كان الاديب والكاتب ، وصاحب النهضة الثقافية الحديثة في مصر (( أحمد حسن الزيات )) قد عمل في العراق في العهد الملكي بدار المعلمين العالية بعد تركه للجامعة الامريكية في القاهرة 1929 م لتستقطبه بغداد بجاذبيتها الثقافية والفكرية والعلمية انذاك ، وليكون فيها استاذا للادب العربي في هذه الدار حتى 1933م ، وقد الف في العراق( الزيات ) كتاب(( الادب العربي وعوامله وحظ العرب من تاريخه )) ودرّس (( الف ليلة وليلة واثر الثقافة العربية في العالم )) !!.
وكانت للزيات مع ذالك صلات وثيقة بالفكروالثقافة والحياة العراقية العامة وعندما ارادوصف حال الملك فيصل الاول في العراق ومسيرته ومشروعه السياسي وبناءه لدولة العراق الحديثة في هذا البلد فما كان من قلمه الا ان رعف بهذه الكلمات الدقيقة :
(( اضطلع الملك فيصل وحده باعباء الملك والحكم والزعامة في هذه الحال المضطربة ، فكفكف بحكمته من شر الانتداب ، وخفف بحنكته من عسف الوزارة ولطف بحلمه من غضب الشعب ، وصرف من شؤون الدولة على قدر مايسلم الراي الحصيف من خبث الاستشارة وضعف الوزارة ثم سهل حجابه لأمراء العشائر ورؤساء الطوائف ، وزعماء الاحزاب فاستل مافي صدورهم بالقول اللين والعتاب الهين والشخصية الجذابة ، حتى كان الرجل منهم يدخل قصره وهو عليه فلا يخرج منه الا وهو له )) .
((انظر/ مير بصري / اعلام السياسة العراقية في العراق الحديث / رياض الريس للكتب والنشر / ص 19 )) .
والحقيقة انه لايمكن لاحد ان يدرك ما نظمه ((الزيات)) من كلمات في حق الملك فيصل الاول رحمه الله انفا ، ما لم يكن ملما بتفاصيل تاريخ العراق الحديث وبداية بناء دولته على يد المغفور له الملك فيصل الاول ، كما انه من جانب اخر لايمكن لاحد ان يدرك ابعاد (( ورقة الملك فيصل الاول )) التي نحن بصدد دراسة وبحث فحواها السياسية والاجتماعية ، وما تضمنته من افكار وتصورات لبناء الدولة العراقية الحديثة اذا لم يفهم ماقصده اديب مصر وصاحب نهضتها الفكرية احمد حسن الزيات عندما يتحدث عن :
اولا: وحدة الملك فيصل الاول في معركة بناء العراق ، ودولته في العصر الحديث وانه مهمايكن الحال فالملك فيصل الاول رجل حجازي اتى للعراق وللعراقيين ، ساسة وعامة ليكون ملكا لكيانهم ، واذا كان عامة الشعب مع فيصل العربي فلا ريب ان ساستهم كانوا ينظرون له بعين الحسد والمنافسة والمنازعة والمؤامرة عليه .
ثانيا : مناورات الانتداب البريطاني الذي تخلص من مسؤولية ادارة العراق في العلن وضريبة ذالك الثقيلة عليه والقاء هذه المسؤولية على عاتق الملك فيصل الاول بعد انتدابه لملك العراق في 1921 م ليعمل هو في السر جانيا الثمار وليعمل الملك فيصل بالعلن متصديا للغرائم ومتحملا للتبعات .
ثالثا :عسف رجال السياسة ، اللذين شكلوا الوزارات في عهد فيصل الاول ومخادعاتهم ، التي ورثوها من عملهم في البلاطات العثمانية البائدة بحيث يظهرون حرقتهم على الوطنية العراقية واستقلالها من الاستعمار البريطاني في النهار ويتآمرون مع الانتداب على الملك فيصل الاول والشعب العراقي في الليل !!.
