23 ديسمبر، 2024 11:21 ص

وحّد طفل ذو خمس سنوات عالمًا عربيًّا وأمة إسلامية فرقتها السياسات والصراعات

وحّد طفل ذو خمس سنوات عالمًا عربيًّا وأمة إسلامية فرقتها السياسات والصراعات

وحّد طفل ذو خمس سنوات عالمًا عربيًّا وأمة إسلامية فرقتها السياسات والصراعات، ورأى ناشطون في ذلك رسائل قوية لكل راغب في شق الصف، مشددين على أن العرب والمسلمين لو توحدوا في كل قضاياهم لانتصروا.

“وكأن العالم كله عالق في تلك الحفرة”.. كلمات تلقائية ومشاعر عفوية صدحت بها منصات التواصل العربية والإسلامية تعاطفًا مع قصة الطفل المغربي ريان ذي السنوات الخمس الذي استطاعت قصته توحيد قلوب العرب والمسلمين على مدار خمسة أيام تحت كلمة “الإنسانية” بعدما فرّقتهم منذ سنوات صراعات سياسية واقتصادية وأيديولوجية.
ومن قلب دول الحرب والنزوح إلى أرض السلام، تشابهت الأمنيات وتكاتفت الدعوات وتكثّفت أملًا في خروج ريان حيًّا من البئر العميقة التي سقط فيها عصر الثلاثاء الماضي في إقليم شفشاون شمالي المغرب. وهو إجماع ربما فقده العرب منذ استشهاد محمد الدرة في فلسطين.
طفل جميل عمره خمس سنين اسمه ريان سقط عرضا في بئر موحشة وظل حبيسها لخمسة أيام متتالية فأيقظ بسقوطه ذاك شعوبا. أحيا ضمائر. عصف بأذهان. فتح أعينا ..فضح أنظمة ..أذاب فوارق ..تخطى حدودا. وحدَّ كلمة. رص صفوفا. فرض تعاطفا. أطلق دعاءا ..استدر دموعا. لقن أمة متفرقة وشعوبا متقاطعة وحكومات متنافرة وطوائف متشاحنة، ومكونات متناحرة دروسا رحمانية وإنسانية بليغة ستظل عالقة في الوجدان فضلا عن الذاكرة ولن يطويها وعلى مر السنين وبالتقادم نسيان وخلاصتها “كُنتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ للناس “،ثم وعلى حين غرة وكملاك بأجنحة بيضاء فارقنا في الخامس من شباط ليواري جثمانه الطاهر الثرى في الخامس من رجب محلقا الى روح وريحان، ويغادرنا الى رب رحيم راض عنه بإذنه تعالى غير غضبان ..ورحل !
وأقول للجميع اذا كان حبيس البئر وأسير الجب الطفل ريان،قد مات ولم تنجح عملية إنقاذه برغم الجهود الحثيثة التي بذلت لأجلها ،فعلينا منذ اللحظة أن نشمر عن ساعد الجد لإنقاذ ملايين الأطفال من أشقاء ريان،من نظراء ريان،من أشباه ريان المحبوسين في جب الفقر،المأسورين في بئر الجوع والخوف والتشرد والاعاقة البدنية والذهنية والحسية علاوة على التوحد والسرطان والتشرد والنزوح واللجوء والمرض ..!
ريان ليس واحدا في بئر ياقوم ..ريان مئات الملايين من الأطفال المأسورين في قعر البئر،في بطن الحوت، في قاع الجب ،إنه اختبار حقيقي لنا على إختلاف ألواننا وخلفياتنا وأوطاننا وقوماتنا ، إنها رسالة صارخة للشعوب المسحوقة للشعوب المهمشة ، للشعوب المحشورة في جب،للشعوب المأسورة في بئر معطلة كي تنهض وتحيا وتتعاضد وتتآلف وتتراحم فيما بينها قائلة للقاصي والداني “ها آنذا ..وليسمع العالم “ولاسيما تلكم المخلوقات البشرية-الحجرية قلبا وضميرا وقالبا، الصنمية مخبرا وجوهرا، تلكم الأصنام التي تعيش متنعمة لوحدها بثروات بلادها لتتمطى مرفهة وتنام على حرير وديباج ، تغوص بجبال من ذهب وماس وفضة ولآلئ وجواهر وخواتم بأحجار كريمة ، وصولجانات مذهبة من معادن نفيسة ، وتيجان مرصعة من دون شعوبها التي تعيش على الكفاف، محتكرة بذلك خيرات أوطانها ودونها أسلاك شائكة وخنادق وبنادق وحجب وعسس وحاشية وخدم وحشم يتكاثرون بالانشطار في كل حديقة غناء وبكل قصر مشيد !
