23 ديسمبر، 2024 12:05 م

وداعا لصباح الشحرورة ..وتعسا لكارهي الحياة

وداعا لصباح الشحرورة ..وتعسا لكارهي الحياة

لم تكن أشاعه هذه المرة. ولم تكن إحدى أكاذيب المغرضين للنيل من الصبوحة .نعم توفيت الفنانة صباح شحرورة لبنان. فقد اختار الرب لهذه السيدة البالغة من العمر 87 عاماً الفجر ليكون موعدها لرحيلها الأخير، ودعّها لبنان الرسمي والشعبي وحضر تأبينها كبار رجال الحكومة اللبنانية وضيوف مرموقون من كل العالم وعزفت لجنازتها موسيقى الجيش محفوفة بالدرك وملفوفة بالعلم اللبناني وسط عزف الموسيقى ودق الطبول والرقص بالنعش، استجابة لوصيتها بألا يحزن عليها أحد، وأن يغني الجميع في جنازتها.
.. ماتت صباح، لكن صوتها حي على مدى الأثير. غاب وجهها، لكن ابتسامتها العريضة لن تغب وتبقى على الدوام ضاحكة بشوشة على كل شاشة وورقة وأسطورة لن تتكرر.
هي صباح التي صنعت إمبراطوريتها. وهي جانيت المسيحية التي ولدت في وادي شحرور في العام 1927والمتزوجه لعشرة مرات .والتي لم يكن يوم دفنها مأتما بل عرسًا لها، فقد اجتمع محبّوها لينفذوا وصيّتها، ليفرحوا ويحتفلوا معها برحلتها الأخيرة إلى أحبائها الذين سبقوها، أنها رمز من رموز المجد في البنان، كما إنها صباحه التي لا تغيب ولن تغيب.
هذه الفنانة الطفرة في عالم العربان الموسوم بالذبح والتفخيخ والتفجير ، أبت مراراً أن تغادر الحياة ، رغم أنها قد “ماتت” فنيا منذ زمن، لم تكن امرأةً فاتنةً، ولا صاحبة صوتٍ جميل فحسب، بل كانت مسكونةً بكينونةٍ فنية خاصة، وحبا وتمسكا بان تبقى معطاءة لأخر نفس في حياتها .هذه الإنسانة في حياتها مجد وعبرة وفي مماتها مجد وعبرة. أسعدت الملايين وقدمت من العون والعطاء لمحبيها ومعارفها الكثير. لم تفجر ولم تفخخ ولم تدع إلى الطائفية او المناطقية او المذهبية .فالكثير منا لم يعرف صباح بأنها مسيحية لحين موتها .أنه لأمر محزن إن تموت صباحا ويبقى المئات من الدواعش كارهي الحياة ومروجي مفاهيم العداء والكراهية والازدراء بين بني البشر .