لستةِ أعوامٍ يا دمشقْ
كنتِ الملاذَ والملجأْ
والأمنَ المطلقْ
والحضنَ الدافئَ
لمنْ فقد حضنَ أمِّهِ
حضنَ أباهْ ..
بين دجلةَ والفراتْ ..!!
لكنَّهُمْ ..!! وصلوا إليكِ
يا دمشقُ ..يا سيدةَ المدنِ العربيةْ ..
يا قلعةَ الصمودِ الأبيَّةْ ..
هُـمْ ( رعاةُ البقرِ )
لايختلفون إلاّ بالهويةْ ..!!
وبما يعتمرون
من شماغٍ أحمرَ .. أو كـوفيّة ..!!
أمَّةٌ همجيـــة ..!!
هي ( الأمةُ الأميريكيةْ)
لم تتعلم من الحضارةِ
غيرَ قتلِ الهنودِ الحمرِ
على اللون والهوية ْ
ولم تتعلم من حكمتَِهم شيّا ..
أو العدوانَ على الشعوبِ
باحثة عن تاريخٍ لها
يا امة لا تملك تاريخاً
سوى قطعانِ البقرِ ورعاتِها
الذين تحولوا الى شعبٍ منقادْ
وحكام يحملون البنادقَ
ويصرخون على الشعوبِ
لتتخذ المسارَ الذي يريدُه الرعاةُ
كما الأبقار ..!!
لكن دمشقَ ..!!
سوف تبقى عصيةْ
حرةً .. وأبيةْ
ولن تهاب البنادقَ ولا الصراخَ
مهما إمتلأت به الأفواهْ
وتعالى الرذاذُ في الهواءْ ..!!
*****
دمشقُ..
سوف – إليك حتماً- أعودْ
حاملااً ديوانَ شعرٍ
في كل معالمك يتغزلْ
كلماتُه .. نبضُ قلبً
فيك تجددْ
وفي عشقكِ دون خجلٍ
يسترسلْ
ومن سفح قاسيونَ
سوف يطبع على كل بيتٍ قبلةً
بلون قرميد السطوحِ
الذي بالثلج لا بالماء .. إغتسلْ
دمشقُ ..أنتِ الأملْ
وكل ما بقي لنا .. نحن بقية العرَبْ
وبقية الرجالِ المؤمنينَ
بك دمشقَ .. وبفلسطين القضية
وبأن الأمة واحدةٌ
غير قابلةٍ للتجزئةْ
أو البيع ..
لا بالجملةِ .. ولا بالمفردْ ..!!
مهما حاول السماسرةُ وتجارُ الحروبِ
و سوف يظلُّ العلمُ المزدانُ بنجومهِ
مرفرفاً في حدائقِِِ تشرينْ
ويباهي رفيقَه قاسيونْ..
تبقين انتِ يا دمشقُ
نبضةَ القلبِ .. وكحلَ العيونْ ..!!
دمشق 5 – 11 – 2012