قالوا لي انك الآن تستطيع ان تخسر خمسة عشر كيلو من وزنك الزائد خلال أسبوع واحد, فتبادر الى ذهني تلك الايام التي كنت اقضيها بالتمارين الرياضية
الشاقة.. الهرولة.. والقفز.. وتناول وجبات الطعام الخفيفة, والالتزام بكل تفاصيل برنامج “الاعداد العالم” الذي كنت أتلقاه على أيدي امهر المدربين العراقيين منذ
سنوات بعيدة, ولم أتخيل أبدا إن الأمر قد أصبح في غاية السهولة, فبإمكاني الان ان استغني عن كل ذلك.! ولكن بعد ان ادفع مبلغ من المال إزاء علبة أعشاب
تستطيع ان تفعل ذلك المفعول السحري بأسبوع واحد! ربما الامر حقيقي, لأننا اليوم نعيش في عصر التطور التكنولوجي وكل شيء جائز, ولكننا ايضاً لم نصل
حتى الان الى عصر التطور الزراعي للأعشاب, المهم القضية الان سهلة, وتناول عشبة صغيرة خير من الحركة والركض والرجيم القاسي, وربما الأمر معقول
بالنسبة للقضاء على الوزن الزائد, ولكن انا على يقين ان امر القضاء على الفساد المستشري في العراق الان أمر لا ينفع معه شيء, لا عشبة, ولا هم يزرعون.!!
فمن يقوم بهذه المهمة الصعبة وكيف؟ وهل هناك “منهم” من هو بعيد عن الفساد لكي يكون الحكم والمصلِح بيننا وبينهم, يعني “فريضة” بالمصطلح العشائري؟ لا
اعتقد.. لأنني أؤمن ان الامر سيكون تماما كما في المثل القائل “ودع البزون شحمة” مع احتمال ان يكون “البزون” قد تطور هو الأخرى, او روّض مسبقاً على
الوفاء, وأصبح شيء من تكوينه, فيجد في اكل “الشحمة” خيانة لمودِعها, أما المسؤول فهو لا يتورع عن أكل شحوم ولحوم أبناء بلده, ولو كُشف له ستار الغيب
لأكل حتى الملائكة.!!
المسؤول الزائد هو الاخر اصبح اكثر ضرراً من الشحوم الزائدة في أجسامنا, فكما يعرف الجميع ان هذه الشحوم هي سبب رئيس لأمراض عضوية كثيرة, ومدمرة
لحياة الإنسان, وهو كذلك يعرف إن بقائه لن يضيف للمواطن العراقي سوى المزيد من الأمراض النفسية والعضوية, وهناك مؤشرات كثيرة تدل على ان الشعب
العراقي وبعد التضخم الذي حصل في عدد المسؤولين العراقيين؛ أصبح يعد من اكثر الشعوب عرضة للإصابة بمرضي السكري وضغط الدم, حتى أن المصاب
بهما لديه من الخبرة ما يغنيه عن الطبيب المختص, فهو يتناول الأنسولين قبل وجبة الإفطار الصباحية بانتظام, وكذلك لا يخطأ ابدا في تشخيص قياس ضغط دمه
بعيداً عن استخدام أجهزة قياس الضغط, فقد فاقوا أجهزة قياس الضغط الصينية التي ربما قد تكون دخلت هي الأخرى للعراق متخفية بشحوم المسؤولين وحواشيهم.
وربما تفكرون بما افكر.!! ان نودِع المسؤول لـ “بزون” باعتباره “شحمة” ولابد من التخلص منها, ولكن القضية بحاجة الى “بزازين” كثيرة, وقد نضطر للإستعانة
بروسيا, على ان تصدر لنا كمية كافية من البزازين لكي نودعها “شحماتنا” الزايدة, وعلى من نلقي عاتق هذه المهمة؟ المسؤول هو الوحيد القادر على استيراد
البزازين من روسيا, وهنا ايضا لن نضمن انها ستكون بالمواصفات المطلوبة, فربما تكون هذه البزازين فاسدة, وبهذه الحالة نكون قد ” ودعنا البزون بزون”