رابعا:هذا الشعب العراقي اللذي وصفه الزيات(( بالناقد المتمرد الطموح )) ومطالبته وعدم ادراكه لابعاد السياسة الدولية القائمة انذاك والقاء كل تبعات التواجد الاستعماري في بلده على كاهل الملك فيصل ،وعدم قبوله باي عذر بامكانه ان يكون رصيدا ايجابيا للملك فيصل وحكومته !.
خامسا: ثم زعماءالعشائر وامرائهم واصحاب الاحزاب السياسية ومطامعهم ونقدهم الذي يخلط حقا ، وباطلا في سبيل كسب القواعد الشعبية ، وتحقيق وجودهم على ارض السياسية العراقيةوهكذا قادةالطوائف وانغلاقهم فهؤلاء ايضا من المكونات الاجتماعية ، والسياسية العراقية التي تعامل معها الملك فيصل الاول لوحده ليتمكن في النهاية من تحويل نزعات هذه الزعماء من العشائر والاحزاب السياسية وقادة الطوائف والاديان…. من العدوانية ضد الدولة ومشروعها الى الصداقة ، او على حد تعبير الزيات : (( كان الرجل منهم يدخل قصره وهو عليه فلايخرج منه الا وهو له )) !!.
نعم هكذا كان وضع الملك فيصل الاول رحمه الله ، ابان فترة ملكه للعراق وهكذاكان وضعه السياسي والاجتماعي وهومحاط باشكاليات دولية واقليمية وداخلية وسياسية وفكرية واجتماعية وحزبية …….. وهو مع ذالك يحاول بناء دولة يعتقد انها الحل الوحيد لامراض العراق الكثيرة من جهة ، وانها اللحمة العظيمة التي تستطيع جمع امة وبناء وطن وشعب اسمه العراق !!.
والواقع ان في مثل هذه الظروف العراقية بالدقة طرح الملك فيصل الاول ورقته وبرنامجه السياسي الذي سمي فيما بعد ب (( مذكرات الملك فيصل الاول))وهي كما يرى قارئنا العزيز مجرد ورقة اقصى ما نستطيع وصفها به انها برنامج عمل سياسي اراد من خلاله (الملك فيصل) ان يوصل فكره للثقات من رجال دولته ، ليعينوه على نجاح مشروعه السياسي في العراق الملكي الحديث انذاك !!.
ان اول ما يتبادر الى ذهن اي باحث ، او دارس لهذه الورقة الفيصلية وهو يشرع في قراءة السطر الاول منها هو سؤال : لماذا يضطر الملك فيصل ان يكتب برنامجا سياسيا ، ولم يكتفي بطرحه من خلال التوجيهات الشفهية مباشرة لرؤساء وزارات حكوماته المتعددة اولا ؟.
ثانيا لماذا يكتب الملك فيصل الاول برنامجا سياسيا (( سرّيا )) لبناء الدولة العراقية الحديثة ومن ثم لتكون السرية ، والخصوصية هي الطريق الامثل لتواصل الملك فيصل مع ادواته التنفيذية لبناء الدولة العراقية الحديثة ؟.
الجواب كما هو بائن وموجود في نفس الورقة الفيصلية التي شرحت لماذية هذه السرية وكتابتها عندما اشار الملك فيصل الاول نفسه بالاتي :
(( كنت منذ زمن طويل أحس بوجود افكار واراء حول كيفية ادارة شؤون الدولة عندبعض وزرائي ورجال ثقتي غيرافكاري وارآئي وكثير ما فكرت في الاسباب الباعثة لذالك وفي الاخيرظهر لي بان ذالك كان ولم يزل ناشئا عن عدم وقوفهم تماما على افكاري وتصوراتي ونظري في شؤون البلاد وفي كيفية تشكيلها وتكوينها والسير بها …. ولذالك رايت من الضروري ان افضي بافكاري ، واشرح خطتي في مكافحة ((تلك الامراض)) وتكوين المملكة على اساس ثابت ، واطلع عليها اخصائيي ممن اشتركوا واياي في العمل …. )) !.
