23 نوفمبر، 2024 2:56 ص
Search
Close this search box.

ورقة الموصل التي أفشلت الحمار الديمقراطي

ورقة الموصل التي أفشلت الحمار الديمقراطي

كان من الواضح ان قرار بدء المعركة لم يدرس الاستعدادات الدبلوماسية ولم يؤسس الى ارضية مشتركة من التفاهمات بين المحاور التي تتفاعل في منطقة الصراع بالقدر الذي تم فيه تهيئة كافة الامكانات اللوجستية لكثرة التعقيدات وتعدد الاطراف وتشابك المصالح وذلك لان احدى اهم الجبهات في الحروب المعاصرة هي الجبهة الدبلوماسية والتي نراها واضحة في حسم الملف النووي الايراني وايضا في اعمال الخارجية السورية الا ان مؤشرات الانتخابات الامريكية دفعت بادارة السيد اوباما الى تقديم التوقيت الزمني للمعركة لتدوير استطلاعات الراي العام الامريكي باتجاه السيدة كلينتون كمرشحة للحزب الديمقراطي والتي دعمها السيد اوباما بشكل استثنائي في حملتها الانتخابية وكان هذا واضحا من خلال تلك المغازلات السياسية التي سوغتها زيارة وزير الدفاع الامريكي الى تركيا لتطبيع الموقف مع العراق وحسب الاتفاق الذي يؤكد بان القيادة في العراق هي الوحيدة التي باستطاعتها الموافقة على القوات العسكرية التي تساهم في القتال والتي يسمح لها بالدخول الى مدينة نينوى . ولكن الذي حصل هو ان ادارة السيد اوباما لم تستطيع ان تدير دفة المعادلة بالشكل الذي يمكن ان يضيف اي رصيد من الانجازات يصب في صالح حزبه بل بالعكس تماما فقد اخذت التفاعلات الاتجاة السالب وخصوصا عندما تصاعدت حدة التجاذبات والتهديدات بين السيد العبادي من جهة واردوغان من جهة اخرى وبقي موقف السيد اوباما غير واضح ويبدو انه لم يريد ان يصعد الموقف الى مستوى اخر فلجا الى البراغماتية مع تركيا حين هاتف اردوغان واعتبر تركيا طرف من التحالف الدولي الذي تديره امريكا ضد تنظيم داعش الا ان الامر بقي في اطار المغازلة السياسية ليس الا ولكنها في نفس الوقت لم تنجح في تفعيل اي منجز ولو بالجانب السياسي على استقطاب الجمهور الامريكي باتجاه هيلاري كلنتون, وربما يكون الخرق الامني الذي تعرضت اليه مدينة كركوك قد اثر سلبا على النخبة السياسية والاقتصادية التي تدير السياسة الخارجية الامريكية وادارها لتؤثر ايجابيا باتجاه السيد ترامب الذي اخذ يستغل كل تلك الاحداث في التصعيد الاعلامي ضد السيدة هيلاري والسيد اوباما بانهما هم من هيأ الارضية والبيئة المناسبة لنمو تنظيم داعش الارهابي والتوسع في الاراضي التي احتلها في العراق وسورية .
الحسابات الانتخابية التي عجلت من التوقيت بدون مراجعة المحاور الدبلوماسية والخارجية قد ادت الغرض المناقض تماما لانها كانت تدور في نفس المنهج السياسي التقليدي الكلاسيكي الذي واظب عليه السيد اوباما وهذه هي نقطة الضعف التي استمرت عليها السيدة كلنتون ولم تستطيع ان تخرج من طوقها بسبب الدعم السياسي الكبير الذي كان السيد اوباما والسيدة الاولى ميشيل يقدمانه الى المرشحة الديمقراطية وكان هذا المحور من المحاور المهمة التي حسمت المعركة الانتخابية المميزة لصالح السيد ترامب لانه كان يدرك تماما ما يريده الفرد الامريكي وكيف يمكن استغلال السخط المتنامي جراء علاقات امريكا بالمجتمع الدولي بتفعيل ظاهرة الانقلاب على الروتين السياسي الذي اصرت هيلاري على انتهاجه, كان من المفروض على الحزب الديمقراطي وحماره ان لا تاخذهم العزة بالاثم على فشل السياسة الخارجية وان يدخلوا المعركة الانتخابية بثوب جديد وضمن سياسة جديدة وبرنامج جديد يسقط التحالف والدعم الذي قدمه السيد اوباما وبشكل غير مسبوق, من المرجح ان معركة الموصل ستكون طويلة كما صرحت بذلك بعض القيادات العراقية المشاركة في عملية التحرير والتساؤل الذي يتبادر الى ذهن المراقبين السياسيين والعسكريين هو هل ستتغير محاور المعركة بفوز الفيل الجمهوري والسيد ترامب, من المؤكد انه سيكون هناك تغيير في المسارات التي ستتخذها السياسة الامريكية وخاصة في المواقع الحساسة كالعراق ولكنها لن تحيد عن الاهداف السترتيجية التي تضعها الادارات واللوبيات وحلقات الامن الوطني الامريكي ولكن ولحسابات تثبيت الرئاسة الجديدة وتدعيم ورفع مؤشرات الشعبية في استطلاعات الراي ستقوم الادارة الامريكية برئاسة الملياردير السيد ترامب بالمراجعات الدقيقة لكي تدفع بالمعركة الى مرحلة جديدة من الانتصارات وهذا سيكون على حساب العراقيين وعليهم ان يدفعوه فما هو ذلك الحساب يا ترى؟ من المبكر الخوض في التحليلات ولكن المصالح الامريكية هي الحقيقة الثابتة على الارض وعلى الجميع عدم التعالي على تلك الحقيقة والتعاطي بالدبلوماسية والبراغماتية معها وخاصة وان العراق على محك من صراع المحاور واهمها الايراني الامريكي وان تكون التصريحات بمستوى الحيادية والمسؤولية وان تصدر عن حلقة القرار الحكومي المختصة وان تكون المصلحة العراقية هي الحقيقة الثابتة على ارض الرافدين .

أحدث المقالات

أحدث المقالات