26 نوفمبر، 2024 4:00 ص
Search
Close this search box.

وحشية النظام في التعامل مع قانون العفو العام!

وحشية النظام في التعامل مع قانون العفو العام!

من مصائب الزمن أن يأتيك منحرف ويعطيك دروس في الأستقامة ومن مصائب الدنيا أن تطلب حاجتك من جائع ثم شبع . تلكم دروس علمتنا أياها الحياة فلا المنحرف يستطيع أن يسير في الخط المستقيم ولا من كان جائعاً ثم شبع يمكن أن يكون كريماً عندما تلجأ أليه .
هذه الدروس والعبر تنعكس على السياسة وأدارة شؤون الدول . . اليوم في العالم المتحضر والمتدني يكون معيار نجاح الحكومات هو مدى تنفيذها لبرامج تخدم المجتمع وخاصة تلك البرامج التي تعزز كرامة الأنسان وتبعد عنه التجاوز ولاتسمح لأحد أن يمارس ضده القهر والظلم والأضطهاد . وعلى هذا نجد أن دول العالم تخطو خطوات متقدمة الى الأمام فهي تعتمد الأنسان قيمة عليا ينبغي الأهتمام به ورعايته رعاية خاصة تحترم آدميته .
العراق وحدة اليوم بلد المتناقظات فيه شعارات الدين والتدين وفيه رؤوس تدعي أسلامها بينما هي تمتليء حقداً على الأنسان وتسلك سلوكاً مروعاً ينتهك حقوق الأنسان في كل زمان ومكان من السنوات الثلاثة عشر الماضية , أسقط نظام وصف بالدكتاتوري على أنه قمع الشعب وزجه في حروب عبثية وكبت الحريات وواجه بالموت كل معارضيه . وجائت مجاميع مع الدبابات الغازية على انها مجاميع معارضة للنظام السابق وتصور الناس ان العراق سيكون بألف خير وستقوم المعارضة المزعومة بنقل تجارب العالم المتطور الى العراق .. وما هي الا أشهر حتى بدأت مسيرة موت جديدة للعراق والعراقيين فتبين أن المجاميع المعارضة لنظام صدام أنما هي تعارضه وتتقاطع معه من أجل ثروات البلاد وليس من اجل خدمة العباد . فأشعلوا الطائفية وشكلوا المليشيات وبدأت مراحل القتل الممنهج للعراقيين وعدم الأستقرار التي رافقتها عمليات منظمة لنهب ثروات البلاد وأصبح العراق اليوم فيه من الأزمات مالايمكن أحصائها لكننا هنا نتذكر منها على سبيل المثال لا الحصر مايلي .
١- الآف الشهداء واليتامى والأرامل ٢- ملايين من المهجرين والمهاجرين والنازحين والمشردين ٣- ملايين من الفقراء ٤- إنخفاض المستوى العلمي للجامعات ٥- ارتفاع غير نسبوق في نسبة البطالة ٦- ارتفاع نسبة ممارسة الدعارة ٧- ارتفاع نسبة الأمية ٨- خراب الاراضي الزراعية وتحويلها الى مناطق سكنية ٩- تخريب كامل الصناعة ١٠- خراب الذمة. والأمانة والشرف المهني ١١- خراب التخطيط المدني للمدن ١٢- موت الوطنية والتحيز للطائفة والمذهب والقومية ١٥- خسارة مساحات واسعة من العراق
فضلاً عن غياب هيبة الدولة وأركانها ونزع الروح الوطنية من الوظيفة الحكومية من خلال أهانة الموظف وتدمير العمل الحكومي .
ونتيجة لهذا التخريب المنظم للبلاد والعباد نتجت حالات من الأخطاء المبررة نتيجة لأنهيار الروح المعنوية والنفسية للمواطن فيزج المواطن البسيط في السجون والمعتقلات ليمارس ضده أبشع جرائم الأبتزاز حتى وصلت حالات الظلم في السجون والمعتقلات حداً كارثيا مع ازدياد في أعداد المعتقلين . لكن بالمقابل فقد العراق قيادات وطنية تشعر بالمواطن وتحاول معالجة أوضاعه بل راحت تورطه من أجل ابتزازه وفي كل دورة برلمانية يتم التعامل مع معاناة الناس بطرق بشعة فيدخل موضوع العفو وقانونه للسجال السياسي والأنتخابي فيتراقص ساسة الزمن الرديء على جراحات الناس وهمومهم من خلال امتناع البعض من تشريع قانون العفو العام بحجج واهية فبعضهم يدعي عدم السماح للأرهابيين بالخروج من المعتقلات بينما الأرهابيين الحقيقيين تم تهريب أغلبهم من سجن ابو غريب وسجن البصرة وبأرادة من جهات لها نفوذ في الدولة . والبعض الأخر يدعي عدم السماح للفاسدين من الخروج من السجون والحقيقة أن الفاسدين وهم تابعين لأحزاب السلطة ولديهم من يحميهم وبعضهم في مناصبهم بينما يقع الظلم على صغار الموظفين فيبطشون بهم بحجة مكافحة الفساد . هذه السياسة التي تتخذها الحكومة والبرلمان في العراق تعكش وحشية حقيقية للنظام الجديد في العراق وهو نظام مبني على الجماجم والجثث مجهولة الهوية ومبني كذلك على نهب الثروات وأفقار الشعب وافراغ البلد من العقول والكفاءات . وبالنتيجة فان العراقيين الذين تخلصوا من نظام دكتاتوري هم يعيشون اليوم في نظام أكثر بشاعة وظلم …

أحدث المقالات