اذن كان الملك فيصل يرى ان هناك تعارضا بين افكاره وتصوراته لانشاء الدولة العراقية الحديثةوافكاروتصورات بعض رجال دولته في بناء وانشاء هذه الدولة هو الذي فرض عليه ان يكتب افكاره لتوضع امام انظار رجال دولته الثقاة منهم بالخصوص لردم هوة الاختلاف في التصورات والافكار وتناقضها من جهة !!.
ومن الجهة الاخرى ، كان سبب السرية هو ان هناك عوامل : (( التخريب والهدم التي فيها )) اي في الدولة من الجهلاء ، والعقليات الطائفية والدينية المتنافرة والميول والبيئات التي انحدر هؤلاء الساسة منها ….. ، فكل هذا يستدعي ان يكون للملك ثقات ومؤتمنون وعاملون وخلّص داخل هذه الدولة ليمضوا بالمشروع(مشروع بناء الدولة)من دون الالتفات الى هذه المعوقات المدمرة او التأثر فيها !!.
والى هنا يعود ايضا السؤال بنا مجددا ليطرح استفهاماته الكثيرة حول ليس لماذا اضطر الملك فيصل الاول لكتابة افكاره وصياغتها بسرية فحسب ؟، بل ، وكذالك السؤال عن ماهية ( هذه الظاهرة ) في عهد فيصل الاول وما تمثله من ابعادفكرية ودروس تعليمية حول عقلية الانسان العراقي السياسية بصورة خاصة ، وماهية هذه العقلية ؟، والكيفية السليمة في التعامل معها؟، وتوجيهها تقنيا …. ، ولهذا من حقنا ان نكررالسؤال حول :
ماهي الاشارات الاجتماعية الفكرية والسياسية العراقية التي حاولت ظاهرة كتابة الملك فيصل الاول لبرنامجه السياسي ابرازها للساحة البحثية العراقية ؟.
وكيف لنا ان نفهم محور اضطرارالملك فيصل الاول لكتابة ورقته السياسية وطرحها تدوينيا وسريا للثقات من رجال دولته ؟.
والحقيقة عندما يحاول احدنا دراسة هذه الظاهرة السياسية ، والفكرية للملك فيصل الاول ، والاجابة على سؤال ماهيتها الاجتماعية ، فلا يسعني الا ان اقرأها شخصيا بالصيغ الاتية :
اولا : لابد قبل طرح اي شيئ حول هذه الظاهرة ، ان نضع في حسباننا ان الملك فيصل الاول هوشخصية سياسية متميزة في طابعهاالفكري والسياسي ولم ياتي للعراق من اجل طلب الملك ، والسيادة على هذا البلد فحسب ، بل انه رجل في تركيبته الفكرية والنفسية والسياسية ((رجل مشروع )) سياسي وليس رجل منصب ملكي لاغير !!.
اي ان من صفات الملك فيصل الاول السياسية الاساسية انه رجل كيانه كله مسكون بهاجس ((مشروع كيفية بناء الدولة الحديثة )) ولم يكن رجل يتطلع للمُلك بمفهومه (( التقليدي النفعي )) ، الذي يحاول التمتع بالتنصيب الملكي والانتفاع بمزاياه المادية بعيدا عن قلق التفكير بمشروع الدولة !!.
ولعل الملك فيصل الاول كان يحاول تحصين ملكه من خلال صناعة الدولة في العراق الحديث ، ولا باس في ذالك ، ولا يغير هذا المبرر من مميزات الشخصية الفيصلية انذاك باعتبارها شخصية مفكرة ومسكونة بهاجس بناء الدولة اولا !!.
ومن هنا نفهم ماهية هذه الورقة الفيصلية واهميتها بالنسبة لفكرالملك فيصل الذي شرح فيهاخطته المتكاملة لبناء الدولة والمضي بمشروعهاحتى النهاية في العراق انذاك !!.
