23 ديسمبر، 2024 7:13 م

” ودّك بالصديج  ” !

” ودّك بالصديج  ” !

السيد ستيڤن هادلي مستشار الامن القومي في عهد الرئيس جورج دبليو بوش  ( نصحه ) عام ٢٠٠٨.
والسيناتور الابرز جون مكين ( نصحه ) أيضا في أيلول الماضي بأن :
 يبدل مستشاريه، والمقربين منه، ممن يعطون استشارات تورطه في أغلب الأحيان، ويساهموا إضافة الى ذلك  ( بتشنيج ) الطرف المقابل، لفرط حماقة تصريحاتهم.

أنا لا أنصحه بالاستجابة لنصح الناصحين الذين نصحوه ! من باب القاعدة الشعبية التي مفادها : ” ودّك بالصديج .. ” .

 أنا أريده أن يخطأ، وأن تتجمع عليه أخطاءه كي يكون عبئا حتى على حزبه وأقرب مقربيه.

أنا فقط أريد أن أقص عليكم قصة حدثت في سنة ١٩١٥ في مدينة سوق الشيوخ المحتله !

كان الحاكم فيها وقتئذ هو ضابط الاستخبارات البريطاني الشهير : ديكسون ( أبو سعود ) !
وكان الرجل لبريطانيته ولخبرته الكبيرة ولرجاحة عقله : الدور الكبير في معرفة أي الرجال هم الذين تؤخذ منهم الاستشارة وأيهم يستحق أن : ينلط على حلقه !

فقد وضع ديكسون خطة ذات يوم للزحف على قرية ( حجي مري ) ليلا، لانقاذ تاجر نجدي شاب، خطفه وزورقه الحج،ي وسمل عينيه   ، وعلق النير في رقبته، و وربطه جنبا الى جنب مع حماره وفلح عليه الارض لمدة خمسة أيام متتالية !

تتلخص الخطة بأن :
يجمع محمد العايل رئيس الشبانه ( شرطة النهر ) عشرين من أشد رجاله، ويذهبون ليلا في الزورق البخاري لاقرب مكان للقرية المطلوبة، ويتركوا خمسة من الرجال لحراسة الزورق، بينمايزحف ديكسون بالبقية لمكان أقرب لبيت الحجي مري، لينطلق محمد ومعه  ثلاثة رجال – كالهنود الحمر – الى الاسطبل الذي تدعي والدة التاجر الشاب أنه مسجون فيه.

محمد العايل لم يوافق على الخطة، ولا على زحف الهنود الحمر ! وإنما إقترح أن :
يأخذ خمسة رجال معه، ويبقى ديكسون مع البقية في الزورق. فوجوده سيكشفهم، لأنه لا يستطيع مثلهم أن : ” تسبح القنوات الثلاثة العريضة التي تحمي قرية الحجي مري، ولا تقدر أن تتحرك كالكلب، وتمشي على رجليك ويديك وترفع احدى رجليك لتبدو كأنها الذيل. سلّم لي الامور وسأبيّض وجهك ” !

إنطلقوا في الثانية عشر ليلا في زورقهم البخاري، وفي الواحدة والنصف تماما وصلوا الى حيث يرسوا الزورق قريبا من قرية الحجي مري.

” خلع محمد العايل ورجاله الخمسة – الذين يشبهون الثعابين – ملابسهم، وربطوا على خصورهم خناجرهم الطويلة الملتوية التي يستخدمها رجال الأهوار ” وتركوا بنادقهم وذخائرهم في الزورق، وأخبروه إنهم إن لم يعودوا قبل الثالثة والنصف، فمعنى ذلك أنهم إما قتلوا أو أسروا، وعليه أن ينسحب الى سوق الشيوخ حتى يتبين الامر له نهارا.

في الرابعة الى ربعا، وبعد حوالي ٣٠ اطلاقة نارية دوّت في الثالثة والربع، عاد محمد العايل ورجاله يحملون حزمتين ! ألقوهما على الشاطيء قرب الزورق.
بينما إقترب محمد من ديكسون وهمس في أذنه :
” لقد جلبت لك الفتى الأعمى، وحجي مري ” !
في أمان الله