23 ديسمبر، 2024 5:00 ص

وحدة الكلمة اساس نجاح المناضل في ظل ظروف زعزعة الكلمة وشق الصف 

وحدة الكلمة اساس نجاح المناضل في ظل ظروف زعزعة الكلمة وشق الصف 

عندما نتكلم عن هذا الموضوع الهام في ظل المرحلة الحالية بعد الذي جرى للعراق المناظل من استهداف صهيوامريكي إيراني إذ عمل الأمريكان بعد غزو العراق على استهداف الحزب وقيادته العليا وكوادره المتقدمة وهي جزء من الحملة القذرة ضد العراق كبلد وكشعب في النهج الإجرامي والفوضى الخلاقة التي مورست لشق الصف وبث الفرقة والعمل على تخريب وتفكيك كل عوامل القوة التي كانت سببا في قوة ورصانة هذا البلد القوي المهاب واول قوتين استهدفوهما هما الحزب بقيادته العليا المتمثلة برمزه السيد الرئيس قائد العراق والأمة المجاهد الجسور صدام حسين  “رحمه الله” ورفاقه الشجعان والهدف الثاني الجيش العراقي الباسل السابق بحله ثم استهدافه بالقتل والتهديد والتهجير  .
اذ كانت الحملة ضد الحزب ككيان وتنظيم تمثل بالنسبة للاحتلال الأمريكي وعملائه الذين اتوا معه من اهم وأكثر الأولويات في برنامجه التدميري للعراق كون الحزب كان مؤثرا ومتناغما مع إرادة الشعب العراقي في حبه للعزة والكرامة وحرية إرادة القرار السياسي المستقل للبلد بعيدا عن التسلط الاجنبي والتبعية وربط إرادة الشعب والبلد بإرادة وتحكم الأجنبي الغربي وكذلك لقدرة قيادة الحزب والثورة في إدارة تلك الدولة بمزاياها ونشاطها وقدراتها التي استطاعت في قيادة العراق إلى مواقع متقدمة في التأثير الإقليمي والدولي سواء على صعيد التوازن الإقليمي كقوة إقليمية او على الصعيد العلمي والتقدم في كافة مجالاته او على صعيد امتلاك القرار السياسي والاقتصادي المستقل وكذلك على الصعيد العالمي الذي كان للعراق الدور والموقع المؤثر بين دول العالم وبات ذلك واضحا ان الدول كانت تحسب للعراق بما يتناسب وقوته وقدراته في التأثير سواء سياسيا او اقتصاديا او عسكريا . ومن هنا ولهذه الأسباب الجوهرية وغيرها بدات المؤامرات على العراق لاعاقة مسيرته الثورية والنهوض الحضاري الذي اختطه ولغرض تعويق إنجازاته الباهرة وخططه الكبرى سواء الخمسية منها او الانفجارية على صعيد النهوض بالاقتصاد والعلم والتكنلوجيا والمجالات الحيوية التي تنهض باقتصاد العراق وعلى رأسها النفط وتاميمه والزراعة والصناعة والتجارة ونشاطها على صعيد الصادرات . وجعل الجامعات العراقية كمراكز للبحث العلمي بما يجعل العراق يتقدم في المجالات العلمية بسرعة مضطردة .
لقد حاولت الإمبريالية العالمية المتمثلة بأمريكا وربيبتها الصهيونية إسقاط التجربة العراقية الفتية وحزبها حزب البعث العربي الاشتراكي منذ وقت مبكر بشتى الأساليب والطرق ومن ضمنها عن طريق شبكات التجسس التي كانت تعمل لصالح المخابرات الأمريكية والبريطانية والصهيونية ولكن وعي قيادة الحزب والثورة وكوادره وجماهيره افشلت كل المؤامرات التي لا مجال لذكرها لأنها أكبر من أن تحصى في هذا المقال وفي هذا المقام وكذلك لكونها معروفة للجميع من بداية تفجير ثورة السابع عشر – الثلاثين من تموز ولغاية مؤامرة عدوان الغزو الامريكي للعراق في فجر 2003/3/20 .
