دعونا ندرس سوية؛ أسلامان هما، كما أدعي، أم هو إسلام واحد، وما هو الموقف تجاه كل من الحقيقتين المُدَّعاتَين أو المفترضَتَين.
شخصيا أقولها:
كفرتُ بإسلامٍ واعتنقتُ إسلاماً بديلاً عنه.
وَشهَدتُ ألا إلهَ إلا اللهُ بلا شرط، وَشهَدتُ أنَّ مُحَمَّداً رَّسولُ اللهِ بشرط لا.
وأعبر عن ذلك بقول:
«لا إِكراهَ في الدّينِ [وَلا في أيِّ اعتِقادٍ وَلا أيِّ التزام، فَالإكراهُ مَرفوضٌ وَمُدانٌ دِينِياً وعقلانِيّاً وَديمُقراطيّاً، إذ] قد تبَيَّنَ الرُّشدُ منَ الغَي [تبيَّنَ رُشدُ الإنسانِيَّةِ وَالعَقلانِيَّةِ من غي اللاإنسانِيَّةِ وَاللاعَقلانِيَّة.] فَمَن يَّكفر بـ[إسلامِ] الطاغوتِ [الظُّلامِيِّ، وَبأيِّ دينٍ ظلامِيٍّ آخرَ] وَيؤمِن بـ [إسلامِ] اللهِ [التَّنويريِّ، أو بأيِّ دينٍ تَنويريٍّ آخَرَ،] فَقَدِ استَمسَكَ بالعُروَةِ الوُثقى، لَا انفِصامَ لَها وَاللهُ سَميعٌ عَليم. اللهُ وَلي الذينَ آمنوا [وَتَأنسَنوا وَتَعَقلَنوا] يُخرجُهُم مِّن الظُّلُماتِ [حَيثُ الظُّلمُ وَالجهلُ وَالتَّطرُّفُ وَالعُنفُ وَالحقدُ وَالإرهابُ،] إلى النّورِ [حَيثُ العَدلُ وَالعَقلُ وَالعِلمُ وَالاعتِدالُ وَالرِّفقُ وَالحبُّ وَالسَّلامُ،] وَالَّذينَ كَفَروا [بدين الحبِّ وَالرَّحمةِ] أَولِياؤُهُم الطّاغوتُ [أي أئِمَّةُ التَّطَرُّفِ وَالعُنفِ وَالإرهابِ] يُخرجونَهُم منَ النّور [نورِ العَقلانِيَّةِ والإنسانِيَّةِ] إلَى الظُّلُماتِ [ظُلُمات الجهل وَالظُّلم، فيكونُ مُتَّبعُهُم من حَيثُ يَعلمُ ظَلوماً، أو من حَيثُ لا يَعلَمُ جَهولاً، أو ظلوماً وجَهولاً بمِقدارٍ أو آخر.]»
وبذلك قلت حينها:
أشهد ألا إله إلا الله بلا شرط، وأشهد، – إذا ما شهدت – أن محمدا رسول الله بشرط (لا)
أشهد ألا إله إلا الله بلا «ولكن»، وأشهد أن محمدا رسول الله، (ولكن).
وأعلن ارتدادي عن الإسلام الذي كفرت به، وتحولي إلى الإسلام الذي آمنت به، هذا قبل أن أتحول إلى اللادين.
وكان بالنسبة لي آنذاك: لو ثبت عدم صدق الإسلام، فلا أظن أنه سيثبت لي صدق أي دين من الأديان. ليس تعصبا أو تطرفا، بل هي رؤية مبنية على أسس عقلية فلسفية، لاكتشافي في بقية الأديان التي تعرفت عليها ما يتعارض بوضوح – حسب دراستي الأولى – مع ضرورات العقل الفلسفي، وهذا بالنسبة لي يمثل الشرط الأول لقبول أو رفض أي دين، مع كامل احترامي لأتباع تلك الديانات. بينما وجدت – حسب فهمي آنذاك – عدم تعارض القرآن مع ضرورات العقل الفلسفي، ولكن مع الإقرار بوجود ما قد يمثل تعارضا بحسب الظاهر مع ضرورات العقل العملي، بل وحتى الفلسفي كما وجدت لاحقا، هذا التعارض الذي لا يرقى – حسب تقديري آنذاك – إلى مستوى مبرر إنكار الإسلام، في مقابل ما يؤيد صدقه بالنسبة لي في حينه، ولوجود ما يعطي فرص الخروج من إشكالية هذا التعارض، بإثبات كونه من متغيرات الإسلام المشروطة بشروط الزمان والمكان، وليس من ثوابته. ذكرت ذلك رغم تغير قناعاتي بشكل يكاد يكون جذريا.