أيها الرمز العظيم…
يا مصدر الهام جميع المعذبين.. و المسحوقين و المهمشين على ارض الله الواسعة..
ياصاحب القلب الكبير الذي حملَ فوق هموم شعبه هموم العالم..
يامن ارهب جسمهِ النحيل و قوةَ ايمانه سطوة جلادية و حديد سجنه..
سنبقى نذكرك ما حيينا.. كما ذكرنا مناضلين قبلك.. كغاندي، جيفارا، مارتن لوثر كنك و جمال عبد الناصر و اخرون كثر..
صمم جلادوك ان يخرسوك و يغيّبوا صوتك سبعة و عشرون عاماً.. لكنك خرجت منتصراً بعزيمةٍ اشدُ و اقوى و بعودٍ اصلب مما دخلت…
يا رجل القانون الذي لم يستخدم شهادتهُ لوظيفة او جاه او واسطة للمعيشة و الحياة.. لكنه وظفها للدفاع عن قضية شعبه المضطهد و قضايا شعوب البلدان المناضلة و ضد التمييز العنصري..
ايها السجين الاشهر.. ايها المناضل الاعظم.. يارجلَ نِعمَ الرجال.. يا من ملك زمانه و اجبر خصومه على احترامه..
ايها الجبار الغيور و الزاهد الصابر و البطل الهصور الذي اجبر اقسى نظام للفصل العنصري بالخضوع و الاعتراف بحق شعبه في الحرية و نبذ التمييز العنصري بجسدهِ النحيل و من داخل زنزانته.. و لا نعلم أين تكمن قوة هذا الرجل و الانسان البسيط… هل في جسده الضعيف؟ ام في عقيدته و ايمانه و افكاره؟ لكنه على أيِ حال استطاع اجبار خصومه و سجانه الى الاستجابه لحق شعبه بالحياة الكريمة..
قارع الحديد و لم يَهُن او يَضعُف لانه يحمل قوة الارادة و التصميم و وضوح الهدف و الغاية كما يحمل التسامح و المصالحة حتى مع جلاديه و مضطهدي شعبه..
نودعك و قلوبنا تدمي حزناً كما ودعنا قبلك اخرون… فقد كانوا اساطير زمانهم و قادة شعوبهم.. و نودع اليوم شاعر الفقراء احمد فؤاد نجم .. كما احتفلنا بتكريم المناضلة الجزائرية جميلة بوحيرد ذات الجسد النحيل و الايمان الكبير.. التي واجهت الموت و هي مبتسمة تهتف بالحرية للجزائر..
ايها القائد الفذ.. اننا واثقون بان الملايين التي ستحمل جثمانك الطاهر الى مثواه الاخير ستحافظ بأمانة على افكارك النيّرة و تذكر نضالاتك..
يا ابا الامة و صاحب القلب الرحوم و الابتسامة الملائكية الرائعة… ارقد بسلام و طمأنينة..
و كما حملت هموم المستضعفين فستنجب الارض بعدك الف منديلا و الف.. سيحملون ذات الافكار و يحافظون على الشعلة متقدة لتنير الجيل القادم.. كرسالة الى الاجيال التي ستولد..
اما نحن فسنعيش نردد و نسترشد بافكارك ايها الرمز.. ما بقينا على هذه الارض الولاّدة لعالم الامل الجديد كي يعيش بسلامٍ و وئام و تعاون جميع شعوبه مهما تعددت لغاتهم و اختلفت هوياتهم و انتمائاتهم و تباينت معتقداتهم… فلا فرق بين الاسود و الابيض و المسلم و المسيحي او اي ملّة او مذهب اخر… كُلٌ حرٌ فيما يحمل من عقيدة او يعتقد بمبدأ و فكرة شرط ان يحترم الاخر و يكافح الظلم و الظالمين اينما وجدوا..
تلك هي حكمة الله في الارض..
و سنرى..
[email protected]
004369910381116