23 ديسمبر، 2024 8:10 ص

وخزات …فقط للسياسيين 

وخزات …فقط للسياسيين 

في هذه السطور اسجل مجموعة من الوخزات الى كل المشتغلين في الصراع السياسي العراقي محاولا ان استطعت تذكيرهم بالفرق بين الاهم والمهم في ظل الظروف العاتية التي يعيشها البلد اليوم , وقبل ذلك احاول ان استشهد بقولين لامير البلاغة الامام علي (ع) ارى بان الساسة العراقيين بحاجة اليهما اليوم وكل يوم , يقفوا عندها وقفة تأمل واقتفاء , الاول (العز المرتبط بالذل هو عز السلطة) مشيرا الى ان العز الحقيقي هو المرتبط بالدين والاخلاق والعلم والفضيلة وخدمة الناس , لا العز المرتبط بالسلطة وكثرة تعبئة الاموال بغير وجه حق , الثاني (اكثر مصارع الرجال عند بروق المطامع) وهنا اشارة واضحة ان جل ما يصرع الرجال  بروق المطامع في اذهانهم فتحجبهم عن الرؤية الواضحة للدين والاخلاق وبناء الدولة والفقراء والاخر في المعتقد , لذا اسجل هذه الوخزات فقط للسياسيين العراقيين : عراقك قبل حزبك , تقريب ذاك الفقير الذي يفترش الرصيف وسادة , حلم بناء الدولة القائمة على اساس الديمقراطية والمواطنة واحترام القانون والعلم الحديث وحرية المعتقد قبل حلم تسيد حزبك الذي تنتمي اليه على دكة الحكم , تقريب الاكفاء والمختصين وتعينهم في الوظائف وتفضيلهم على الاقرب عاطفيا وعلى الاقرب في حزبك ففي الاول تبنى الدولة بشكل صحيح وفي الثاني يكمن الخراب , اقبالك بوجه غاضب على قاض مرر امرا يخصك او غيرك على حساب نزاهة القضاء , قبولك للآخر في الدين والقومية والمعتقد لا يعد انك ضعيف او لست صاحب حق , البحث عن الفقير والاهتمام به لا يضر بالاتيكيت الذي حصلت عليه بدخولك الى عالم السياسة وقبة البرلمان , كرسي الرئاسة لا يعد غنيمة بل هو تكليف بخدمة الناس وليتعلموا من دلالة تسمية الساموراي الياباني التي تعني (ان تخدم) حيث لا يمنح هذا اللقب الا لمن كانت لديه خدمات كثيرة للناس , الشجاعة ليست في القتل ولا في اراقة الدماء بل الشجاعة بالحب ونشر ثقافة الحوار والتقريب , رصيدك في قلوب الناس هو الذي جعلك تصعد الى الواجهة فلا تجعل لهاثك صوب السلطة ومغانمها يسرق رصيدك الحقيقي , اجعل بوصلتك دائما الى قلب الوطن لا الى دول الجوار , وعذرا … هذا قليل من وخزات كثيرة.