18 ديسمبر، 2024 8:51 م

قضيت أغلب النهار في ورشة عمل بائسة، يتحدث منظميها عن فرص عمل كبرى للشباب العاطلين، وعن أهمية القطاع الخاص، بزات المحاضرين وقمصانهم و ضبابية ما يطرحون من أفكار، تدل – حسب مقاييسي – على أنني تم توريطي بحضورها، فهي لا تعدو كونها واحدة من آلاف ورش العمل التي لا جدوى منها، والتي هي في النهاية حفلة تعارف بين المنظمات لا أكثر.
منذ ٢٠٠٣ ومنظمات المجتمع المدني تتراكم، وتنقسم ، حتى أمست تقدر بالآلاف – حوالي ١٥ ألف منظمة – أختزلت بفضل نظام تسجيل المنظمات المتشدد، الى ما يقرب الالف وخمسمئة منظمة رسمية.
لا زال العدد كبيرا طبعا، والقليل من هذه المنظمات يعتبر فاعلا في المجتمع العراقي العصي على الاستجابة للتغيير والحرية والعمل المدني.
أغلب المنظمات هي في النهاية :  ” سيارة جديدة للرجل، وذهب وفير للمرأة ” كما قال لي محدثي الدكتور الأردني اليساري الذي يدير مركزا مهما لحقوق الانسان في عمان. وهي بلا شك مصدر تكسب للعديد من أصحاب المنظمات وزوجاتهم وأولادهم. هذا لا يعني بالطبع  عدم وجود منظمات فاعلة ومؤثرة، إستطاعت بتحركها ومظاهراتها وتحشيدها من الضغط على الحكومة والبرلمان من أجل إصدار أو إلغاء قوانين عديدة، كان لها الأثرالكبير على المجتمع العراقي سياسيا وإجتماعيا.
لا أدري لماذا يتكلم أغلب المحاضرين في مجال المجتمع المدني بكلمات غير مفهومة، كأنها مترجمة من لغة أخرى حرفيا ومن دون تصرف، ولا أدري لماذا يقدمون لنا شايا محروقا كأنه ترك منذ البارحة على نار يفترض أنها هادئة.
يبدو أنني لم أذكر حسنة واحدة لمنظمي الورشة، أو للمجتمع المدني بشكل عام ! لذلك دعوني الآن أنوه الى بعض الحسنات ومنها : أن أغلب المحاضرين  غير مملين، وهم يتركون مجالا واسعا لتغيير وانهاء المحاضرة في أي لحظة، إضافة لشرط التفاعل مع الحضور الذي يضعونه على أنفسهم وغالبا ما يلتزمون به،
في الديمقراطية ” المِعسْره ” ولا أريد أن أقول الوليدة، هناك أشياء جميلة كثيرة لم نستفد منها – بشكل مرض ٍ- بسبب ” المضادين للديمقراطية “، أهمها منظمات المجتمع المدني.
في أمان الله