ريان ليس واحدا ياعشاق الكسل والتقاعس والنوم ، ريان ليس فردا يا قوم ..
ريان مئات الملايين من الأطفال العراة والظمآى المحاصرين والخائفين والجائعين والمرعوبين القابعين أسفل السلم الاجتماعي في قعر بؤس ،وفي بئر نحس ، وفي قاع جب مظلم بائس بانتظار ضمائر حية ،وأحضان دافئة ،ويد رحيمة حانية تربت اكتافهم ،وتمسح دموعهم لتنقذهم مما هم فيه عاجلا غير آجل !
وهكذا وبعد أن فشلت عملية إنقاذ الطفل ريان فيما كان العالم يحبس أنفاسه بانتظار اللحظة الحاسمة والمفرحة، والكل يتمنى من شغاف القلب أن يكتب لعملية الانقاذ تلك النجاح الباهر ليعود الطفل الى أحضان أمه سالما غانما بعد محنة وعذاب كي تقر عينها ولأتحزن ، واذا بالعملية التي استغرقت خمسة أيام بلياليها تفشل فشلا ذريعا وتخفق في نجدته وإسعافه وإنقاذه ،أقول وبعد فشل العملية لابد لنا من أن نحث الخطى قدما لإنقاذ أشقاء ريان ونظرائه من الأطفال المحبوسين في بئر اللوكيميا والتلاسيميا وفقر الدم الحاد والتوحد ومتلازمة داون والعمى والصمم والبكم والشلل النصفي والرباعي وضمور العضلات الشوكي وانسداد الأمعاء والسكري الولادي من النوع الأول من دون أن تمد اليهم عشر الأيادي التي امتدت الى ريان !
علينا المسارعة بإنقاذ ملايين الأطفال المصابين بتشوهات الأجنة بفعل الجهل والتخلف والأوبئة وتلوث البيئة والاحتباس الحراري وتغير المناخ وثقب الأوزون والمواد الغذائية التالفة والادوية منتهية الصلاحية والمحاصيل الزراعية المعاملة جينيا والثمار المعدلة وراثيا ناهيك عن الغازات السامة والبراميل المتفجرة والأسلحة الكيميائية والجرثومية واليورانيوم المنضب والفسفور الأبيض الذي ألقي ويلقى بالأطنان فوق رؤوسهم داخل المدن المحاصرة من دون أن يتباكى عليهم من تباكوا على ريان !
إنقاذ ملايين الأطفال المحبوسين في جب الجوع والخوف والنزوج والتشرد والفقر والعنف الأسري والاختطاف والاغتصاب والتسول واليتم والتسرب المدرسي وعمالة الأطفال .ضحايا تجار الأعضاء البشرية وعصابات الجريمة المنظمة وكارتلات المخدرات والبغاء من دون أن تكتب عنهم عشر الأقلام التي كتبت عن ريان !
لإنقاذ ملايين الأطفال المحاصرين في سورية واليمن وليبيا والصومال وبورما وتركستان الشرقية وغزة من دون أن ترصدهم وتتناقل أخبارهم ولو بالحد الأدنى الفضائيات التي تناقلت وغطت بكثافة قل نظيرها وعلى مدار الساعة أخبار ريان !
لإنقاذ ملايين الأطفال المحاصرين وسط السيول ..وسط الثلوج ..وسط الفيضانات ..وسط العشوائيات. وسط الأماكن التي تشهد نزاعات مسلحة على أسس عرقية أو طائفية أو قومية ..إنقاذ الأطفال المهاجرين من عوائلهم الى الإمكان داخل قوارب الهجرة المطاطية التي تمخر عباب بحر لجي مليء بأسماك القرش والقراصنة ماله من قرار !
إنقاذ ملايين الأطفال اللاجئين مع أسرهم في كامبات اللجوء في العشوائيات، في بيوت ومدارس الطين ،في الخيام في الصحارى والتيم الأصم ، في الفيافي والقفار..!
ريان ليس طفلا واحدا يقبع في جب ..ريان ليس طفلا وحيدا ينام جائعا في بئر. ريان ليس طفلا وحيدا عاش وسط ظلام دامس وقد استبد به الشوق والحنين الى أمه الثكلى ، والى حضن أبيه الذي جفت مآقيه الدموع وابيضت عيناه من شدة الحزن عليه، في وقت كان يرقب مأساته أمراء وسلاطين وملوك ورؤساء وساسة وكبار تجار ، ورجال أعمال ، وفنانون بانتظار أن يجير كل منهم عملية انقاذه في حال نجاحها لصالحهم ، ليوظفوا نجاته في حملاتهم ، في حفلاتهم ، داخل قصورهم ، على خشبات مسارحهم ، خلف أسوار وزجاج مضلل مضاد للرصاص ، ومواكب طويلة…وجدر!
ريان أنموذج لمئات الملايين من الأطفال المحاصرين والمعذبين والجائعين والخائفين والمسحوقين والمشردين والمشوهين ممن يتوجب إنقاذهم في حملات شعوبية فاعلة ومتواصلة لا تتوقف ابدا وتحت أي ظرف كان وبأسرع وقت ممكن كتلك الى لبت النداء لإنقاذ ريان قبل أن نفقده ونفتقده ،عاجلا غير آجل !
كنت وأنا أتابع طيلة الأيام الماضية عملية إنقاذ الطفل ريان أستحضر في كل ساعة “قصة انقاذ الطفل يوسف عليه السلام من غيابت الجب التي ألقي فيه على يد أشقائه غدرا …كنت استدعي قصة الشاب يوسف عليه السلام الذي ألقي في ظلمات السجن وخلف قضبانه من قبل الأغراب ظلما ..حلم يوسف وجبه وسجنه وصبره وتقواه وإحسانه حلقا به في نهاية المطاف وبفضل الله سبحانه وحده الى أعلى عليين فصار سيدا على كل من غدروه وظلموه وخذلوه، وعلى كل من تآمروا عليه على سواء وصار وزيرا في قصر بعد طول ظلم وغدر ..كذلك حال الشعوب الصابرة والمحتسبة والمحسنة والمتراحمة والتي يتحتم عليها أن تتعلم من دروس الحياة ما ينفعها وتبرأ بنفسها عن كل ما يضرها ويضعفها ويقصيها ويهمشها ، فاذا ما تراحمت واتحدت وتآلفت حازت حسن العاقبة في الدنيا، وفازت بعقبى الدار في الآخرة !
طفل سوري قبل موته : “ سأخبر الله بكل شيء
سأقول له انهم كإنو اربعة يحملون راية سوداء كتب عليها اسمك سرقوا الفرحة والبسمة من قلبي والى الأبد ..
سأقول له ان بشاعة منظرهم وقباحة وجوههم لا تدل على انك نفخت فيهم من روحك ؟؟
سأقص عليه كيف بكى والدي امام صيحات امي وهي تستنجد به دون ان يكون بيده حيلة فهو معاق في رجله اليمنى بسبب انفجار وقع قبل سنة ونصف في دمشق… اختار له القدر ان يذهب الى الله بقدم واحدة وبجسد بلا رأس ..
سأخبر الله ان يعذر ضعفي لأنني لم ادافع عن اهلي لشلل اصابني منذ طفولتي وقبل ان يدخل الاوباش منزلي خبأتني امي عندما سمعتهم وهم يُكبرون قرب باب بيتنا قالت لي لا تتكلم اجلس تحت السرير ولا تتحرك مهما حصل وكأنها تعلم ما سيحصل !!
سأخبر الله انهم قتلوا والدي بذات السيف الذي جز رقبة امي فامتزجت دمائهم في الحياة والموت
سأخبره ان صيحات الله اكبر التي علت من افواههم النتنة هي من لم تجعلهم يسمعون بكائي وانا ارى ذبحهم لا مي وابي
سأخبر الله. ان (( علي )) اخي الرضيع ضل يبكي ويصرخ بشدة وكأنه يقول لهم توقفوا ارجوكم اتركوا أمي وخذوني مكانها ولم يرق لاحد هؤلاء الوحوش بكاء اخي.. ازعجه صوت الرضيع فقرر ان يسكته .. والى الابد
فتح نار بارودته ليدفئ بها جسد اخي الذي ارتاح من العيش في هذا العالم الموحش ..