ولعل من حسن حظ العراق وشعبه انذاك ان قسم لهم القدر ان يكون ملكهم الاول في العراق الحديث (رجل صاحب مشروع دولة حديثة) ، يجهد نفسه بالتفكير والعمل لصناعة دولة عراقية حديثة وقوية ومستمرة … تستطيع انتشال المجتمعية العراقية انذاك من (همجية الفوضى والضياع ) الى نظام السياسة والادارة الحديثة ، بينما بقيت شعوب مجاورة للعراق حتى اليوم (( كالملكية القبلية السعودية التي اسسها عبد العزيز ال سعود بنفس الوقت مع مُلك فيصل الاول في العراق)) لاتتمتع حتى بثقافة الدولة الحديثة ولا تدرك من الحداثة غير النظام القبلي الديني الطائفي القائم المنتمي للقرون الوسطى البشرية حتى اليوم !.
نعم فيصل الاول رحمه الله من مميزاته الكبرى في تاريخ العراق السياسي الحديث انه رجل دولة وهذا ما تبرز ملامحه بشكل جلي ورقة الملك فيصل الاول ، وما تعبر عنه بوضوح مفردات وحروف هذه الورقة !!.
ولا اقول شططا ان جزمت ان بعدالملك فيصل رحمه الله في تاريخ العراق السياسي الحديث((لم ياتي سياسي عراقي اخر)) حتى اليوم مسكون بهاجس كيفية صناعة الدولة وانشائها في هذا العراق ، بل كل مَن تطلع للسلطة بعد الملكية وعهدها في العراق الحديث من قادة عسكريين ومدنيين كان ناظرا لمغانم السلطة فحسب بعيداحتى عن التفكيربالدولة والاستمرارفي مشروعها وتطوره خدمة للشعب العراقي الحديث ،وهذا ايضا ما يبين لنا اهمية قراءة فكر الملك فيصل اليوم وكيف اننا بحاجة ماسة لاسترجاع ثقافة الدولة وقلق صناعتها من جديد بعد ان دمرتها الانقلابات العسكرية منذ انقلاب 1958م حتى اليوم !!.
ثانيا : من اهم ما توحيه هذه الورقة الفيصلية المكتوبة : ان العقلية العراقية السياسية ومنذ نشاتها في العراق الحديث حتى اليوم ( وربما حتى في القديم من الزمان ) هي عقلية تميل(للاستقلال بالتفكير) وقراءة الظواهر السياسية والاجتماعية بشكل يختلف ، ولا يرتبط بالفكر الجمعي المتعاون اوالمنصهر تحت مفهوم ( وحدة الرؤية ) ، ومن هنا عرف عن العراقيين انهم اصحاب اجتهاد ونظر وتعدد في التصورات والتوجهات والقراءات المختلفة ، ولهذا يبدو ان الملك فيصل الاول وباعتبار انه رجل ذكي وحكيم ومدرك وواعي للتركيبة الفكرية العراقية القديمة ، والحديثة ادرك علة ان يكون هو له نظر وتفكير وتصور نحو بناء الدولة واختلاف تصورات وافكاروزرائه ورجال الثقة في دولته عن ما يحمله من افكار ، فدفعه ذالك لمعالجة هذه الظاهرة الفكرية العراقية باهون اسبابها ، وهو ابتكار الملك فيصل الاول لمشروع (( كتابة البرنامج السياسي )) وطرحه على اساس ان يكون مرجعية فكرية لرجال الدولة والقائمين على بنائها داخل العراق الحديث بعيدا عن افكارهم المتنافرة ، وربما المتناقضة التي لاتخدم بناء مشروع الدولة بقدر ما تساهم في اعاقته وتقويضه وتضاربه !!.
