19 ديسمبر، 2024 12:56 ص

ودية  …  لقناة الشعب ”  البغدادية ”  حول القاضي مدحت المحمود و مؤتمره الصحفي

ودية  …  لقناة الشعب ”  البغدادية ”  حول القاضي مدحت المحمود و مؤتمره الصحفي

عندما تنبري قناة فضائية للدفاع عن العراقيين و مصالحهم العامة , يصبح من حق العراقيين عليها طرح بعض الملاحظات على أدائها بين الحين و الآخر , قناة  ” البغدادية ”  أصبحت القناة  رقم ( 1 )  عند الشعب العراقي مواطنين و مسؤولين أيضا و  خاصة برنامجها الشهير ” ستوديو التاسعة ”  , الذي يقدمه السيد انور الحمداني , هذا البرنامج الذي  يشاهده ملايين العراقيين يوميا و ينتظرون ميعاده بلهفة  كونه   ” يسلط الضوء ” على جرائم و خطايا  من حكموا العراق بعد الاحتلال . هذه القناة هي الوحيدة , من بين عشرات القنوات الفضائية العراقية , التي تسمي الأشياء بأسمائها و تضع النقاط على الحروف عند تداولها مشاكل البلد  و خاصة ملفات الفساد المالي , و لعبت دورا مهما في إضعاف فرصة المالكي في الحصول على الولاية الثالثة , و البث من القاهرة كان عاملا قويا من عوامل النجاح إن لم يكن هو الأقوى و السبب واضح , الإعلام الفاشل  تبتعد عنه الناس و يلفه النسيان و الإعلام الناجح يستقطب الأضواء و تلاحقه العيون و الآذان , و هذا النجاح بدوره يرتب مسؤولية  إضافية على هذا الإعلام كي لا يتراجع بل يستمر في هذا النجاح و يبقى متربعا على القمة , و بعد هذه المقدمة البسيطة أرجو أن تتقبل  ” البغدادية ”  بضعة ملاحظات مصدرها الحرص على ديمومة نجاحها لما فيه الخير للجميع :
       عندما يقوم مسؤول كبير في الدولة بإصدار قرارات نافذة تؤدي إلى ضياع وطن و تدمير شعب و على مدى سنين عديدة , قرار يتبع  قرار , و عندما يزول ولي نعمته ينزع جلده  و يعقد مؤتمر صحفي يحاول أن يظهر من خلاله بأنه المدافع الأول عن أموال العراقيين قائلا  (  لقد تحرك القضاء )   …  الله أكبر … الله أكبر  …  صلوات على النبي … صلوات على النبي …..  كاشفا عن سرقة مبلغ تافه لا يمثل سوى نقطة في بحر مقارنة بسرقة معظم ال 750 مليار دولار في الزمن الأسود للمالكي , هذا ما فعله القاضي مدحت المحمود في محاولة رخيصة لاستغفال العراقيين ! لماذا لم يتحرك القضاء الذي كان تحت إشرافك طوال ثمان سنوات و أنت تعرف جيدا كل ما يجري في البلد ؟ و ما حكاية هذا المؤتمر الصحفي ؟ إذ لم يشاهدك العراقيون  يوما تعقد مؤتمرا صحفيا , مؤكد إن هذه ليست صحوة ضمير , بل هي محاولة فاشلة لركوب موجة التغيير الحاصلة الآن (  و ستحاول الكثير من الرؤوس الكبيرة ركوب هذه الموجة  قبل فوات الأوان ) , إذ أين كان هذا الضمير طيلة سنوات عديدة ؟ ديناصور القضاء هذا يقف وراء كل الفواجع و المصائب التي دخلت بيوت العراقيين بكافة مذاهبهم و قومياتهم , و كان بإمكانه أن يفعل الكثير لإيقاف نزف الدم و المال , لكنه لم يفعل سوى العكس ,  ولو لم يتحرك المالكي مرغما عن كرسيه لما تحرك هذا القضاء راكبا الموجة , و لبقي على حاله يدار هاتفيا من قبل المالكي , إتهم فلان و برأ فلان و إحبس فلان و إطلق سراح علان , و القرارات التي  أصدرها هذا الديناصور بالضد من مصلحة الشعب كثيرة , و لعل أبرزها و أخطرها هو القرار الفضيحة بعد انتخابات   2010 و الذي جعل اياد علاوي الفائز خاسرا و الخاسر نوري المالكي فائزا , هذا القرار الذي من نتائجه و تبعاته ما يمر به العراق الآن حيث ضياع ثلث الوطن و مئات الألاف من الشهداء و ملايين المهجرين عدا الأبرياء القابعين في السجون زائدا ميزانية خاوية .
    و العتاب على البغدادية , عتاب دافعه المحبة طبعا , إنها لم تسلط الضوء على سكوت هذا القاضي عن استهتار المالكي الذي أوصلنا إلى ما وصلنا إليه اليوم , بل كان أداة المالكي في ( التأطير القانوني ) لما كان يصدره المالكي من قرارات ظالمة  لا يتسع المجال لسرد تفاصيلها لكثرتها و يعرفها العراقيون جيدا , البغدادية أظهرت المؤتمر الصحفي للقاضي  مدحت المحمود أكثر من مرة و لعدة أيام مما أدى إلى تقديم رسالة خاطئة للمشاهد توحي بان هذا القاضي يريد محاربة الفساد , و كان يمكن عرض المؤتمر الصحفي مرة واحدة فقط من باب إرسال معلومة أو خبر للمشاهد بدلا من التكرار الذي يرسخ المضمون و هو مضمون  كاذب و مخادع لأن مدحت المحمود آخر من يحق له الكلام عن مصالح العراقيين .
هذه هي الملاحظة الودية الأولى لقناتنا المفضلة  ”  البغدادية  ” , و ربما ستتبعها ملاحظات ودية اخرى قادمة في أيام قادمة … و أجمل  تحية لرجال و نساء القناة الشجعان .