19 ديسمبر، 2024 3:33 ص

وحشية العرب تتجلى في مقتل الزعيم القذافي

وحشية العرب تتجلى في مقتل الزعيم القذافي

الإنسان السوي في كل مكان لا بد أن يكون ضد الظلم ومن يكون ضد الظلم بالتأكيد سيكون ضد الوحشية ، فالله جل جلاله فرقنا عن الحيوان عندما وهب لنا عقل نستطيع من خلاله أن نحلل ، نفسر، نفكر، نحترم ، نلتزم ، نثق ولهذا كانت العقوبة الإلهية تشمل الإنسان دون غيره من الكائنات الحية وبنفس الوقت تشمل من يفهم حدود الله بدرجة أكثر ممن لا يفهم حدود الله ولم يولد في زمن فيه الكتب السماوية قد نزلت وتبين لنا الدين على أكمل وجه كما هو واضح من خلال خاتم الأديان ورسوله خاتم الأنبياء .
يقولون أن القذافي كان مجرما إذ حكم خلال فترة توليه الطويلة بالنار والحديد شأنه شأن أغلب الرؤساء العرب الذين نصفهم بمفردة دكتاتور ، سلطوي ، شمولي ، جائر .
ظالم ، غاشم ، مجرم ، غاضب وغيرها من المفردات التي تدل على ذات المعنى ، هذا الكلام صحيح ولكن حين تم إلقاء القبض عليه من قبل ثلة من ما يسمى بالمجاهدين أو الثوار أو الرافضين أو المناوئين أو ما شئنا من أسماء تدل على ثورة في داخلهم ورأينا بأم أعيننا كيف تم التعامل مع القذافي بطريقة وحشية يندى لها جبين المسلم ، لست هنا في معرض الدفاع عن القذافي فانا لست ليبيا ولست من أنصار الحكم الواحد ولا حتى من أنصار القائد الضرورة ولكني أريد أن أسلط الضوء على حقائق لا تحتاج إلى إنارة فهي ساطعة رغم وجود الظلام الإعلامي الملازم لها والعتمة التي صاحبت هذا التصرف الأحمق سوى مقالات ركية وتنديد هزيل من قبل هذا الكاتب أو ذاك بالتصرف الأحمق الذي صاحب لحظة القبض على القذافي .
رب سائل يسأل هل هؤلاء الثوار مسلمون ، أو هل هؤلاء يمثلون الإسلام وكيف يتعامل مع الأسرى ، أو هل هؤلاء بشر ؟؟؟ أسئلة كثيرة تتحرك بحرية في عقولنا عندما نرى هذه الوحشية التي استخدمت مع رجل قد تجاوز العقود السبعة بالرغم من كونه مجرم وله باع طويل في تعذيب المعارضين ولكن حتى بكل بشاعة القذافي فهو كان يعذبهم تحت سقف ودون وجود إعلامي وعرض المشاهد على الملأ .
ترى هل هذا التصرف يدخل في خانة وخدمة أعداء الإسلام حتى يكون شاهد حي يخدم الدوائر المخابراتية المعاد�ينة وغيرهم لإفهام الناس كيف هو الإسلام وكيف هي بشاعته أم أن الموضوع لا يتعدى عن وصف حالة من الوحشية التي يمتاز بها العقل العربي والإسلامي حتى يقول الغرب ( انظروا لهؤلاء العرب لهؤلاء المجرمون انظروا لمن يتكلم بالإنسانية ) .
اختم هذه السطور وأقول لهم الحق فيما يقولون فنحن نشابه من حيث العقل الرجل القروسطي في أوربا عندما كانوا يحرقون الأبرياء وهم أحياء بحجة الهرطقة والشعوذة .

أحدث المقالات

أحدث المقالات