والحق ان مبادرةالملك فيصل الاول لتوحيدالرؤية السياسية العراقية في بناء الدولة ومشروعهاكانت مبادرة ومع الاسف لم تستمربعدها في سنة السياسة العراقية الحديثة مع انها من انجح السنن الحسنة التي ابتكرها الملك فيصل الاول في توحيد الافكاروالتصورات في بناءمشروع الدولة العراقية الحديثة لاسيما الافكاروالتصورات في العقليةالعراقيةالسياسيةالتي تجتهد في ميدانها وتبتكر الكثير من الافكارالمبدعة والمطورة ولكنهامع الاسف تفقدكل قيمتها المعنوية والمادية ، وهي تعمل بانفراد ، وبعيدا عن العمل الفكري الجماعي الموحد للجهود والموصل باسرع وقت للهدف وللغايات !!.
ثالثا: تحاول هذه الورقة الفيصلية ان تشيرالى مفهوم سياسي غاية في الدقة والاهمية ،وهذا المفهوم قد اشار له ايضا المرحوم الملك فيصل الاول ايضا لكن من طرف خفي ، وهو مفهوم : (( ان راس الدولة والقائم على ادارتها دائما يطلع اكثر من (ادواته التنقيذية) او وزرائه وخاصته داخل الدولة على صورة الدولة ، والمجتمع بشكل متكامل لا يتهيئ لغيره من القادة والعاملين داخل هذه الدولة !!.
ولهذا نبه الملك فيصل الاول في ورقته الى:ان نظره هووتصوراته وافكاره المطلعة على شؤون البلاد بشكل متكامل هي التي ينبغي ان تكون بوصلة عمل مشترك لجميع الوزراء والثقاة لبناء الدولة العراقية ، لاسيما ان الملك يمتلك ايضا ((فكرة مشروع الدولة)) مما يسهل على المشروع ان يبنى من خلال رؤية متكاملة بين الدولةومشروعها المفترض وبين المجتمع وتراكيبه المعقدة عراقيا !!.
بمعنى اخر : انه لايمكن ان تقام الدولة ومشروعها ( من خلال فكر الملك فيصل الاول)اذا لم تبنى هذه الدولةمن خلال رؤية متكاملةللمجتمع وتراكيبه واشكالياته وامراضه ومواضع ضعفه وقوته ولهذا نبه الملك فيصل وزرائه ان الوزير ، ورجل الدولة ، والاداة في داخلها لايمكن له الاجتهاد في ادارة الدولة بسبب عدم اطلاعه على مشروع الدولة بكل تفاصيله الدقيقة ، وعليه فاجتهاده السياسي لخدمةهذه الدولة سيكون مضرا لهااذا لم يتوافق مع رؤية راعي الدولة الاول ، والقائم على كل مفاصلها ، والعارف بجميع مفراداتها وهو الملك فيصل الاول انذاك !!.
وعليه فقد كان طلب الملك (فيصل الاول) من وزرائه ورجال دولته الثقات الالتزام برؤيته ، وتصوراته لانشاء الدولة العراقية الحديثة منطلق ليس من كون الملك يريد ان يفرض ((رؤيته القاصرة / مثلا)) في ادارة الدولة على جموع الشعب العراقي ودولته ونظامه الدستوري البرلماني انذاك ، بل كان منطلق من رؤية سياسية واجتماعية وفكرية ونفسية… واقعية تحاول تنظيم العمل السياسي في العراق الحديث من اجل الوصول الى بناءالدولة وقيامها واستمرار سيرها بشكل منتج وطبيعي !!.
والى هنا نكون قد طرحنا في قرائتنا هذه لورقة الملك فيصل الاول ثلاث محاور فكرية وسياسية اساسية استشففناها من خلال هذه القراءة وطرحناها كمقدمة لتناول ما تبقى من محاور في هذه الورقة الفيصلية الغنية بكل ماهو سياسي مخلص ومنتج ومثمر وايجابي ، لصالح الاجتماع العراقي الحديث !!.
________________________