22 ديسمبر، 2024 6:59 م

وحي السماء أم عقل وضمير الإنسان 18/20

وحي السماء أم عقل وضمير الإنسان 18/20

كما ذكر، شئنا أو أبينا، فإننا عندما نتكلم عن الإسلام، لا نجد إسلاما واحدا بأي حال من الأحوال. وهناك ثنائيات متعددة، أستثني منها الثنائية المعروفة، وهي ثنائية الإسلام السني والإسلام الشيعي، بل أتحدث عن ثنائيات أخرى على النحو الآتي:

إسلام الجوهر … إسلام الشكل

إسلام الاعتدال … إسلام التطرف

إسلام الديمقراطية … إسلام الاستبداد

إسلام الحاكمين … إسلام المحكومين

إسلام ثقافة الحياة … إسلام ثقافة الموت

الإسلام المنفتح … الإسلام المنغلق

الإسلام الديناميكي … الإسلام المتقولب

إسلام التحابّ … إسلام التباغض

إسلام السلام … إسلام الحرب

إسلام المسالمة … إسلام العدوانية

إسلام الإنسانية … إسلام اللاإنسانية

إسلام الرفق … إسلام العنف

إسلام برّ الآخر … إسلام إرهاب الآخر

إسلام العقلانية … إسلام اللاعقلانية

إسلام الاختيار الحر … إسلام الإكراه

إسلام العدالة … إسلام الظلم

إسلام المساواة … إسلام التفاضل

الإسلام المدني … الإسلام السياسي

الإسلام المعاصر … الإسلام السلفي

إسلام القيم … إسلام الأحكام

إسلام حب الجمال … إسلام بغض الجمال

إسلام مكارم الأخلاق … إسلام أراذل الأخلاق

إسلام الحكمة … إسلام غياب الحكمة

إسلام الشفافية … إسلام الباطنية

إسلام الله … إسلام جُلّ الدينيين

إسلام بناء الحياة … إسلام هدم الحياة

إسلام النظم … إسلام الفوضى

إسلام الذوق … إسلام انعدام الذوق

إسلام العقل … إسلام الخرافة

وهنا يأتي معنى «أشهد أن محمدا رسول الله بشرط لا»، وبالتالي «أشهد أن القرآن كتاب الله بشرط لا»، أو أعم من ذلك «أشهد أن الإسلام دين الله بشرط لا». أي بشرط ألا يثبت أنه الإسلام من النوع الثاني، عندها فقط أعتقد أنه دين الله، وأن كتابه هو كتاب الله، وأن نبيه هو رسول الله. هذا يعني لو سلمنا، حتى لو من قبيل فرض المحال، إذا ما افترضنا أن فرض ذلك محال، وإن كانت استحالته نسبية، إذ هناك من لا يرى أن هذا الافتراض محال، لو سلمنا أن الإسلام بحقيقته هو من النوع الثاني، ومنا من وصل إلى اليقين بأنه كذلك، فسيكون هذا عندها دليلا بيّنا دامغا بأن الإسلام نتاج اجتهاد بشري، أصاب في أشياء، وأخطأ في أشياء أخرى، وعندها سنقف منه موقف المُقوِّم الموضوعي والباحث المتجرد، فينصفه في نقاط قوته وإيجابياته، ويقبلها ويتبناها ويعتمدها، وينقده في نقاط ضعفه وسلبياته، ويرفضها، وأهم ما يرفض منه عندئذ، هو دعوى صدوره عن الله.