ان أمريكا واعوانها في الغرب واعوانها في المنطقة كان هدفهم الأول هو القضاء على حزب البعث العربي الاشتراكي كفكر . وهذا ما لم يقدروا عليه ولم ولن يتمكنوا منه لأن مبادىء حزب البعث العربي الاشتراكي ليس مبادىء للعراق فحسب بل هي مباديء الأمة ككل وهي مبادىء نضال من أجل النهوض بالأمة من سباتها وتخلفها عبر الاستفادة من طاقات الأمة وقدراتها وتعبئتها لصالح اقطارها سواء على صعيد خيراتها الكثيرة التي تذهب للغرب دون استفادة الامة وشعوبها منها ثم تعاد تلك المواد والخيرات بشكل صناعات ومواد مصنعة بمختلف الأنواع لتباع لاقطار الوطن كسوق للبيع معنى ذلك ان الغرب جعل من بلدان أمتنا كبقرة حلوب وفرض التخلف فرضا علينا ثم فرض علينا ان نكون سوقا للمواد المصعنة من قبله والتي اساس موادها الاولية من بلداننا ووضع خطوطا حمراء على بلداننا وفق هذا السياق من خلال اتباع له وهم الحكام يحكموا له السيطرة ان لا تتطور تلك البلدان مهما ظهر فيها من علم  وعلماء ومفكرون وقادة متميزون ستستأصل شأفتهم وهذا ما حصل لتجربة العراق الطويلة والناجحة في استنهاض قدراته وقدرات الأمة والتصدي المستمر للمؤامرات العديدة وكما سعى لنهوض للانسان العربي كقيمة إنسانية وفكرية والعمل على نهوضه اجتماعيا وعلميا وفق أسس وخطط وضعتها قيادة الحزب والثورة وهذا ما تم إنجازه على صعيد العراق وكذلك كان انعكاسه على صعيد اقطار الأمة العربية في تقديم يد المساعدة من قبل العراق لأي دولة عربية تحتاج المساعدة وعلى كافة الأصعدة وعلى رأس الاولويات الصعيد العسكري ومشاركة الجيش العراقي في المعارك المصيرية التي تهم جانب الأمن القومي العربي .
وعندما عجزت الإمبريالية الاميريكية الإيقاع بالعراق كقيادة متمرسة في التصدي للمؤامرات وقبرها في المهد بدات تفكر بطرق أخرى وتنسج خيوط مؤامرة جديدة وهي البحث عن تازيم منطقة الخليج من خلال استخدام الخميني العميل المخابرات الأمريكية بالتعاون مع المخابرات الفرنسية إذ تم إسقاط نظام الشاه والمجيء بنظام ديني متخلف عدواني ظاهره ديني وباطنه استنهاض مشروع مجوسي شعوبي لإعادة الروح لامبراطورية خمينية على أنقاض الإمبراطورية الكسروية التي كسرت وهزمت من قبل على يد أجدادنا العرب المسلمين بقيادة سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه .
وبعد ان شن الخميني حربه على العراق التي دخلها العراق مضطرا كانت نتيجة تلك الحرب هزيمة منكرة له ولجيشه من حرس الخميني . وكان ذلك بمثابة صفعة كبيرة لذلك النظام الشعوبي المجوسي الذي اساس ثقافته الحقد على العرب واستهداف الدين الإسلامي بالتشويه والتزييف لكثير من الروايات التاريخية التي قام أولئك المجوس في إيران من خلال حوزاتهم تزييفها .
بعد خروج العراق منتصرا من حرب الخميني التي شنها على العراق وعلى جيشه العراقي الباسل الذي كان القدوة في قوة والبأس شديد بين الجيوش العربية وبعقيدته الوطنية القومية العروبية المدافع عن عزة الأمة وعزتها وكرامتها ومقدساتها، لم يروق للإمبريالية الأمريكية والصهيونية ومعه الشعوبية في قم وطهران وعملاء المنطقة الاقليمية في الخليج انتصار العراق وخروجه قويا منتصرا بل عملو هذه المرة على مؤامرة جديدة بمحاربة العراق اقتصاديا من خلال اختلاق أزمة الكويت المعروفة والتي حاولت القيادة حلها سلميا في مؤتمر بغداد الذي عقد عام 1990 . ورغم ان العراق كان في مواجهة المد المجوسي الإيراني الذي كان يستهدف منطقة الخليج برمتها عمل حكام الكويت على التآمر على العراق بسرقة نفط الرميلة طيلة فترة انشغاله بالحرب الطويلة التي فرضت عليه من قبل نظام خميني . وبعد انتهاء الحرب التي دامت ثمان سنوات عمل حكام الكويت زيادة ضخ النفط وهبوط الأسعار من 32 دولار إلى 8 دولار لمحاربة العراق اقتصاديا وهو الخارج من الحرب لتوه وباسناد امريكي صهيوني .
وقد طرحت القيادة العراقية هذا الموضوع في مؤتمر بغداد لمعالجته ولكن استمر التآمر على العراق دون جدوى .
عملت الولايات المتحدة على تازيم الموقف بالتدخل السافر  من خلال استعانة حكام الخليج بأمريكا التي أرسلت قواتها إلى الأراضي السعودية واستخدام قواعدها في قطر والبحرين وبقية دول الخليج والسماح لسفنها الحربية بدخول المياه العربية من خلال قناة السويس وبتسهيلات من نظام حسني مبارك عندما رأت القيادة العراقية ان الأنظمة العربية تعرقل عملية انسحاب العراق وتتامر عليه لكي يتم ضربه وأن ما تعلنه تلك الأنظمة من أنها تعمل على حل الأزمة شي غير صحيح بل ان الولايات المتحدة كانت تعد العدة لضرب العراق حتى في حالة انسحابه وهذا ما حدث فعلا تم ضرب قطعاتنا المنسحبة حتى داخل البصرة عند انسحابها من الكويت حتى بمشاركة الطيران السعودي وبقية دول الخليج الى جانب الطيران الأمريكي الغربي .
اخيرا تم التحالف ضد العراق في حرب 2003 بمشاركة أكثر من 40 دولة في غزو العراق وإسقاط النظام الوطني فيه في مؤامرة خسيسة بتعاون دول الجوار المتمثلة بايران الشر وانظمة الخليج ونظام حسني مبارك وبقية الانظمة العربية بين صامت وبين لاحول ولا قوة له . ومرت المؤامرة بترويج دولي لها وبتامر أمريكي غربي صهيوني إيراني رغم ان الرأي في كافة دول العالم ضد الحرب على العراق ومنها داخل المجتمع والشعب الأمريكي بخروج مظاهرات صاخبة ضد قرار الرئيس الأمريكي لشن الحرب على العراق بموسغات باطلة ودون حصوله على قرار من الامم المتحدة .
فدمت التسهيلات من قبل الأنظمة الخليجية لاستهداف وضرب تجربة حزب البعث العربي الاشتراكي العملاقة في العراق التي استمرت طيلة 35 عام أرست قواعد وأسس وثوابت وطنية وقومية ثرية للعراق والأمة العربية لم تستطيع تجربة من قبلها ان تجعل من العراق دولة قوية ذات سمات وقيم وطنية ثورية تجسدت في البناء الحضاري وفي بناء الإنسان العراقي بناء صحيحا يتجسد فيه بضرورة ربط القيم الوطنية والقومية وصهرها في بوتقة واحدة
“ان خدمة العراق وتقدمه لا يأتي إلا من خلال تقدم وخدمة الأمة العربية ككل” هذا هو النضال والكفاح الذي بني عليه الإنسان العراقي كان وما زال المناظلون البعثيون يؤمنون بهذا الفكر ويربطون ربطا عضويا بين اسس وقيم النضال الوطني والقومي . ولقد قدموا التضحيات على هذا الدرب الشاق المضني المليء بالمؤامرات وتكالب الأعداء الموصوفون سابقا والذين لا يريدون للامة النهوض ولا يريدون لقيم ومبادئ البعث ومناظليه ان ينتشلوا الأمة من امراضها وضعفها وسباتها وتخلفها وفقرها وقهرها من قبل أعدائها من امبرياليين غربيين ومن يحملون قيم عنصرية شعوبية في إيران الشر وصهاينة غادرين .
لقد أصاب حركة الحزب الدؤوبة بعض الأمراض التي أصابت ما أصابت المجتمع والشعب العراقي إذا ابتلي وهو نوع من الاختبار في الظروف الحرجة والصعبة ان تختبر فيه القيم التي يحملها المناظلون وتمتحن في تلك الظروف كذلك قيم الرجولة التي يحملها البعثي من خلال تربيته الحزبية الرصينة في بيت الحزب الكبير او في مدرسة الحزب الكبيرة او في مدرسة الإعداد الحزبي والثوري يربى فيه البعثي على قيم الصبر والصلابة والرجولة والتصدي حينما يمر الحزب او تجربة الحزب في ظروف النضال السلبي او ظروف كظروف العراق وتعرض التجربة التاريخية الكبرى في العراق إلى الاستهداف وقرار أمريكي بالقضاء على تلك التجربة ورجالها من خلال القضاء على الحزب في العراق ومناضليه من القيادة إلى كادره المتقدم
ينبغي على البعثيين المؤمنين ان لا تختل لديهم تلك القيم المقترنة بالمبادئ والرجولة معا . وإذا اختل الاثنين او جانب منها اي احدهما سيؤدي إلى إحدى الحالات التي نركز عليها في موضوعنا هذا اما الانزلاق الى منحدر الخيانة وهذا ما حصل للبعض اذ عاش في ظل تجربة الحزب متنعما ومستفيدا وما ان حالت الأمور إلى ما حالت إليه في العراق انسلخ من جلده ولبس جلدا آخر ليلعب دورا خيانيا جديدا إلى جانب من جاء بهم المحتل وبنفس الأساليب الانتهازية لما سبق عمله داخل بنبية حزب البعث العربي الاشتراكي وهؤلاء هم سماسرة انتهازيون يتقلبون حيثما تتقلب الظروف في البلد تدفعهم مصالحهم الشخصية الانتهازية وليست مصلحة البلد وقيمه الوطنية العليا.
