22 ديسمبر، 2024 1:30 م

وراء كل مصيبة .. اهمال وفساد

وراء كل مصيبة .. اهمال وفساد

إنتهت كارثة قاعة اعراس ابن الهيثم بقضاء الحمدانية بحصيلة مائتان وخمسين روحاً بريئة أُزهقت او اصيبت بعاهة دائمة .. والحصيلة في تصاعد .

ولانني اؤمن دائماً بنظرية المؤامرة ، والاّ شيء في العراق ياتي مصادفة .. بل بترتيب خفي ومدروس وممنهج فانا في نفس الوقت متشائم جداً من نتائج التحقيق بالحادثة .. فهو مجرد ذر للرماد في العيون ومحاولة امتصاص غضب الناس على الاقل لفترة محددة .. والسياسيون يعتقدون ، ولانهم عبيد مال وسلطة وجاه بان الزمن والملايين التي تغدق بها الحكومة على عوائل من قضوا او اصيبوا سوف تعبر هذه المرحلة وتطويها بالنسيان كما طوت ما قبلها  وغيرها .. وفي هذه الفترة المتشنجة ستمرر امور كثيرة اغلبها في السر والدهاليز المظلمة والقليل منها واضح بخجل ..

كنت آمل ان تراجع الحكومة الحالية ولا تتعب نفسها وتاخذ بيان وإجراءات الحكومة السابقة عقب كارثة مستشفى ابن الخطيب او عبارة الموصل او العمليات الارهابية الكبرى والاجراءات الرنانة التي اتخذتها وعلى راسها عدم استخدام مواد سيئة ورخيصة وسريعة الاشتعال تفاقم الكارثة .. ليطلع علينا احد العاهات ويصرح وهو ( فرحان قوي ) : ان هناك اكثر من ثلاثة آلاف منشأة وقاعة مناسبات وبناية في طولالعراق وعرضه ليس فيها اجراءات السلامة والامان او مخارج طواريء او وسائل ومنظومات انذار واطفاء حديثة ومقبولة ، مثل تلك التي في غالبية دول العالم ، حتى تلك التي مازالت تصنف بانها من دول العالم العاشر !!.

لجنة تحقيقية لمن وعلى من ؟؟ وانتم تعرفون ان الفساد تغلل الى العظام ولا سبيل لاجتثاثه واصبح قاعدة شائعة .. وان اي قضية مهما كانت معقدة او غير قانونية تمرر بعدة ( شدات ) خضر  .. وهذه فضيحة القرن امامكم وهذا نور زهير وقتيبة الجبوري حران طليقان وقد تمت اعادة مبالغ قليلة مما سرقاه وانتهت القضية ويادار مادخلك .. فساد !

اين الضربة القادمة واين الكارثة المقبلة ؟؟ سؤال اردده في نفسي دائماً ، لا اتمناه حقاً لان هناك ابرياء فقط هم الذين يدفعون الثمن ،ولكنني اتوقعه في اية لحظة  مادامت الدولة غارقة في الفساد ، وما دام الجميع يدعي انه ضد الفساد ومع المراقبة والنزاهة والشفافية ، ولم نرَ نزاهة ولا شفافية الا باصطياد الاسماك الصغيرة وترك الحيتان الكبيرة .. الحيتان الكبيرة التي جاءت مع الاحتلال الغاشم حافية بائسة جائعة وهاهي اليوم من اصحاب مليارات من ( الاخضر ) ولا احد يقول لهم من اين لك هذا ؟ بل ان محاسبتهم خط فوق البنفسجي .. وهاهم جميعاً يحاولون رفع سعر الدولار مقابل العملة الوطنية التي اهانوها واوصلوها الى الحضيض لاهداف وغايات يعرفها حتى الاغبياء وعكس ما يعلنون ويتظاهرون .. وهاهم جميعاً يحولون كل ميزانية الدولة الى موازنة رواتب وتشغيل فقط .. وهذه الموازنة لم تر النور حتى الان ونحن في الشهر العاشر من السنة .. وهاهم يتقاتلون لاجراء انتخابات مجالس المحافظات التي الغاها مجلس ( النوام ) يوم ضغطت الاغلبية الصامتة قليلاً ونزلت للشارع وارعبت الطغاة فما لبثوا ان وأدوها وقمعوها بالقتل والقوة الغاشمة .. ولو ان في هذه الانتخابات مصلحة للشعب لما تقاتلوا عليها ، بل هي سبيل جديد للفساد والبيروقراطية والوجاهة والسيطرة المطلقة واحكام السلطة وفي الأساس هي حلقة زائدة ، هم اول من اعترف بعدم جدواها .. مستغلين فرصة انسحاب التيار الصدري من الحياة السياسية ، وهم يعتقدون انها فرصة تاريخية للغنائم والفساد لاربع سنوات قادمة  ..

سلام الى ارواح الابرياء الذين قضوا في حادثة الحمدانية والصبر لاحبائهم والشفاء للجرحى .. واقول لهم ان الحادثة ستمر بهدوء والتحقيق سينتهي بتحميل بضعة اشخاص المسؤولية .. وبعدها سيتم اللجوء الى هبّة تفتيش ومراقبة وتشديد و.. و …. وبعدها سيضرب الفساد ضربة اخرى في مكان اخر من العراق المبتلى !!.