سنكمل سادتي اليوم مجموعة أخرى من الوزارات في الحكومات العراقية المتعاقبة وتدميرها الممنهج ودهاليسها المظلمة وفسادها وقصورها. علها أن تجد آذانا صاغية لمعالجة مايمكن معالجته وإيقاف النزيف والتدهور اليومي.
ونؤكد دوما أن حق الرد مكفول لكن بالدليل القاطع لمن يثبت لنا خلاف ما سنورده عن كل وزارة ومؤسسة وهيأة.
13- وزارة النقل //
فهي ليست بأحسن حال من باقي الوزارات وينخرها الفساد حتى أخمص قدميها ، فمطاراتها بائسة مخترقة تدار من قبل الاحزاب والمليشيات، وما زال الاعتماد على المطار الوحيد في العاصمة بغداد (مطار بغداد الدولي) والذي اصبح منتهي الصلاحية، وليتهم قاموا بتحديثه وتطويره وصيانته الدورية. وها هو مطار الموصل الذي دمرته داعش واحالته انقاضا والمشروع يراوح في محله نظرا للخلافات السياسية العميقة حول اعمار الموصل المنكوبة ومطارها المدمر منذ خمس سنوات عجاف بعد تحريرها من قبضة داعش.
اما اسطولها الجوي الذي كان مفخرة فقد امسى من اكثر اساطيل العالم تخلفا ومهزلة وسخرية ، وإسألوا إن شئتم من يرتادها عن رداءة الضيافة ونوع المأكولات والخدمات داخل مقصورة الطيران!
ولو تنقلنا بين منشآتها من النقل البري والسكك و الموانئ فجميعها لم ترتق لمراحل تواكب النقل العالمي وما حدث فيه من قفزات هائلة.
أما موانئها الحالية فبالرغم مما ادخل عليها من تطوير وخاصة ميناء ام قصر بإدخال نظام الأتمة واضافة ساحات استيعاب لكنها ما زالت لا تلبي احتياجات وطموح العراق ، وهنالك فتور وتقصير واضح من الوزارة في تحركها بإنتشال الغوارق في شط العرب واستمرارية الكري والتنظيف التي تعيق حركة السفن والضغط على الجانب الايراني بتحمل مسؤوليته بالكري من جانبه، مع اغفال التفاوض مع الجانب الكويتي بتحريك الاحجار الضخمة والتي تم وضعها كأساس لميناء مبارك والتي ادت الى اعاقة الملاحة جزئيا امام مسار السفن المتوجه من والى ميناء ام قصر ويعد ذلك مخالفة لقرارات الامم المتحدة في تقاسم المياه المشتركة بين الدول المتشاطئة.
ولا تحدثني عن ميناء الفاو الكبير الذي نضع عليه عشرات علامات الاستفهام؟؟
والذي تم تحويل استثماره من الصين الى كوريا الجنوبية وكان سيؤمن مستقبلا وموردا اقتصاديا عظيما للعراق في التجارة العالمية ويدر عليه عشرات المليارات من العملة الصعبة سنويا، وكان العرض ممتازا بأن يتم انشاءه وفق مبدأ النفط مقابل الاعمار.
لكنه ولأسباب غامضة ومريبة اوقف التفاوض مع الجانب الصيني وتم اعتماد الشركات الكورية وهي لا ترتقي لإمكانيات ومخططات الصين وجودة تنفيذهم ومصداقيتهم ، ربما بسبب الضغوط الايرانية ومن الجهات التي تتضرر من انشاء هذا المشروع العملاق.
علما ان العمل فيه ما زال بطيئا جدا .
14- وزارة الاتصالات//
لم يعد لها ذلك الوقع والاسم الرنان بعد ان غادر العالم الهاتف الارضي، واكتسحت العراق شركات الهاتف النقال والأنترنيت، فهي عاجزة عن السيطرة على هذه الشركات التي تربعت في مواقعها بالتزامن مع دخول المحتل و عاجزة عن محاسبتها وضبط عملها، وهي تستغل امكانيات الوزارة وبعضا من اراضيها ومبانيها، و تجلد المواطن لانها من حصة الكبار، وتعمل بلا حسيب ولا رقيب، وتمثل خط احمر لا يمكن الاقتراب منه، وخدماتها التي تقدمها للمواطن تعتبر من ادنى الخدمات مقارنة بدول الجوار ودول الخليج العربي، وهي سيف مسلط على رقاب المواطنين.
ولا وجود للوزارة سوى تواجدها بكادر ضخم داخل مديريات اصبحت كالمقاهي لمضيعة الوقت وعد الايام لاستلام الرواتب والمخصصات وانتظار التقاعد، ولا سيطرة لها الا على مباني وبدالات اصبحت خردة .وكان يفترض بهم أن يطوروا من قدراتهم ويستفيدوا من كفاآتهم ليواكبوا التطور التقني الهائل لا ان ينزوا ويسلموا المواطن والخدمة للشركات الخاصة لتفتك به.
15- وزارة الصحة//
بل قل وزارة الموت ونشر الأمراض
ففي كل مرة يستيقظ المواطن على خبر إنهيار او حريق او فاجعة في إحدى مستشفياتها ليزهق من جرائها المئآت، و تعاني من شح في الادوية والمعدات ونقص شديد في ادوات صالة العمليات والاجهزة الطبية وتراجع في الخدمات ورشاوى وفساد ومحسوبيات، واغلب مدراءها في المحافظات هم وكلاء الاحزاب والمكونات فاشلين مهنيا واداريا ، ولم تبنى أو تعمر في عهدهم مستشفى عملاقا واحدا بل إعتمدت نظاما فاشلا وخطيرا في اعتمادها على الكرفانات او مقاطع ( السندويج بنل) ذات المخاطر العالية والتي بسببها وقعت حوادث جسيمة واحتراقها بالكامل وحرق من فيها .مع نشاط وانشطار رهيب للعيادات والمراكز الصحية البعيدة عن المهنية وعملها تجاري بحت ودون وجود اي سيطرة على اسعارها و أدائها. وعند تعرض اي وزير و مسؤول يأنف ان يتعالج في العراق وعلى جناح السرعة يستقل طائرته الخاصة ليتعالج في دول العالم، واقرب حالة يتذكرها المواطن العراقي هو توجه السيد اياد علاوي لعدم ثقته بالواقع الصحي العراقي عند اصابته بالتهاب في المرارة متوجها الى الاردن، ولك الله يا شعب العراق.
16-وزارة العدل
تفتقر الى العدل في أغلب مؤسساتها، فما يحدث في دور الاصلاح من مساومات مع الموقوفين وحالات التعذيب يشيب لها الرأس، والمقاولات مع متعهدي الاطعام والتي يتم هدر مبالغ ضخمة مع أردأ وجبات اطعام، واكتظاظ الاعداد الهائلة في المواقف دون توافر الحد الأدنى من الخدمات والحاجيات الضرورية وتأخر حسم الدعاوى دون مبرر، ومع احترامنا للقضاء العراقي لكن حجم الضغوط على القضاة ودور القضاء وخاصة في قضايا المخدرات وتبرئة الفاسدين المحصنين وصل حدا لا يمكن تحمله.
17-وزارة التجارة وما أدراك ما وزارة التجارة؟
هذه الوزارة هي المسؤولة عن توفير مفردات البطاقة التموينية للشعب العراقي لكنها غدت وكر لأعتى المفسدين والسراق وهي من الوزارات الدسمة التي يتناحر بالاستيلاء على مقدراتها جميع الكتل والاحزاب، وما زالت فضيحة وزيرها سيئ الصيت فلاح السوداني بنهبه لمليارات الدولارات، يقال لوحده نهب (سبعه مليار دولار) بعقود وهمية وقد اخرج بكفالة بسيطة ثم تم تهريبه الى بريطانيا لانه يحمل جنسيتها وتم التستر على الفضيحة لانه عضو في حزب الدعوة الحاكم!
وما زالت المليارات تخصص لها سنويا ومخازنها اما خاوية أو تحتوي على الردئ من المؤن، وشريحة كبيرة من الشعب هم تحت خط الفقر و يقتاتون على الفتات والبطاقة التم ينية اصبحت في خبر كان وما تبقى منها هو وثيقة لترويج المعاملات الرسمية..
وللحديث بقية..