18 ديسمبر، 2024 8:36 م

وداعاً شيرين ابوعاقلة.. وداعا شهيدة الكلمة الحرة

وداعاً شيرين ابوعاقلة.. وداعا شهيدة الكلمة الحرة

سمعت صوتك اول مرة يغرد في راديو مونتي كارلو وكان له صدى واسع في وسط شعوبنا العربية جميعا وكذلك في اوساط كل المستمعين من المغتربين العرب في مشارق الارض ومغاربها.. وعند ظهور القنوات الفضائية مع تطور وسائل الاتصالات المرئية والمسموعة شاهدناك صورة وصوت وبنفس الحماس وانت تدا في تدافعين عن عروبتك وارضك في فلسطين التي خلقك الله من ترابها المقدس وها انت ايتها الزميلة ترحلين ومازالت القدس بحالها وفلسطين تنادي اهلها واخوانها العرب..
ولكن كما تعرفين ياشيرين اننا قد شغلتنا الحياة عنكم
بجمع الدولارات وقضاء اوقاتنا الجهادية في الملاهي والمراقص الاوربية بحثاً عن ملذات النفس اللوامة. واصبحت حالتنا يرثى لها واصبحنا بحاجة لكي نحرر انفسنا من اعمالنا المشينة قبل ان نحرر فلسطين من اعمال المحتل والاغتصاب لأراضيك وقدسك المقدس.
الله ياشيرين ذهبت وذهب معك الاعلام الشجاع والكلمة الصادقة التي تقاوم طلقة المحتل..
رحلت مع قوافل الشهداء وتركت ارضك فلسطين اسيرة بيد الكيان الصهيوني وخذلان العرب بأجمعهم لها…
اسفاً على جسدك الطاهر وروحك الشجاعة يموتان بطلقة جندي مغتصب لأراضيك وانت انسانة مسالمة لا تحملين معك اي سلاح لتردين لهم الصاع صاعين.. ولكنها الاقدار ياشيرين فلقد ارتبط اسمك اليوم ياشهيدة الوطن والمقدسات.. ياشهيدة الاعلام والكلمة الشريفة الحرة. مع اسم فلسطين فشيرين وفلسطين حالة واحدة… ارض تتنفس ويسير فوقها اعدائها وشيرين شهيدة ناضلت من اجل الحرية ومقارعة الاستعمار لبلادها..
وإعلمي ايتها الزميلة البطلة ان الارض التي انجبت الشهيدة ليلى خالد والمناضل ناجي العلي والشهيدة دلال المغربي وغيرهم لقادرة ان تنجب الالاف من الابطال الذين يحملون معهم هموم ارضهم المحتلة ويقدمون ارواحهم ثمنا لذلك…
وداعاً شيرين ابوعاقلة.. وداعا ايها الصوت الدافئ وداعا ياصوت المجاهدين والمناضلين في كل ارجاء المعمورة. رحلت ومازال الطريق طويل جدا ومازالت قناة الجزيرة الفضائية تنتظر منك التقرير الاخباري المصور من داخل ساحات المعارك في اراضينا المغتصبة.. ومازال الملايين من المشاهدين والمستمعين ينتظرون نشرات الاخبار ليشاهدوا تلك المقاتلة الاعلامية وهي ترتدي خوذة المعارك لتغطي تقريرها بالنقل المباشر وتكشف للعالم اجمع حقيقة الكيان المتغطرس الكيان الصهيوني وممارسات جنوده المسعورين والعطاشى للقتل والدماء وهم يمارسون اعمالهم القذرة ويقومون بقتل الاطفال والنساء والرجال العزل بدماء باردة ويقومون بالتمثيل بها…
الى جنان الخلد والنعيم ياشهيدة الكلمة الحرة والشجاعة.. يامن هزيت بلسانك عروش الكيان الصهيوني في حين عجز الرؤساء والملوك العرب وجامعتهم العربية سيئة الصيت عن ذلك…
لقد اختاريت الطريق الصحيح فاختارك الرب الى جواره مع شهداء المقاومة الابطال….