13 أبريل، 2024 12:08 ص
Search
Close this search box.

ورطة المالكي .. يخلع ربطة العنق في حضرة الخامنئي ..أم يضع الأكاليل على قبور جنود الشيطان الأكبر ؟!

Facebook
Twitter
LinkedIn

واهم من يعتقد بأن حزب الدعوة الحاكم و الحكومة العراقية التي يترأس مجلس وزرائها  العتيد … نوري المالكي لا يعيش ورطة حقيقية و مأزق كبير لم يشهده أي سياسي عراقي أو العراق كدولة مستقلة ذات سيادة منذ عام 1932 و حتى زوال كل أشكال التبعية و العبودية و فبركات و خزعبلات الإحتلال و ما جاء به من قوانين و دساتير و أنظمة قرقوشية  لم يشهد لها مثيل في تأريخ الأمم القديمة و الحديثة , فمن يضحك على من و من ينصب على من في خضم هذا البركان و البحر الهائج و الأمواج التي تتقاذف العراق شرقاً و غرباً ….؟؟؟ بإمكان الإنسان الحاد الذكاء و العبقري  أن ينصب ( يحتال ) أو يبتز شخص أو شخصين أو جماعة ما بسهولة لكنه في نهاية المطاف سينكشف و سيفتضح أمره في نهاية المطاف لا محالة . 
من غرائب و عجائب نهاية القرن العشرين و بداية القرن الواحد و العشرين و خاصة ما جرى في العراق منذ أن وضعوه في حساباتهم الإستراتيجية و أولى أولوياتهم  بأن السيطرة و الهيمنة عليه تعني الهيمنة و السيطرة على مقدرات منطقة الشرق الأوسط بأكمله , و التحكم بمصير و مستقبل العالم  خاصة من الناحية الاقتصادية , لهذا السبب و لأسباب أخرى لم و لن يستقر العراق أبداً بسبب تداخل و تشابك مصالح القوى العظمى و الدول الإقليمية و على رأسها تركيا و إيران , فحتى الآن يعتبر الشعب العراقي من أكثر شعوب الأرض المنصوب عليها داخلياً و إقليمياً و عالمياً , فباسم العراق و العراقيين هنالك من نصب على العالم كأمريكا تحت ذرائع  أسلحة الدمار الشامل ,  محاربة الإرهاب المتمثل بالقاعدة , إعادة ترتيب و رسم الشرق الأوسط الجديد أو الكبير و غيرها من الأجندة الخفية و العلنية ؟ , و هنالك من نصب و ينصب على أمة أو شعب ما بعينه كما يحصل لشعوبنا العربية خاصة و الإسلامية عامة على يد حكامها التابعين أيضاً للقطب الأوحد أمريكا طبعاً , أما في العراق المبتلى تحديداً فهنالك شياطين من الإنس و الجن  ينصبون على هذا الشعب بأكمله أو على فئة أو مذهب بعينه ؟, تحت عناوين و مسميات لم تخطر ببال أحد … كالمظلومية مثلاً ؟ عن طريق إثارة النعراة الطائفية و بث روح الفرقة و الحقد بين أبناء الشعب الواحد المتصاهر و المتجانس في ما بينه منذ الأزل … من أجل خلخلة وضعه الداخلي لكي يسهل حكمه و السيطرة عليه , الشعب العراقي  المنكوب بين هذا و ذاك حتماً  فقد أو سيفقد بوصلته الوطنية لأنه راح يتخبط  و يلهث بين تصديق وعود السياسيين الجدد… المعارضين في الخارج  بالأمس القريب و الحليف الأمريكي الذي جاءوا به  و جاء بهم كي يجعلوا من العراق يابان الشرق الأوسط ؟؟؟ , و بين فتاوى دينية و مذهبية بين الأمس و اليوم لا يعرف يتبع من و يستمع لمن و يصدق بفتوى من ؟, ناهيك عن فرية التقليد لهذا المعمم أو ذاك الدجال ؟, و جلنا عايش مرحلة التخبط و عايش فترة ما بعد الحرب العراقية الإيرانية و فترة حرب الكويت و ما تلاها من تدمير و حصار أدت في نهاية المطاف إلى احتلاله و قتل و تشريد أبناء شعبه .                                 
