هل تحولت ورقة الاصلاح المزعوم – هي الاخرى – الى ازمة ؟.!
الاطراف المختلفة قلوبهم وآراؤهم ووجوههم ، دعوا اليها بعد آخر ازمة ( ازمة سحب الثقة او الاستجواب ) ، والاطراف المجتمعة ابدانهم المتفرقة اهواؤهم رضوا بها حلا علنا وحاربوها سرا ، اما الاطراف التي تنازلت عن كل استحقاقاتها من اجل الحفاظ على التجربة الوطنية الديمقراطية وارساء قواعدها والوصول بها الى بر الامان فقد رحبت بها دفعا لضرر اسوئ واطفاءا لشر اخطر ، وبرجاء عسى ، ولعل .
لكن الايام مرت والاسابيع انقضت والورقة ( التحفة ) ماتزال نظيفة لم يدون على وججها البهي سطر واحد ، ومازالت مادة اعلاميين ، وتكهنات برلمانيين ، وتصورات محللين وتسويف مسوؤلين .
ما نوع هذه الاصلاحات ، ماشكلها ، ما لونها ،ماطعمها ، مارائحتها ؟!.
اي حقول ستشمل ، اي مفاصل ستعا لج ، اية زوايا ستدخل ، اية ازمات ستداوي ، اية مشاكل ستحل ؟!.
اي حقوق ستكفل ، اي غبن ستزيل ، اي حيف سترفع ، اي ظيم ستمحو ،
اي نهب ستعيد، اية معاناة ستنهي ، اي امان ستضمن ، اي خراب ستصلح ؟!.
واذا كان مجرد الاجابة على هذه الاسئلة او الافصاح عن ماهية هذه الاصلاحات بحاجة الى كل هذا الوقت ، وبحاجة الى كل هذه المداولات ، والحوارات ، والمناقشات ، والمناكفات ، والمحاولات ، فمتى يصار الى البدئ بالعمل عليها وتنفيذ بنودها ؟!.
اخشى ما نخشاه من هذه المماطلة ان تكون ذرا للرماد في العيون ،او جبرا لخواطر ، او سدا لأفواه بمنحها امتيازات او مكاسب جديدة !.
واخطر ما نخشاه ان تتحول ورقة الاصلاح هذه الى ورقة مصالح .. وعندها سنكون امام ازمة جديدة !!.