وداعا ابوزياد وداعا اللواء طارق متعب احمد احد قادة ووجهاء مدينة الموصل وداعاً من محافظة نينوى التي كنت تريد توحيد صفوف اهلها بكل الطرق والسبل وداعا لأخلاقك وقيمك العالية…
لقد سطرت في حياتك اروع المعاني عن حب الوطن والوفاء له والدفاع عنه….
اديت خدمتك لأكثر من ثلاثون سنه كضابط شرطة بدأً من ملازم ضابط تحقيق متدرجا في المناصب والوظائف الى رتبة لواء شرطة ومنصب معاون مدير الشرطة العام..
ان العين لتدمع وان قلوبنا اعتصرت بأحزان فراقك السريع.. لقد اتصلت بك قبل مدة من الزمن وطال الحديث في الهاتف لأكثر من ساعة زمنية واتفقنا ان نلتقي في اول زيارة لك الى مدينة الموصل هذه المدينة التي تحمل في اعماق قلبك قدسية خاصة ومكانة مميزة.. ولكنك رحلت يا اخي وصديقي قبل اللقاء وتركت في نفوسنا الاحزان…
نعم ياابو زياد
لقد عرفتك وكل من عرفكم مثلي عن قرب انك من نوادر الرجال.. من الاسود الذين لا يهابون المنايا…. من الداعين للحق ولاتأخذهم في الحق لومة لائم.. لقد خسرناك وخسرت محافظة نينوى بأجمعها قائدا لا يمكن تعويضه.. قائدا اختار الصفوف الاولى للدفاع عن مدينته ورفض كل المناصب المغرية التي يشوبها الفساد من اجل المحافظة على سمعته وتاريخه الابيض الناصع….
اليوم تلقيت خبر وفاتك كالصاعقة على مسامعي وانا اعيد ذكريات تاريخك الحافل بالإنجازات والغني عن التعريف. تاريخ لقائد اسمه طارق متعب احمد الجبوري لم يغره الكرسي في يوم من الايام ولم تخيفه في الحق الابواق الناعقة وصيحات المسؤولين المزيفين..
لقد هوى اليوم نجم من نجوم العراق وقمرا من اهالي نينوى وشمسا من شموس الحرية.. اختطفه الاجل مسرعاً رغم ان الطريق مازال طويلا والموصل مازالت بحاجة الى طارق متعب…. وداعاً وداعا ابو زياد الى جنان الخلد والنعيم.. الى رب كريم…. وانا متأكد انك سوف تشكي همومنا الى الله ومالحقنا من جور وظلم…
اليوم خيم الحزن على كل محافظة نينوى من البعاج وربيعة الى الحضر والقيارة الى برطلة والحمدانية واطياف الحزن غطت كل مدينة الموصل… وهكذا هي الحياة تفاجأنا بالمنايا ويرحل الاسود بصورة مفاجئة تاركين خلفهم اصدقاء تعتصر قلوبهم الحزن…. تعازينا لكل اهالي الموصل وللعراقيين عامة ولأهلك وعائلتك وكل محبيك من الاصدقاء والمعارف….
واخيرا لا نقول الا ما يرضي الله انا لله وانا اليه راجعون.