18 ديسمبر، 2024 11:45 م

ورطة النظام الايراني أکبر من أن يتدارکها خامنئي

ورطة النظام الايراني أکبر من أن يتدارکها خامنئي

بعد سلسلة التصريحات والمواقف المتشنجة من جانب قادة ومسٶولين في نظام الجمهورية الاسلامية الايرانية والتي وصلت الى حد ليس محاکمة ومحاسبة رئيس النظام روحاني فقط فحسب وإنما حتى الى إعدامه وبعد أن تناولت وسائل الاعلام العالمية والاوساط السياسية ذلك بصورة إرتدت سلبا على النظام حيث إعتبروا بأن النظام قد وصل الى طريق مسدود وإنه بحاجة الى کبش فداء وقد يکون ذلك الکبش حسن روحاني نفسه، فإن المرشد الاعلى للنظام الايراني خامنئي وبعد أن تيقن من تلك الحقيقة المرة فإنه حاول تدارك الامر والسعي دون أن تصل الامور الى أسوأ من ذلك.
خامنئي الذي قال في لقاء علني له يوم السبت الماضي مع مسؤولي المقر الوطني لمكافحة كورونا عقب 8 أشهر من بداية الأزمة، إن “إهانة المسؤولين أمر غير مسموح به، لا سيما بين كبار المسؤولين في البلاد” وهو يشير الى روحاني عندما قام بتعنيف منتقدي روحاني، واتهمهم بـ”التصرف مثل الأميركيين”، قائلا “مثل هذا السلوك وهذه الإهانات هي الطريقة التي أظهر بها الأميركيون أنفسهم في العالم خلال مناظراتهم”، وبطبيعة الحال فإن هذا الکلام هو سعي واضح للحد من حالة الانقسام والمواجهة الحادة بين أقطاب الجناحين وعدم السماح بأن يسوء الامر أکثر من ذلك خصوصا وإن الذکرى السنوية الاولى لإنتفاضة 15 نوفمبر2019، على الابواب وهي تلك الانتفاضة التي إعترف محمد رضا باهنر، النائب السابق لرئيس مجلس النواب الإيراني، من إنه لو لم يقضي النظام على تلك الانتفاضة لكانت ستتحول إلى ثورة شاملة لم يكن بالإمكان السيطرة عليها. وإن خامنئي الذي يعلم قبل غيره بأن استمرار الاحتجاجات المتزامنة مع إستمرار حالة الغضب والسخط على النظام والتي قد تٶدي بإندلاع إنتفاضة قوية ضده، فإنه يحاول من خلال هکذا محاولات التدارك دون حصول ذلك.
خامنئي الذي يعلم أکثر من غيره تزايد وإتساع الدور والحضور غير العادي لمنظمة مجاهدي خلق بين أوساط الشعب الايراني المختلفة، ويعلم قبل ذلك بأن إنتفاضة 15 نوفمبر 2019، قد کانت بقيادة مجاهدي خلق وإنها حققت نجاحا غير مسبوقا في توعية وتعبئة وإعداد الشعب الايراني من أجل إسقاط النظام فإنه يعي جيدا بأن ترك الامور على عواهنها من شأنه أن يهئ الاجواء الاکثر من مناسبة ليس لکي تندلع إنتفاضة عارمة بوجه النظام فقط وإنما حتى أن لاتتوقف الانتفاضة هذه المرة حتى نهاية المطاف لأن الشعب الايراني قد طفح الکيل به ولأن مجاهدي خلق هي من ستقود الانتفاضة المنتظرة فإنها هي الاخرى ستعمل کل مابوسعها من أجل إيصال الشعب الايراني المنتفض الى بر الامان والذي يکمن بإسقاط النظام.