23 نوفمبر، 2024 3:26 ص
Search
Close this search box.

ورقة الملك فيصل الاول لانشاء الدولة العراقية الحديثة – 1

ورقة الملك فيصل الاول لانشاء الدولة العراقية الحديثة – 1

(( اني احب ان ارى معملا  لنسج القطن بدلا من دار حكومة ، واود ان ارى معملا للزجاج  بدلا من ارى قصرا ملكي / 1932م ))
ملك العراق فيصل  الاول رحمه الله .
الحديث عن الملك فيصل الاول بن الحسين ((رحمه الله )) وعلاقته التاريخية والسياسية بانشاء الدولة العراقية الحديثة ( 1921م/ 1933م ) حديث لايمكن ألاّ ان يكون طويلا ومسهبا وثريا ومتنوعا … من جهة ، وعميقا وغنيا فكريا وعلميا وسياسيا واجتماعيا  … من جانب اخر !!.
والحقيقة ان اسهاب الحديث حول ملك العراق الاول فيصل ابن الحسين وكذا تنوع هذا الحديث ، وعمقه وغناءه الفكري لم يأتي من فراغ ، ولم ينطلق من عواطف جاذبة  لتاريخ العراق الحديث فحسب  !!.
بل ان الرجل ، وانصافا للتاريخ العراقي الحديث من جهة وعدالةً في  البحث العلمي في هذا التاريخ ، وللاستفادة من دروسه المعقدة في ايجابياته وسلبياته من جانب اخر ، لعب دورا في تاريخ هذا البلد وهذا الشعب مهماجدا ولاريب انه  دورٌ ينم عن ذكاء وعبقرية سياسية وحنكة وحكمة وبعد نظر لاسيما فيما يختص ببناء الدولة العراقية الحديثة وما اثمرته هذه الدولة من قيام مؤسسات حكم فاعلة في فترة قصيرة  ، قد ساهمت  بتطوير البلاد عمرانيا ، واقتصاديا وتطوير حال العباد فكريا وثقافياوتعليميا في عشرينيات القرن المنصرم حتى الاطاحة  بالملكية ، ونظامها الدستوري بانقلاب 1958م  بقيادة الجنرال عبد الكريم قاسم رحمه الله !!.
نعم هناك من درس الحقبة السياسية الملكية في تاريخ العراق الحديث وقيّمها من خلال المنطلقات الايدلوجية  المسيسة ،  والبعيدة عن روح البحث العلمي الرصين  والغير ملتزمة بمبدأ العدل ، والانصاف في البحث التاريخي كالتي حاولت تناول وابرازكل ماهو سلبي واشكالي في هذه الحقبة لشيطنة المرحلة الملكية في تاريخ العراق الحديث  كلها ، وغض النظرعن كل ما  هو ايجابي وواقعي متوازن لتلك المرحلة ولاسباب من اهمها طبعا تبريرانقلاب 1958م العسكري ، واسباغ الشرعية السياسية على ذالك (( العمل الانقلابي ))  الذي من اهم مميزاته  فقدان المشروع السياسي الناجزوالرؤيةالحكيمة واستشراف مستقبل مثل هكذا اعمال انقلابية مدمرة اولا !!.
وثانيا : انتشار الافكارالشيوعية الفوضوية المدمرة والمرتبطة بطبيعة منشأها بالمشروع الشيوعي السوفيتي انذاك والساعيةلتحويل وجهة العراق السياسية والاقتصادية والاجتماعية  لتكون تبعا للكتلة الشرقية بدلا من ارتباطها بالعالم الغربي الراسمالي الديمقراطي في الحقبة الملكية انذاك  !!.
 
لكن ومع ذالك ، ومع كل الجهود الفكرية ، التي بذلت في سبيل تغييب الوعي العراقي  وابعاده عن قراءة تاريخه الحديث بالعقلية العلمية المتزنة التي توفر الوعي ،  والرؤية الصائبة والواضحة والمتزنة لهذاالشعب كي يتلمس طريقه الى المستقبل بلا اخطاء الماضي وكوارثه ، مع ذالك كله  بقى للحقبة الملكية السياسية في العراق ولاسيما فترة حكم الملك فيصل الاول وما انجزه وتركه من ارث سياسي متين يذكرتاريخيا الى اليوم ذالك الرونق وهذه الجذوة وتلك اللمسة المثمرة  التي استطاعت ان تخرج العراق ، واهله من ظلمات التشتت والبعثرة والغياب الى نور الامة والوطن والوحدة والكيان والجسد الواحد !!.
ان ما يميز (( حقيقةٌ ))  دراسة الحقبة التاريخية الملكية ويجعل لها المميزات الخطيرة في تاريخ العراق الحديث هو ذالك((التاسيس)) الذي جهد في وضع اركانه (الملك فيصل الاول) رحمه الله  لبناء الدولة العراقية الحديثة وانشائها من العدم الى الوجودوللمطلع على تاريخ العراق من قبل ولادة الدولةالعراقية ابان الوجود العثماني في العراق، وبعد اندحار هذا الوجود العثماني الظلامي وولادة العراق الحديث بامته  ودولته ومؤسساته ، وتجربته العربية سيعلم ما رمينا اليه عندما نقول (( جهد وبناء وتاسيس …. )) في انشاء الدولة العراقية مابعد الاندحارالعثماني الكئيب على العراق واهله وما بذله فعلا الملك فيصل الاول في هذا السبيل ونجح فيه نجاحا يجعلنا اليوم بحاجة ماسة لاعادة قراءة حقبة الملك فيصل الاول ، لنتلمس ماهية المفاصل الدقيقة ،  التي اعتمد عليها الملك فيصل في انشاء هذه الدولة والقيام بمهامها اولا ؟
وثانيا : تلمس كيفية ولماذية وماهية … هذا النجاح ببناء دولة العراق الحديث باعتبار ان العراق اليوم بحاجة ماسة وفعلية ان يستلهم تاريخه القريب ويرى الكيفية التي نجحت فيها (فكرة) بناء الدولة ، والعوامل التي ساعدت قيام هذه الدولة ، لاسيما اننا اليوم في (مازق عراقي سياسي) ثقيل وارث تركته النظم السياسية المستبدة وهو تصفير مفهوم الدولة ومن ثم سقوطها وفراغ البلد من اي معلم من معالم دولة المؤسسات الحديثة !!.                
وهذا ما سوف نتناوله انشاء الله في المقالة الثانية
[email protected]
http://7araa.blogspot.com

أحدث المقالات

أحدث المقالات