18 ديسمبر، 2024 12:00 م

وداعا ايها الطيب …وداعا وتعجز النفس عن التعبير عما يختلجها وتستعيد الذاكرة صورا شتى كأنها الزهور العطرة في جنات وعيون .
مسيرتك الطويلة التي خلفت اثارا من الطيبات ستظل ابدا شاخصة في القلوب والنفوس لأنك لم ترد بها الا رضا الله سبحانه وتعالى .
لا رياء ولا زيف ولا تزلف
تستعيد الذاكرة صور الماضي اطفال يفرحون بالهدايا ويمضون اوقاتا سعيدة في رحاب دارك في مدينة غير مدينتهم اذ يعتبرون ذلك ترفيه عظيم وفتح ما بعده فتح ,زياراتك التفقدية وسؤالك عن الحال والاحوال وعنايتك ورعايتك وعطاءك على مر السنين .
كل ذلك واكثر تحفظه لك قلوبنا وتعترف به السنتنا وهي عاجزة عن الشكر وقاصرة عن ايفاء ك العرفان مهما حاولت .
نبأ رحيلك ايقظ في النفوس الم دفين لفقد امنا الطيبة التي كنت لها نعم الاخ والتي ظلت حتى لحظاتها الاخيرة تدعو لك بالتوفيق والعافية وتذرف الدموع اذ طال زمن الفراق .
ها انت ستعود الى ارضك الحبيبة الى ارضك الطيبة بعد سنوات الغربة التي فرضتها الحالة الصحية ,ستعود ويستقبلك الجميع باكون محزنون فهم يستقبلون الجسد اما الروح فهي عند بارئها الكريم تنعم بالروح والريحان في جنات النعيم .
ستعود الى ارضك الطيبة التي احببت محمولا على الاكف تشيعك العبرات وتتلو الشفاه لأجلك الصلوات والدعوات بالرحمة والغفران .
ليس لنا الا ان نقول كما قال النبي الكريم صلى الله عليه وآله الطيبين الطاهرين عندما فقد ولده ابراهيم :(تدمع العين ويحزن القلب ولا نقول ما يغضب الرب يا ابراهيم ) ليس لنا الا ان نقول انا لله وانا اليه راجعون.
……………..
هو العراق اصلك الذي اليه تعود البلد الذي انت من ترابه وعلى ارضه الطيبة في كربلاء عشت سنين .
كربلاء الحسين التي شهدت طفولتك وصباك وشبابك وسني عملك الطيب الذي جاهدت من اجل ان ينمو طيبا فباركه الله تعالى واتسع ونما فكان لابد لك من الانتقال الى العاصمة الحبيبة بغداد ولكن زيارتك لكربلاء كانت فرض لم تتركه لان زيارة المرقدين المقدسين كانت احب الاعمال اليك وكذلك زيارة الاهل وصلة الارحام واجب لم تتخلى عنه واديته وقمت به خير قيام.
وشاء القدر ان تترك الوطن لظروف عديدة لكن اتصالك ظل قائما من خلال زياراتك المتعددة كطائر مهاجر لا يترك وطنه.
وغبت عن الوطن وغبت عن كربلاء المقدسة سنوات وسنوات لم يكن لك في ذلك من بد وليس لك في الغياب يد لان حالتك الصحية فرضت عليك الغياب فكانت الدعوات لك بالشفاء ترفع لله تعالى في كل آن من الاهل والاقارب والاصدقاء بل وحتى الغرباء وطال الزمن وطال زمن الغياب فلم يكن غير الصبر الجميل ملاذ.
صبر جميل والله المستعان اذ اختارك الله تعالى الى جواره الى رحمته الواسعة الى جنته العالية الى لقاءه جل وعلا الى لقاء رسوله والائمة الميامين والشهداء والصالحين وها نحن ننتظر نعشك الجليل يعبر الافاق ويطوي سماء الغربة عودا الى وطنك عودا الى ارضك عودا الى كربلاء حيث قبرك الذي اعددت وهو بأذن الله سيكون روضا من رياض الجنة لما قدمت من صالح الاعمال.
وداعا ايها الطيب وداعا وستظل ذكراك دائما قائمة في النفوس فألى جنة الرضوان والى الروح والريحان.