18 ديسمبر، 2024 11:39 م

وراعي الشاة .. يحمي الذئب عنها  !

وراعي الشاة .. يحمي الذئب عنها  !

لم يُصَّدّق ذاك  الرجل الغربي .. الذي زار العراق لاول مرة  وشاهد ماجرى ..  بان هذا الشعب هو سليل ذاك الانسان الاول الذي وضع للبشرية اول حرف , وصنع لها اول عجلة تحمل اثقاله , ووضع لها اول قانون  على وجه الارض .

فحين سقط هُبل البعث , وأستبشر الناس العقلاء  من اهله بالتغيير خيرا – كيف ونحن بلد غني بثرواته  النفطية –  عاث البعض من رعاعه بممتلكات الدولة سرقة وتخريبا ( في مشهد اساء لنا ولتاريخنا وحضارتنا ) , وان كان للرعاع من عذر لانهم مسلوبي الحقوق والكرامة بقمع السلطة الجائرة  , وكان سلوكهم نوع من التعبير عن الانتقام منها – حسب رايهم القاصر – اقول : ان كان هذا هو حال هؤلاء الرعاع – البسطاء  من الناس , فما بال الفئة  التي تصدّت للحُكم , والتي اطلقت على نفسها  صفة النُخَب الواعية  ,  وبمختلف مرجعياتها ومتبيناتها الفكرية { اسلاموي طائفي  , او قومي شوفيني قذر , ومن الشيعة والسنة على حد سواء  .. ومن العلمانيين , والاقليات  المنضوين تحت عباءةتها  في خلطة حاكمة غريبة لم يشهد مثيلها نظام حكم في العراق  } وبانها صاحبة النضال الطويل والكفاح لاسقاط الدكتاتور ( حسب زعمها  )  .. ولقد ظهر زيف ادعاء البعض منها , وكانت فاسدة وقاتلة ومعدومة الضمير – لايهمها الشعب الذي اجلسهم على كراسيهم – وانما همها الاول والاخير منافعها الشخصية ومصالحها الفئوية – ولهذا وصل بنا الحال الى اننا نستجدي الخبز .. فمنذ التغيير ولهذا اليوم كانت ايرادات البلاد من تصدير نفطه بحوالي ( 800 مليار دولار ) , وتبيّن ان ذهب اكثر من 50% منها ارصدة شخصية لفلان الوزير الشريف , او للنائبة الشريفة بنت الشريف أو النائب النجيب او النائبة نجيبة بنت نجيب .. واما الباقي  فكانت المئات من مشاريع وهمية معطّلّة اساءت للارض والانسان !

ايها القارىء الكريم : في أي بلد على وجه هذه الارض  كلفة منصب رئيس الجمهورية  – كارتوني الدور والصلاحيات – بحدود مئتي  مليون دينار شهريا .. ولنوابه الابطال الثلاثة .. ولبقية الرئاسات بحدود مئة مليون , ولنوابه ثلاثون مليون شهريا , ولكل من هؤلاء الشرفاء والشريفات , الوية او افواج حماية , والمئات من المستشارين والمدراء العامين وبرواتب لاتقل عن ستة ملايين شهريا .. والانكى انهم يقضون جل اوقاتهم ايفادات وفسح بفنادق خمس نجوم على  نفقة الدولة , او لتصليح ما ماعطب من مؤخراتهم او اسنانهم , ومقابل هذا يثيرون الشارع البسيط بعضهم على بعض في مناكفات رخيصة دمرت اليلاد والعباد !

 قال الخبير المالي ( الاستاذ موسى فرج )  على صفحته  : {{كل السنوات الماضية شهدت فائض بدل العجز والسبب يعود الى : 1. لأن الايرادات قدرت على اساس سعر برميل النفط بـ 80 دولار في حين تم البيع بـ 105 دولار.. 2. وبسبب مغالات الأجهزة الحكومية بطلب تخصيصات أكثر من حاجتها وفي نهاية كل سنه يصيح دلّال بكل وزاره : راح تخلص السنه والفلوس ما مصروفه وتصير الركضه للتبذير والفرهود .. 3. تدني القدرة الانفاقية الناجم عن تدني القدرة التنفيذية للمشاريع بسبب فشل الاداء الحكومي .. بحيث ان المبالغ المتجمعة من جراء ذلك في خزينة الحكومة تكفي لتغطية موازنات ثلاث سنوات قادمه ولو كان سعر البرميل بدولارٍ .. ولكن ..أين تلك المبالغ …؟؟ إسألوا الحكومه … }} .. وانا اقول : نسال من عن الغير مصروف من الميزانيات السابقة اذا لم تقدّم الوزارات حسابات ختامية ؟! ولا اعلم ما هو راي ديوان الرقابة المالية  حول اسباب تاخير تقديمها ؟ واين ذهبت هذه الاموال ومن اخذها ( من حساب الوزارات )  في بنكي الرافدين والرشيد   ؟!

لاجواب !!  لذا اعود لعنوان المقال لاكمل صدر البيت : ( وراعي الشاة يحمي الذئب عنها ) – ( فكيف اذا كان الرعاة لها ذئاب ) !

والعاقل يفتهم !!

لك الله  ياعراق الخير