الجزم بأن الشعب العراقي فقد بوصلته الوطنية و راح يتخبط بين مؤيد و معارض لمن يقف في وجه الإحتلال و أذنابه و بين من يقول لننتظر و نمنح الوقت الكافي لهؤلاء السياسيين الجدد الذين جاءوا على و خلف ظهور دبابات و طائرات المحتل هو الذي أوصلنا إلى هذه النتيجة التي أدت إلى تكالب أعداء الخارج و عملاء الداخل على الانشغال فقط بتقاسم  المغانم و المكاسب في ما بينهم , و بقي الشعب البائس يتفرج و ينتظر الفرج بعد أن يفرج الله عن الإمام المهدي و يسمح له بالظهور ؟ , و بما أن ظهور الأمام تأخر لأسباب لا يعلمها إلا هو سبحانه … فقد ظهرت علينا صحوات الإسناد التي تم إغرائها بمليارات الدولارات المنهوبة و التي أدت و ساعدت على تفتيت أو إضعاف المقاومة العراقية للإحتلال البغيض التي تعد من أسرع و أشجع و أبسل المقاومات التي تشكلت في تأريخ الشعوب , حيث كبدت المحتل الأمريكي خسائر جسيمة و درس لم ينساه الأمريكان أو أي قوة عالمية في المستقبل ستقدم أو تحاول احتلال العراق , و حسب اعتراف رئيس أمريكا بارك أوباما … عندما قال البارحة أمام الجنود الهاربين من العراق… ( بأنه يجب أن نتعلم من درس العراق ) !؟, و هذا بحد ذاته انتصار ما بعده انتصار لمقاومة الشعب العراقي الباسلة و اعتراف رسمي بالهزيمة , من الأسباب التي ساعدت أيضاً على شق صف العراقيين الوطني و شرذمة وحدته لدحر الإحتلال الذي أعلن هزيمته و فشله بعد أقل من عام … هو  فتاوى…. تحرم و أخرى تجيز و مرجع ناطق و آخر نائم نومت أهل الكهف , لكن في المحصلة النهائية بعد أن تجلت الصورة و انكشفت الغمامة عن عيون الكثيرين من أبناء الشعب العراقي و أن ما يجري بين الجارة إيران و أمريكا ما هو إلا تبادل أدوار و مسرحية الهدف منها تقاسم ثروات العراق لأمريكا ما تحت الأرض و لإيران ما فوق الأرض …!؟  لكن للأسف لازال البعض يصدق بنوايا اللاعبين الرئيسيين و هما : الولايات المتحدة الأمريكية و إيران .
في ثمانينات القرن الماضي كنا نسمع و نصدق مقولة للخميني مفادها ( إذا رضيت عنك أمريكا فاعلم بأنك على خطأ ) و كذلك صدقنا بمقولة ( أمريكا هي الشيطان الأكبر ) و غيرها من الشعارات البراقة و الخطابات الرنانة و الطنانة التي ثبت لنا بعد ثلاثة عقود بطلانها و عدم جديتها أو وجود أي رصيد لها على أرض الواقع , و كانت فقط لغاية في نفوس الصهاينة الأمريكان و جار العراق الذي قال عنه العظماء… يا ليت بيننا و بينهم جبل من نار …. إيران تريد أن تبلع العراق كما بلعت الأحواز العربية قبل تسعة عقود بعد أن تواطأ معها الغرب و سكت عليها و بارك لها حكام سايكس و بيكو !.  
من غير الممكن أبداً بعد اليوم و بعد تسع سنوات من المد و الجز بين أمريكا و إيران و أدواتهم في العراق أن تنطلي علينا هذه الأكاذيب و هذه الحيل الشيطانية عندما يتم النصب علينا و الاستخفاف بعقولنا إلى هذه الدرجة من السذاجة , و لا يمكن أبداً أن نصدق بنظرية الشيطان الأكبر و نظرية إذا رضيت عنك أمريكا بأنك على خطأ..؟ بل بالعكس تماماً أمريكا هي الحمل الوديع و الحليف المستتر تحت عباءة الدين و المذهب و العداء لأمريكا و الصهيونية , و أمريكا هي التي سلمت العراق على طبق من ذهب للجارة إيران و أمريكا هي التي أخذت بثأر إيران من العراق عندما انتصر عليها و دحرها في حرب الثمان سنوات , و أمريكا هي التي ساعدت و سهلت و صول عملاء و أبناء و أحفاد كورش لحكم العراق , و أمريكا هي التي فرضت عملاء إيران رغم فوز عميلها أياد علاوي و رهطه  في الإنتخابات ( الديمقراطية ) المزعومة التي تشدق بها قبل يومين ( باراك أبو عمامة ) في مؤتمره الصحفي أثناء زيارة المالكي لتقديم واجب العزاء و قراءة سورة الفاتحة على جنودها , و أمريكا هي من ساهمت بنهب العراق و قتل خيرة أبنائه و هي من حل جيشه و عمل جاهداً على عدم تسليحه ليبقى جيشاً مهلهلاً و مكفخة لدول الجوار بما فيها الكويت , و يا لها من مفارقة غريبة عجيبة و يا لها من سخرية من سخريات القدر و سوء الطالع عندما تتبرع دويلة الأمارات لتدريب جيش العراق  الجديد ؟؟؟ , يا لها من مهزلة …  المؤسسة العسكرية العراقية العريقة التي خرجت خيرة الضباط العراقيين و خيرة الزعماء و القادة العرب يراد لدويلات الخليج اللقيطة تدريب و إعادة هيكلت جيشها العراقي الذي لم يقهر منذ  قيامه . 
