22 مايو، 2024 11:49 م
Search
Close this search box.

وخز الضمير

Facebook
Twitter
LinkedIn

في أواخر العام الماضي (2013) لفظ (ميخائيل كلاشينكوف) – مخترع البندقية الشهيرة باسمه – أنفاسه الأخيرة .
لقد كانت بندقِيتهُ (ايه كاي -47) ، والتي بيعت بكميات هائلة بلغت الملايين ، قد وصلت الى مختلف أرجاء المعمورة ، واستُخدِمت كثيراً ، وازهقت من الأرواح ما الله به عليم …
هذا المخترع الروسي للبندقية المذكورة، انتابه شعور من القلق ،وعاش لحظات الخوف الشديد ، وشعر بوخز الضمير، عندما أحس بقرب وفاته ، بسبب ما اخترعه من سلاح فتاك ، أودى بالأرواح ..
لقد لجأ الى رئيس الكنيسة الارثوذكسيّة ليبوح له بما يعتمل نفسه من مشاعر الخوف والقلق وتأنيب الضمير ..
لقد كان متوقفاً عن العمل منذ عام 2012، بسبب ماعاناه من مشاكل صحية ،خصوصاً في القلب .
لقد كتب (كلاشينكوف )رسالة في نيسان /2013 الى رئيس الكنسية الارثوذكسية ، يشكو اليه معاناته وحيرته .
وقد تسلم رئيس الكنسية رسالته وردّ عليها ..
لقد حصل ” كلاشينكوف” على العديد من الأوسمة في بلاده ، ولكنه لم يحصل على ثروة تذكر ، بالرغم من استخدام ” الكلاشينكوف” في أكثر من 80 دولة ..
ان الكنيسة الروسية حسمت أمرها حين قالت :

على لسان الاسقف (الكسندرفولكوف) :
{ ان للكنيسة موقفاً  محدداً :
اذا استخدمت الأسلحة في حماية أرض الوطن ، فان الكنيسة تدعم مُصَمِمَها والجنود الذين يستخدموها } .
انها برّأت ذمته من الذنب، مادامت القضية محصورة في الدفاع عن الوطن…
ولكننا جميعاً نعلم ، ان الأمر قد تجاوز ذلك ، لاسيما بعد ان انتشرت (الكلاشينكوف) في العديد من البلدان في العالم ، ووصلت الى ايدي المجرمين والعابثين ، وهذا الذي أرّق مُخترعَهاوأسْلَمَهُ الى حزن شديد ..
حين أقتربت وفاتُه ، وشعر بأنه قادم على ربّه ، وأنه سيحاسب على كل صغيرة وكبيرة في حياته ، ومنها اختراعه الشهير ” للكلاشنكوف”،ضجّت الأحزان في نفسه ، وعاش حالة الخوف الرهيبة …
ولكن هل سينجيه الخوف من المساءلة الربانية ؟
اننا اذ نتحدث عن حالة وخز الضمير التي انتابت (ميخائيل كلاشنكوف) قبل رحلته عن الدنيا ، نتمنى لو أنَّ كل المسؤولين العراقييين الذين قصروا في أداء واجباتهم ازاء الشعب والوطن تعتريهم هذه الحالة … قبل فوات الأوان، ان هذه الحالة من الصحوة واليقظة ، كفيلة بحملهم على الانطلاق لتدارك ما يمكن تداركه من الأخطاء ..
ولكننا لانلمح في الأفق ما يشير الى وجود مثل هذه الحالة – حالة الاحساس بوخز الضمير- عند عامة المقصرين ، ناهيك عن المفسدين ومحترفي اللصوصية ….
لقد وصلت النوبة الى أطفالنا الاعزاء ليقدّم لهم (البسكويت) الذي انتهت صلاحيته،وليصبْهم ما يصيبهم من الكوارث الصحية ..!!

كل هذا يجري دون ان نشهد للضمير الحيّ أثراً بيّنا .
ان موت الضمائر هو في الواقع أكبر الخسائر ، على كل الصعد والمستويات.

[email protected]

مقالات اخري للكاتب

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب