) ولكنه لايقتل افراد اسرته ولايعاقب اقاربه لكنه كان يقتل الشيعي الذي يشكل خطرا او مجرد اتهام او وهم خطر حفاظا على سلطته الشخصية ويقتل كل افراد اسرته ويعاقب اقاربه حتى الدرجة الرابعة بدوافع طائفية ، لايمكن ابدا وباي حال من الاحوال حصر الحوادث والممارسات المرعبة التي مورست طوال اكثر من ثلاثين عام لكنها دائما كانت محفوظة في تلك الحفرة الغائرة والعميقة في الذاكرة الشيعية  تلك التي تم استدعائها بعد الاحتلال الامريكي للعراق في ٢٠٠٣ فكانت هناك فئة سياسية ( شيعية ) قررت ان العاقل لايلدغ من جحر مرتين فابدت استعدادها للتعامل مع الاحتلال فكان بعدها ان تم تسليم السلطة للشيعة الفارق بين الامرين ان الشيعة تقبلوا الامر في الحالة الاولى ورضخوا بحكم العادة والارث التاريخي وشعورهم بلذة الظلم المستوطن في سيرتهم ورغبتهم الازلية في جلد الذات وصبروا على ذلك عشرات القرون في حين ان السنه لم يتقبلوا الامر في الحالة الثانية وايضا بحكم العادة والارث التاريخي الذي جعلهم دائما في هرم السلطة واصبحوا يعيبون على شركائهم مافعلوه هم في مطلع القرن الماضي  ،