أما الصنف الآخر من تهتز لديه الرؤيا وطريق الحق ووضوح الطريق في ظل الظروف الصعبة فيتعرض الى الانحدار أيضا والانفصال والادعاء ان طريق ومباديء الحزب الذي يسلكه هو الصحيح في ظل الظروف الحالية وبدء التناقضات وتصعيد الموقف بين قيادات حزبية مهمة كانت قد عملت في ظل حزب البعث العربي الاشتراكي قبل 2003 وقدمت ما قدمت من إنجازات وتاريخ نضالي ينبغي ان تفكر مليا وبعمق المباديء التي تحملها وبشرف المسؤولية اتجاه العراق وصبره واتجاه الشعب العراقي الصابر المجاهد والظروف العصيبة التي يمر بها قطرنا المناظل من هجمة بربرية شرسة وعمليات إبادة جماعية ضد شعبنا المجاهد وضد مناظلين البعث في حملة عدوانية شرسة
المطلوب وبعد هذا السرد وتسليط الضوء على العمل العدواني ضد قطرنا المناظل من قبل أعداء حاقدين يمتازون بالحقد والشراسة وبصفة الانتقام من العراق وحزبه المناظل حزب البعث العربي الاشتراكي . المطلوب توحيد الكلمة ورص الصفوف والرجوع عن المواقف التي أدت إلى جعل الحزب في هذا الشكل الذي لا يليق به من اجنحة تسمى بأسماء أصحابها بل حزب البعث هو حزب الجماهير العربية ولم يسمى يوما باسم ما . إلا باسمه المعروف حزب البعث العربي الاشتراكي فحسب . لأن الحزب ومبادئه هي الباقية والأشخاص هم يذهبون ويبقى عطر سيرتهم ونظالهم وما قدموه هو الباقي إذ يؤدون رسالتهم الموكولة إليهم بنكران ذات وبصمت المناظلين المعروفين الذين يقال عنهم “كثير الاعمال والانجازات والهمة في خدمة الحزب قليل الكلام ولا يفكر الا في خدمة المسيرة” وينسى مصالحه الشخصية .
لو عمل الجميع بهذه الروحية لتوحدت الكلمة ولرصت الصفوف . فإن النصر لا ياتي إلا بوحدة الكلمة الآن قبل كل شيء لأن ما يجري الآن من قبل أعداء العراق والشعب وأعداء الحزب من الخونة والجواسيس في المنطقة الخضراء من أعمال إجرامية ضد الشعب العراقي المهجر الصابر داخل العراق وطيلة فترة تسلطهم عليه جعله في حالة رفض شديد لاستمرار بقاء هؤلاء في تسلطهم على رقاب الشعب العراقي لا بقوتهم وإنما يتسلطون على الشعب بقوة حراب الأجنبي الإيراني الامريكي لا في تمكنهم هم في البقاء في المنطقة الخضراء وانهم لمرات عديدة عندما تهتز لديهم الظرف المحيطة بهم ويشعروا بالخطر يحزموا حقائب سفرهم الجاهزة باي وقت وأي حال وانهم يعرفون أنفسهم ان لا بقاء لهم في العراق إلا بقوة الأجنبي الساند لهم . فالشعب العراقي اليوم كالنار المستعرة في بغضه لهم وان الشعب حال هيجانه وبركان الغضب داخل كل عراقي وصفها كالنار تحت الرماد في لحظة ستحرقهم جميعا كما حرقت الذين من قبلهم من الخونة والجواسيس في حقب ماضية من تاريخ العراق والشعب العراقي معروف في اقتصاصه القاسي من الخونة والعملاء والجواسيس والمأجورين . وان غدا لناظره قريب …
ما طرحته قابل للإضافة والنقد والتصحيح لخدمة المسيرة النضالية للحزب العظيم حزب البعث العربي الاشتراكي ونحن بشر نخطا ونصيب ولكني وجدت ان ما قلته يضغط على ضميري ووجدت كذلك ان ما قلته في موضوعي هذا لابد ان يقال لغرض إغناء مسيرة الحزب والثورة لميزة عظيمة في حزبنا أنه حزب غير منغلق ولو كان منغلقا لما كان حزب الجماهير العربية ولما حقق هذا الانتشار في الأقطار العربية ووسط جماهيرها . نسأل الله ان يوفق الجميع لوحدة الكلمة وأن يسعى الجميع للعودة في وحدة الكلمة والصف إلى ما قبل 2003 والله ولي التوفيق …