ربما تكون قد رحلت ولستُ أدري كيف يرحل من يحب … يا عبد الرزاق … والله إنك لم تزل نجماً ما هوى … لم تزل نخلة سامقة من ( شويثي ) مدينتي … يا أيها الجنوبي … يا أسمر السحنة والملامح … يا أيها الراحل عن ناصريتك … ناصرية الأبداع … بلد الحزن والحب والألم ، يا ماء فراتها ويا ملح ترابها ذاك الذي صنع المبدعين في كل أدب وفن ، ما أنصفك من أحببت … وأنت الذي وهبت أكثر مما أخذت طيلة نصف قرن ، وكنت رائعاً في كل وقت وأنت شيخ المسرح الهادف ومن علّم البراعم كيف النمو وكيف العلو …. كيف رحلت وأنت لم تزل تحب ، وهل أن الحب يقتل صاحبه … مشوارك الخمسيني ذاك ، هل سيذكره الآخرون المتخمون ، أم يتذكره الجياع … من دورك في ( المدمن ) الذي أسكرت به من كان يشاهد أداءك فيه وأنت على عكازك الخشبي أمام كأسك الناعسة على تلك الطاولة المتهرئة على مسرح مدينتك ، ومروراً بدورك في أمطار النار وما بعده من أدوار تألقت فيها رغم حجمها وعدد مشاهدها ، و تلك التي لم تر النور بعد …نعم لقد كنت متألقاً بعفويتك في الأداء الإنساني الرائع … كنت مثالاً للفنان الملتزم في كل حين …
من يحبك سوف ينتظر ماذا ينتظرك هناك كي تأخذ ما تستحق وأنت تستحق كل شيء وقد عانيت ما عانيت من ظلم الأقدار والدنيا … ووهبت كل ما لديك ثمناً لتألقك ولم تأخذ شيئاً .
أبا عماد … ياصديقي … يا أيها الإحساس المرهف … يا أيها النحيل الشامخ كالنخيل … هـــل رحلت
هل شددت رحالك حقـاً وقبل أن تقول وداعـاً لمن أحبك وأحب فيك نبلك وتواضعك ؟ قبل أشهر ثلاثة كنت تزهو بأناقتك وتلك السلسلة الرقيقة وهي تتمايل طرباً على صدغيك تحمل نظارتك على صدرك أو عينيك … كنت الأبهى وكنت بيرقاً وسنا … مرحى لك ولناصريتك تلك التي جاءت بكل رائع وبكل من ترك بصماته في سفر الشوق والأنين والحنين … عاد لها مبدعٌ كبير ليرحل عنها مبدع كبير آخر …عاد لها طالب القرغولي بعد سنين وهو يقول لأهله … عزاز ، وبشوك الحمام الجاي لأهله ، وليرحل عنها عبد الرزاق سكر بعد سنين وهو يقول لها ونحن نقول له بصمت … وداعاً يا أبا عماد … وداعاً يامن كتبتُ إسمك في هاتفي …… سكر ..