منذ أن لمع نجم جواد نوري المالكي أو نوري كامل المالكي أحدهم صح أو كلاهما خطأ الله أعلم ؟, و من خلال المتابعة لطريقة أو طرق  إدارته لدفة الحكم في بلد بحجم العراق خاصة في ظرف يعتبر الأسوأ و الأخطر في تأريخه …  فلولاه لما حلم هؤلاء بأن يكونوا فراشين أو موظفين صغار في دوائره و مؤسساته الرسمية , و كذلك من خلال  الاستماع لتصريحات و خطابات هذا الرجل  المتضاربة و المتناقضة التي يظهر فيها تارة واثقاً من نفسه و تارة أخرى مرتبكاً  و مهزوماً من الداخل خاصة في لقائه الأخير في البيت الأبيض كحليف إستراتيجي للولايات المتحدة الأمريكية ؟؟؟ ,  يبدو أن الرجل في ورطة حقيقية و موقف لا يحسد عليه منذ توليه هذا المنصب و حتى آخر زيارة له للولايات المتحدة الأمريكية فهو واقع بين مطرقة إيران و سندان أمريكا , و بين استحقاقات الداخل و أخطار الخارج التي تحدق بالعراق من كل حدب و صوب , ناهيك عن المليشيات و الكتل و الأحزاب الكردية و التركمانية , و يبدوا أيضاً بأن زيارة بايدن الأخيرة للعراق لم تفي بالغرض المطلوب ؟ بل ما يشاع بأن الزيارة كانت عبارة عن تبليغ بالحضور فوراً و تهديد مباشر للمالكي و رهطه بأن يأتون على وجه السرعة لتقديم الشكر و الولاء و الطاعة و توقيع الإتفاقيات السرية و الاقتصادية طويلة الأمد … خاصة في مجال النفط أي حتى خروج أخر برميل نفط من العراق , بالإضافة لذلك إعطاء تأكيدات و تطمينات إيرانية بأنها لم و لن تتعرض لجنرالات التجارة و الاقتصاد و 15 عشر ألف جندي أمريكي و 18 عشر مكتب سي آي إيه في عموم محافظات العراق الذين سيحلون محل جنرالات العسكر المهزوم المنكسر المكابر , هذا بالإضافة إلى وضع الأكاليل و الزهور على جيف الجنود الأمريكان الذين قضوا في الحرب و الذين لم يستقبلهم أبناء الشعب العراقي بالزهور و الرياحين و هم أحياء كما و عدوهم عملائهم قبل الغزو كالجلبي و كنعان مكية و آل الحكيم ؟ , لهذا أبى أبو إسراء نوري المالكي إلا أن يجعل من وضع هذه الأكاليل و الزهور على المقبورين الأمريكان الذين إغتصبوا الأرض و العرض العراقي و عاثوا بمدن العراق كل العراق خراباً و دماراً من النجف الأشرف و حتى الفلوجة و من الفاو حتى زاخو  كعرف دبلوماسي و برتوكول رسمي  سيلتزم فيه كل زائر رسمي عراقي  يحج للولايات المتحدة الأمريكية مستقبلاً بمناسبة أو بدون مناسبة مهما كان حجمه …. قزماً أم عميلاً تابعاً أو ذيلاً لسياسة أمريكا .   
كان الله في عون نوري المالكي الذي يُأمر بالذهاب لأمريكا ليضع أكاليل الورود على قبور قتلاهم الذين قضوا في العراق …. ثم يعود ليحج إلى طهران ليقف في حضرة الولي الفقيه الخامنئي خالعاً ربطة عنقه التي يتباهى بها كرجل علماني أمام الغربيين و يستحرمها كصليب يلتف حول عنه كرئيس حزب ديني عقائدي أمام و في حضرة إمام الأمة السيد الخامنئي ؟؟؟ , و حتماً سيقف مع الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد كما وقف سابقاً منزوع السيادة و الإرادة الوطنية عندما يضعوا الإيرانيين خلفه العلم الإيراني فقط …. لأن العراق أصبح بفضل الإحتلال الأمريكي عبارة عن ضيعة و حديقة خلفية للجارة إيران !؟ , فترقبوا زيارة المالكي إلى طهران بعد أيام أو ساعات معدودة إلى دولة ولاية الفقيه ليطلعهم على الشروط و البنود و المعاهدات الجديدة بعد خروج الجيش الأمريكي العسكري و قدوم الجيوش و رجال الأعمال المدنيين …… إنا معكم لمن المترقبون …… و كان الله يحب المحسنون ….؟؟؟. 

مقالات اخري للكاتب

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب