وكأنك خلقت للظلم ،مثلما خلق الماء للشرب وخلق الرغيف للاكل . تتلقفك المظالم منذ الوهلة الاولى لصرخة الولادة مشرئبة لحياة ينتظرك فيها ركام من المظالم المعدة مسبقا…0( واذا بشّر احدهم بالانثى ظل وجهه مسودا وهو كظيم يتوارى من القوم لسوء ما بشر به ايدسه في التراب ام يصبر على هون)،ثم تودعين الحياة بنفس المظلومية وتعسف التسلط الذكوري بيافطة سوداء ( انتقلت الى رحمة الله عقيلة السيد او الحاج الشيخ ..واحيانا عقيلة المرحوم !.لم تتخلصي من تسلطه حتى في عالم الاموات .
وبين الولادة والرحيل تظلين دائما وقود حماقات الرجال وشجارهم وحروبهم اذ لكل محطة من هذه المحطات تضحياتها : فتشردين .. وتمتهنين .. وتغتصبين ..وتفقدين الاب او الابن او الزوج او الاخ ..واقل هذه التضحيات تتحملين مسؤولية مضاعفة فتقومين بدور المعيل ..ودور الاب والام .
تذكر كتب التأريخ ان جميع الامم والاقوام امتهنت المرأة وظلمتها بما فيها اوربا واميركا والى عهود متأخرة لكن الثورة الصناعية في اوربا وماحققته من طفرات حضارية ساهمت المرأة فيها بشكل بارز جعلت الرجل الغربي يتراجع ولو جزئيا عن تسلطه وتعسفه وبمرور الزمن سنت لوائح وشرعت قوانين لحماية المرأة وتأسست جمعيات ومنظمات مجتمع مدني اخذت على عاتقها متابعة شؤون المرأة ورفع ا لحيف عنها.فيما بقيت الامم الاخرى على حالها، وبقيت ظلامة المرأة على سوادها،بل كبلت بقوانين ما انزل بها من سلطان.وبديهي.. كلما كان المجتمع متخلفا كلما كان الى الهمجية والتعسف والذكورية اميل ولذا نرى المرأة في القرى والارياف العربية اكثر معاناة ومظلومية مقارنة بنساء المدينة.
القرآن الكريم خصص سورة كاملة من سوره المائة واربعة عشر للمرأة اسمها سورة النساء احتلت التسلسل الرابع وتضمنت 176 آية ..واحاديث النبي الكريم ووصاياه باحترام المرأة وتكريمها ملأت الكتب .. رفقا بالقوارير …اوصيكم بالضعيفين : المرأة واليتيم .اذا دخل احدكم السوق فخص البنات ببضاعة دون الذكور فكأنما اعتق ولدا من اولاد اسماعيل بن ابراهيم الخليل .واكد علي بن ابي طالب : لا تتعرضوا للنساء وان سببن امراءكم وشتمن اعراضكم .كل هذه الايات والاحاديث والوصايا ومثلها الاضعاف في الاناجيل المقدسة والعهد القديم والكتب السماوية الاخرى لم تشفع للمرأة ولم تكبح جماح ذكورية الرجل وتسلطه .
ما ألذي يشكله تخصيص يوم في السنة .. يوم المرأة العالمي اذا كانت ايامها ولياليها مظالم وتعنيف واضطهاد واستضعاف ؟!.