8 أبريل، 2024 8:29 م
Search
Close this search box.

وداعاً يا شهر الله

Facebook
Twitter
LinkedIn

-1-
مَنْ منّا لم يسمع القول المأثور :

” كم من صائمٍ ليس له من صومه الاّ الجوع والعطش ” ؟

انه اذن جُهد ضائع وصفقةٌ خاسرة …، لم تتوج بالقبول وكانت كالهباء المنثور …

لا قيمة للعمل مالم يكن خالصاً من كل الشوائب التي تفسده …

والسؤال الآن :

هل حرصنا على تنزيه صومنا من الشوائب ؟

انّ الصيام ليس من الطعام والشراب فقط

انه صيام الجوارح عن الخطايا والمعاصي والذنوب …

أما رأيتم بعض (الصائمين) كيف يتلذذون في نهار شهر رمضان باغتياب اخوانهم ، وانتقاصهم والاستهزاء بهم ؟

-2-

ها نحن نقترب من نهاية شهر الله العظيم ، وهذا الاقتراب من النهاية يُثير العديد من التساؤلات :

هل استطعنا أنْ ننتهز اجواءه العابقة بشذا الغفران، بما يحقق الانتقال والعبور الى الضفة الأخرى ؟!

هل أستطعنا أنْ ننتصر فيه على شهواتنا وذواتنا بشكل حقيقي ، لنطرد الأنانية والاستئثار واللهاث وراء السراب ..؟!

هل تفاعلنا مع كتاب الله المجيد تفاعل المؤمنين الذين يرون خطاباته موجهةً اليهم ، فينشطون لتنفيذها من دون إبطاء ؟

لاتنسوا القول المأثور :

ربُّ قارئ للقرآن والقرآن يلعنُه ..!!

لماذا يلعنه ؟

لأنه يقرأ ويتهرب من التنفيذ فكأنه يستهزئ بآياته ..!!

هل كانت أيام الشهر الفضيل ولياليه مسرحاً لمناجاة الله واستنزال رحمته وبركاته ، واستلهام عونه ؟

هل ذَكَرْنا في هذا الشهر الملتهب، حَرَّ النار فسارعنا الى الابتعاد عنها عبر الورع والاحتراز من الوقوع في المطبّات ؟

هل ذكرنا فيه النازحين والمهجرين عن ديارهم ومعاناتهم الصعبة، فسارعنا لتخفيف الأعباء عنهم ؟!

وماذا عن الايتام والارامل وحاجاتهم المتزايدة لمّد يد العون والمساعدة اليهم ؟

هل كان لنا الشرف الإسهام بشيءٍ من ذلك ؟

وهل فكرّنا بانعاش البائسين والمستضعفين والعاطلين وهم يتضورون فاقةً وحرمانا ؟!

هل وصلنا الأرحام ؟

هل نقيّنا أنفسنا من شوائب الغِلّ والحقد والحسد …؟

هل تورعنا عن البهتان واصطناع الأكاذيب والوسائل الرهيبة في الاساءة الى الآخرين ؟

هل توشحنا بالعفو والتسامح عمن أساء الينا ؟

هل تجاوزنا حدود (الذات) و(والعائلة) في دعواتنا لحظة الانقطاع الى الله؟

هل كان للآخرين نصيب من تلك الدعوات في ظّهْر الغيب ؟

ان أشد ألوان الغَبْن ان يغبن الانسان نفسه بنفسه ..!!

انّ الذين عملوا من أجل أنْ يكونوا من (المرحومين) لا (المحرومين) هم الفائزون .

انهم يتهيئون الآن لاستلام الجوائز .

وليست (الجوائز) ذهبا ولا فضة ولا من العملة الصعبة .

انها الجوائز التي لا تُقارن بها كل الجوائز الثمينة ،

انها جوائز العتق من النار والفوز بالجنة .

فهنيئا للمؤمنين المخلصين والمؤمنات المخلصات بما قدّموا من صالح الأعمال والطاعات .

[email protected]

مقالات اخري للكاتب

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب