9 أبريل، 2024 11:49 ص
Search
Close this search box.

وراء كل زعيم ….إمّعة !!

Facebook
Twitter
LinkedIn

يقال ان السياسة فنّ الممكن وهذا يعني دراسة وتغيير الواقع وليس الخضوع له بناء على حسابات القوة والمصلحة، ولعمري فان هذا التعريف ينطبق على جميع دول العالم من بلاد العم سام وحتى الاف الممالك المجهولة الواقعة في جزر المحيطات ومعضمها غير مثبت على الخرائط اصلا ، اما عندنا في العراق فالوضع السياسي مختلف تماما ولايدانيه وضع اخر فهو مجهول الملامح ومشوش وهلامي واجتهادي ويعتمد على الانفعالات الآنية غير المدروسة مما اوقع البلاد في اتون بحر من الازمات لها اول وليس لها اخر منذ عهد جدّنا حمورابي صاحب الصخرة القانونية التاريخية الشهيرة التي بينها وبين صخرة (عبعوب) سيئة الصيت … بون شاسع !!

لقد ابتلى العراق بعد العام 2003 باشخاص دخلوا بـ(عراك) الحياة السياسية وليس معتركها وهم يجهلون الفبائها وكل تاريخهم النضالي هو قطعهم لتذكرة (سياحية) على متن دبابات ابرامز الامريكية وكان جلّ طموحهم شغل مناصب حكومية لم تتعد ، في احسن الاحوال ، مدير ناحية او قائمقام او مدير عام لكنهم وجدوا نفسهم في غفلة من الزمن باعلى المناصب ففقدوا توازنهم وعقولهم وخلفيات احزابهم الدينية ،كما يدّعون ، و(أسسوا) قوانين في استشراء الفساد من اي مكان يخطر على البال و لم يسلم منهم سوى الهواء الذين لو تمكنوا من السيطرة عليه لما ترددوا لحظة واحدة في ذلك !.

وافرزت هذه المرحلة اشخاص ينطبق عليهم القسم الرابع من تصنيف الرجال لدى الامام علي (ع) وهو رجل لايدري ولايدري انه لايدري وذلك احمق فاجتنبوه ، ومن هؤلاء (الحمقى) إمعات أخجل كثيرا من اصواتهم المبحوحة وهي تطبّل وتزمر لشخص ما دونما أدنى خجل من انفسهم و.. رجولتهم وكأنهم يعلنون على رؤوس الاشهاد بأنهم لايصلحون سوى ان يكونوا أبواقا وتابعين أذلاء لرجل يقودهم مثلما يقود الراعي القطيع ودون ان يمتلكوا في داخلهم طموح القيادة ذات يوم ، وهو الحلم الذي يراود أي إنسان يخوض معترك مهنة ما ، وهم في هذا ينطبق عليهم المثل القائل ان غاب لايفتقد وان حضر لايعد … وجيب (طليان) وأخذ مااااااااااع !

وصدقوني فانا لست ضد المالكي شخصيا ، فانا اعرف ان لديه صفات جيدة ونيّات صادقة ، ولكني ضد (الشخصنة) له لانها احدى مفاتيح صنع الدكتاتورية التي رافقتنا طوال عقود من الزمن وسأمنا منها حد التقيؤ ، دون ان نغفل ان السواد الاعظم من (مستشاريه) الذين يعدون بالمئات غير أمينين معه وربما يكذبون عليه بسبب مصلحة ما دون ان يدري الرجل وهو ماأعرب عنه صراحة خلال جلساته الخاصة او عبر وسائل الاعلام في أكثر من مناسبة !

هؤلاء الامعات ، وهم أكثر من الهم على قلوب العراقيين خاصة خلال سنوات (التحرير) العجاف ، مابرحوا يملئون الاذاعات والفضائيات و(الورقيات) بتصاريح فجّة عن ضرورة تولي المالكي للولاية الثالثة وكأنه الشخص المنزّل الذي لايدانيه آخر لهذا المنصب ونسوا او تناسوا بان العراق بلد ولاّد وليس عقيم مما يدل وفق التفسير النفسي على انهم هامشيون ، وسيبقون كذلك ، يبحثون عمن يقودهم لانهم يفتقدون للقدرة القيادية التي يفترض ان تكون المهارة الاولى بكل من يمارس العمل السياسي ، لكن ضوابط (اللواكة) لدينا تختلف عما هو معمول به في دول العالم الاخرى من جمهورية الصومال العظمى وحتى مستعمرات جزر الواق واق ذات الماركة المسجلة علامة (الحرباء) ! .

ومما يثير الانتباه ان معظم هؤلاء المطبلين هم من الخاسرين بانتخابات البرلمان الاخيرة وهم لاشك يبحثون عن فتات فرصة قد يمنّ بها عليهم الزعيم الاوحد الذي لم يجد الزمان الا به على الرغم من مسلسل الاخفاقات والتردي المستمر في كل مناحي الحياة منذ ثمان عجاف اسقطت ورقة التوت عن (عورة) الحكومة العرجاء مفتعلة الازمات مع الجميع واثبتت بما لايقبل الشك ان رجال الاحزاب لايصلحون ان يكونوا رجال دولة تعد واحدة من اغنى البلدان في الوطن العربي والمنطقة و…جنوب شرق المحيط المنجمد الشمالي !!!

العديد من (إمعات ) الزمن الردئ يروجون الاخبار عن حكومة اغلبية ستشكل بعد استمالة دولة القانون للعديد من نواب الكتل الاخرى للحصول على الاصوات الكافية لهذا (الانجاز التاريخي) ، وبالطبع فان معظم هذه التصريحات مفبركة ولا اساس لها من الصحة وهدفها تشتيت لحمة الكتل المعارضة وبث الفرقة في اوساطهم لكني اعتقد بان هذه الخدعة لن تنطلي على احد فقد مضى زمن (القشمرة) و…(القشامر) !!!!

المضحك في الامر ان البعض من هؤلاء المطبلين والإمعات ذهبوا الى القول باشياء تخالف المعقول مثل ذلك الذي دعا الى استنساخ زعيمه الاوحد لضمان استمراره بالقيام بانجازاته التاريخية بعد وفاته على حد وصفه ، وعاد ذات الشخص ليقول في تصريح آخر ان الولاية الثالثة اصبحت أمرا مفروغا منه واننا نبحث منذ الان في سبل توليه الولاية الرابعة !! الامر جد مضحك كما قلنا، ولكنه ضحك كالبكا ! .

مقالات اخري للكاتب

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب