كم دامسٌ ذلك الليل بوداعهِ
تجوب المنايا مع الخوف
حول الخيام..
وصهيل الأوباش
ينبشُ الوقت بحوافره
مُنتظرٌ وقوع صدر السماء
على الأرض…
يحمل على ظهره
أنجاس الخلق..
ليلعبُ فوق أطهر المخلوقات
أنفاساً هنا ….وهناك
نَفَس السيوف
وهي تشهق زفير غمدها
صخَبها يُربِك الهدوء المرتقب
في ذلك الليل المخيف..
وَنَفس القرآن…
وآياتهِ التي تُرتِل من حولهِ
سور الشهادة وعشق اللقاء..
هَمسُها..
سجى صَخب ليلة الوداع الموحشة
ودموع جفَّت على خدَّ البراءة
وخدودٌ مُخدَّرة غارت عيونها
وقلوبُ صبية درَّعت أجسادها
ودماءٌ تغلي في محاجرها
ونجومٌ تودعُ قمرها
وشمسُ ليلُ الطفّ
تغيب وسطَ نهارها..
يا ليلةٌ مهلا تريثي..!
الصبحُ آتٍ بالفراق مُسرِعا…