اخرج احدهم هاتفه ليصور قال له وحش اخر منهم لا تصور فالأمير قال ممنوع تصوير المدنيين .. تخيل انهم يعرفون معنى المدنية ويذبحون المتمدنين !!!
هناك اتى وحش اخر الى المنزل لهجته ليست سورية وهو يقول الله اكبر حي الله المجاهدين
فأجابوه الله اكبر والعزة لله هذه عائلة ……. قد صفيناها
قال لهم تعالوا معي هناك المزيد من العلويين في عدرا سنصفيهم بأذن الله.. نصر من الله وفتح قريب !! وبدأو بالتكبير
الله اكبر .. الله اكبر
على من تنتصر ايها القاتل ؟؟؟ على الخالق ام على المخلوق ؟؟؟
خرجوا من بيتنا بعد ان ابدعوا برسم لوحة تشكيلية بدماء عائلتي وعندما أتذكر تلك اللوحة أتأكد بأن الإنسانية غادرت عالمنا الى جهة مجهولة ..
انتظرت حتى يهدأ المكان بعد دقائق ساد الصمت ليعلن رحيل ملوك الموت آخذين معهم ارواح عائلتي الصغيرة .. زحفت اولاً باتجاه اخي علي الذي شوه الرصاص وجهه الطفولي واخفى ابتسامته نظرت الى وجهه واختلطت دموعي بدمائه أدرت وجهي عنه خجلاً من طفولة لم تكتمل بعد …
ثم امسكت قدم امي لا تعلمون كم كانت دافئة قَبلتها لم استطع النظر الى جسدها لان متعة القاتل في جز الرقاب حرمتني من رؤية جسد امي كاملاً …
صرت امسح جبينها كما كانت تمسح جبيني دوماً عندما تراني أشعر بضعف او يأس بسبب الشلل الذي لازمني طيلة حياتي .. هنا خارت قواي الخائرة اصلاً لم اعد اتحمل صرت اصرخ لعلهم يرجعوا ليقتلوني ويرحموا عيني من ان تراي ما ترى
زحفت باتجاه والدي الذي كان مقيداً للخلف وانا ابحر في محيط من دماء اهلي رست يدايّ على رأس والدي مسحت الدماء عن وجهه وعيونه لا زالت مفتوحة
وكأن عيونه تقول لي يا بني لا تخف انا أيضاً سأخبر الله عن هؤلاء سأقول له ماذا فعلوا بنا
سأقول له ان شريعتك السمحاء اصبحت وبالاً علينا وان دينك الاسلام صار حافزاً للقتل وان اسمك هو أخر شيء نسمعه قبل ان نًذبح
سأخبره ان نبيك لم يفلح في اقناع الناس بالإسلام فالمسلمين الان فعلوا مالم يكن يفعلوه الناس قبل الاسلام
سأخبر الله يا ابني ان يكف عن الخلق فلا داعي للخلق طالما ان هناك جزارين سيذبحون خلقه وباسمه وتحت رايته سأخبر الله ان الألم الذي شعرت به والسكين على رقبتي وأنا انظر الى رأس امك يتدلى من جسدها هو اعظم من الآم كل الانبياء والأوصياء فهل استحق صفة النبوة كجزاء لشدة ما تحملته !!!
سأخبر الله ان يغفر لي ان تطاولت عليه في كلامي ولا يغفر لهم لانهم تطاولوا على حياة وهبها لنا وانتزعها الارهاب بغير وجه حق . …
قلت يأ ابي قل له ما تشاء
لكني سأقول لله ان البعض يواسيني ويقول انك ستعوضني عن اهلي بجنة وسعها السموات والأرض فأن كان ثمن الجنة هو دماء اسرتي فهل أستطيع ان اتنازل عن جنتك وترجع لي أهلي ؟؟؟ الآن صرت انشد ذلك الحضن الدافئ الذي لطالما عبرت بي فوق الام وحرج العوق صرت افتقد ذلك الشيب وهو يوخزني عندما اقبله صرت اشتاق لضحكات اخي .. لم أستوعب بعد انني سأغدو بدونكم .