10 مارس، 2024 7:29 ص
Search
Close this search box.

وداعا عام 2021

Facebook
Twitter
LinkedIn

وداعا عام 2021…. وداعاً عام مثل كل عام… وداعا والف وداع ربما صادفتنا فيك الاحزان اكثر من الافراح…
وداعا ونحن فقدنا فيك من نحبهم فمنا من فقد امه و منا من فقد اباه و منا من فقد نفسه.. يا عام الاحزان يا عام المساكين يا عام القحط والسنين ماذا سأكتب لك من ديباجه حتى انهى ايامك الأخيرة ايامك التي مرت علينا وكلها ايام غلاءً ومحن لم تتوقف عجله الزمن فيك ولم تقف عقارب الساعة للحظات ولكن اغلب اعمال الحياة توقفت هنا وهناك توقفت السماء عن المطر فمات الربيع مع الزهور والشجر… ماتت الكلمات المتقاطعة في صفحات الجرائد مثلما ماتت حروف الجر في المدارس والجامعات… واصبح التعليم يسمى الكتروني وعن طريق وسائل الاتصالات… ياعام الامية وياقاتل المعرفة.. اجبرتنا على الجلوس في البيوت.. وحرمت العمال الفقراء من ارزاقهم. استمر فيك انتشار الوباء ورغم توفر الدواء الا انه لم يستأصل الداء..
ياعام حوادث السيارات والانتحار.. وعام حالات الاغتصاب المتكررة…لقد احزنتنا ونحن نسمع في بلادنا وخلال ايامك العصيبة انتشار المخدرات بين شبابنا.. واستمرار اعمال الرشوة في مؤسساتنا الحكومية…
ياعام المطلقات من بناتنا بسبب الفيس بوك والانستكرام…ياعام المطربين والمعجبات…
سافرت فيك ايها العام مرة واحدة امدها عشرون يوما الى احد دول الجوار الجمهورية التركية وشاهدت بلادا عامرة باهلها.. شاهدت اناساً يعرفون محبة الوطن فيبنون العمارات ويشيدون الطرق الحديثة والجسور دون خوف اورقيب من الدولة لانهم يرفعون شعار الصدق والاخلاص في العمل ولايعرفون الرشوة او المحسوبية…. وبكيت على بلادي هناك وخاصة عندما تذكرت الفرق بين اقتصاد وثروات البلدين…..
ياعام 2021
مساجدنا اغلقت ولم تفتح الا في اشهرك الاخيرة فابتعدنا عن الدعاء وغلظت القلوب….
وها انت تودع ايامك الاخيرة وقد جلبت لنا برداً قارصاً لا يرحم الفقراء الذين يعيشون في العشوائيات ولا يملكون ثمن وسائل التدفئة….
ايها العام الحزين.. العام الذي قبلك لم يكن أفضل منك
واما الذي بعدك نتمنى من الله ان يكون هو الافضل..
مجرد امنيات نتمناها ونحن نسابق الزمن وعقارب الساعة لن تعود الى الخلف.. وقطار العمر يركض مسرعاً ولكل محطة ركاب….
يهذا العام..
مازالت الثكالى وزوجات المفقودين تنتظر عودة المغيبين. وهم دون رجعة….ومازالت الارامل تعيش مع ابناءها تحت خط الفقر الشديد….
ومازال رجال السياسة يهرعون على المناصب مهما كان الثمن… ومازال التجار يتقاتلون على زيادة رؤوس اموالهم بالطمع والجشع ويرفعون الاسعار على الفقراء…. ومازلنا نحن الشعوب نصفق ونغني ونهلهل ونطبل للسلطان الظالم ونتحمل جور الحكام ونحكي للسلاطين عن السعادة وحلاوة الايام..
وانت تعيساً وتعيساً وتعيساً ايها العام….
فبلا وداع ولا كلام انتهت ايامك.. ورغم انك تسرق اعمارنا الا اننا نريد معك مسك الختام…..

مقالات اخري للكاتب

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب