23 ديسمبر، 2024 6:29 ص

199 قرأنا الراتب بعد صلاة المغرب، فاستوقفتني قصة الملائكة مع سيدّنا إبراهيم ولوط، عليهما السلام، فكانت هذه العبر ..

الملائكة التي كلّفت بإنزال العذاب على قوم لوط، جزاء فعلتهم، وقفوا عند سيّدنا إبراهيم عليه السلام، ورغم أنهم ملكلّفون بالعذاب، إلا أنهم ..

بدؤوه بالسلام،: “إِذْ دَخَلُوا عَلَيْهِ فَقَالُوا سَلَامًا قَالَ إِنَّا مِنكُمْ وَجِلُونَ”،  الحجر – الآية 52.

بثّوا فيه السّكينة والطمأنينة: “”قَالُوا لَا تَوْجَلْ ..” ، الحجر – الآية 53.

بشّروه بالغلام: ” .. إِنَّا نُبَشِّرُكَ بِغُلَامٍ عَلِيمٍ”، الحجر – الآية 53.

بشّروه بزرع النسل، وذلك ببشارة سيّدنا إبراهيم عليه السلام، رغم أنهم جاؤوا لقطع نسل قوم لوط: “وَقَضَيْنَا إِلَيْهِ ذَٰلِكَ الْأَمْرَ أَنَّ دَابِرَ هَٰؤُلَاءِ مَقْطُوعٌ مُّصْبِحِينَ”، الحجر – الآية 66،

والخلاصة .. إبدأ بالحياة، وكل مايعبّر عنها من سلام وطمأنينة وبشارة. واعلم أن ملائكة العذاب، كانت سبّاقة في نشر الحياة والسلام والطمأنينة.

200 النحل والإسراء: إنتهينا البارحة من سورة النحل، وبدأنا اليوم بسورة الإسراء.

قلت: ماالعلاقة بين هذا التسلسل العجيب.

فكانت العبر التالية .. النحل يطير لأجل البحث عن كل طيب، فيحوله إلى شفاء للناس أجمعين.

والإسراء .. طيران للبحث عن كل طيب، فكانت نتيجة الرحلة، طيب وشفاء للناس أجمعين. 

201 مريم وليس خديجة: من عجائب القرآن، أنه يضم ..

سورة آل عمران. وسورة مريم. عليها السلام.

ولا يوجد سورة باسم ..  زوجات النبي صلى الله عليه وسلم.

ولا إبنه، ولا بناته. رضوان الله عليهم جميعا.

202 سحر فرعون: قال السحرة لفرعون، بعد أن عرفوا أن ماجاء به سيّدنا موسى عليه السلام هو الحق: “إِنَّا آمَنَّا بِرَبِّنَا لِيَغْفِرَ لَنَا خَطَايَانَا وَمَا أَكْرَهْتَنَا عَلَيْهِ مِنَ السِّحْرِ وَاللَّهُ خَيْرٌ وَأَبْقَىٰ”، طه – الآية 73.، ويفهم من قولهم، أن ..

السحرة أرغموا على السّحر. ولم يمارسوا السحر عن قناعة وإيمان، إنما عن ضغط وتهديد، بدليل أنهم أنهم أسلموا في أول إختبار، ولم يترددوا لحظة واحدة في التصديق بسيّدنا موسى عليه السلام.

من جهة أخرى، إتّخذ فرعون، السّحر وسيلة من وسائل تنويم المجتمع، ولفت نظره عن قضاياه ومصيره، حتى لايسعون لتحرير أنفسهم من قبضته وسطوته، ويبقون عبيدا لنزواته، وقراراته.

على المرء، أن لايتشبّث بالخطإ ويدافع عنه، حتى إذا جاءت فرصة للرجوع عنه وتصحيحه، أمكنه العودة لفطرته السليمة، والإقلاع عن سيئاته وأخطاءه، بسهولة ويسر، وفي أمان وسلام.

203 إيمان .. إذن ومنع: لأول مرة في حياتي، أعرف أن فرعون أحمق، وهو يهدّد السّحرة الذين آمنوا بسيّدنا موسى عليه السّلام،  حين قرأنا البارحة قوله تعالى: “قَالَ آمَنتُمْ لَهُ قَبْلَ أَنْ آذَنَ لَكُمْ إِنَّهُ لَكَبِيرُكُمُ الَّذِي عَلَّمَكُمُ السِّحْرَ فَلَأُقَطِّعَنَّ أَيْدِيَكُمْ وَأَرْجُلَكُم مِّنْ خِلَافٍ وَلَأُصَلِّبَنَّكُمْ فِي جُذُوعِ النَّخْلِ وَلَتَعْلَمُنَّ أَيُّنَا أَشَدُّ عَذَابًا وَأَبْقَىٰ”، طه – الآية 71.

 لاأحد يملك مفتاح الإذن بالإيمان. ولا أحد يملك منعه من الصدور، ولو كان فرعون، الذي أجريت الأنهار من تحته.

204 لماذا سورة الحج؟: منذ قليل إنتهينا من تلاوة سورة الحج، فكانت هذه العبرة ..

الحج هو الركن الوحيد،  الذي أفردت له سورة باسمه في القرآن الكريم، دون غيره من قواعد الإسلام، كالصلاة، والزكاة، والزكاة.

ويبقى السؤال لماذا الحج ، دون غيره من أركان الإسلام؟.

205 أفّ و أفّ: من عجائب القرآن، أنه ذمّ قول أف للوالدين، فقال: “وَالَّذِي قَالَ لِوَالِدَيْهِ أُفٍّ لَّكُمَا أَتَعِدَانِنِي أَنْ أُخْرَجَ وَقَدْ خَلَتِ الْقُرُونُ مِن قَبْلِي وَهُمَا يَسْتَغِيثَانِ اللَّهَ وَيْلَكَ آمِنْ إِنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ فَيَقُولُ مَا هَٰذَا إِلَّا أَسَاطِيرُ الْأَوَّلِينَ”،الأحقاف – الآية 17.

206 يوم العذاب: صلى الإمام صلاة الصبح ، ليوم الجمعة ..

أنهى الركعة الأولى ، بقوله تعالى .. َذُوقُوا فَلَن نَّزِيدَكُمْ إِلَّا عَذَابًا.   النبإ – الآية 30

وأنهى الركعة الثانية، بقوله تعالى .. وَيَقُولُ الْكَافِرُ يَا لَيْتَنِي كُنتُ تُرَابًا.  النبإ – الآية 40

وحين يبدأ المرء يومه وأفضل أيام الأسبوع، بالعذاب والكفار، فانتظر .. إنا منتظرون. صلى الإمام صلاة الصبح ، ليوم الجمعة ..

207 حياة أم عذاب؟: انتهينا منذ قليل من قراءة الراتب، فاستوقفتني الآية التالية:

” الزَّانِيَةُ وَالزَّانِي فَاجْلِدُوا كُلَّ وَاحِدٍ مِّنْهُمَا مِائَةَ جَلْدَةٍ وَلَا تَأْخُذْكُم بِهِمَا رَأْفَةٌ فِي دِينِ اللَّهِ إِن كُنتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَلْيَشْهَدْ عَذَابَهُمَا طَائِفَةٌ مِّنَ الْمُؤْمِنِينَ”، النور – الآية 2.

والسؤال .. لماذا سمى الله تعالى القصاص بالعذاب: “عَذَابَهُمَا”؟.

رغم أنه قال: “وَلَكُمْ فِي الْقِصَاصِ حَيَاةٌ يَا أُولِي الْأَلْبَابِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ”، البقرة – الآية 179.