18 ديسمبر، 2024 3:58 م

وحدة الساحات .. وتغيير اتجاهات الرأي

وحدة الساحات .. وتغيير اتجاهات الرأي

 ليسَ معروفاً والى ما يلامس حافّات الإبهام , لماذا توقّف الإعلام العربي عن تداول اصطلاح او ما يصطلح عليه ” بوحدة الساحات ” , علمأً أنّ هذه الوحدة قائمة وفاعلة < دونما وجودٍ لغرفة عمليات مشتركة لإدارة هذه الساحات ! > , ولعلّها المرّة الأولى لإنبثاق هذا المصطلح على المستوى الجماهيري العربي ” بالرغم من التباين الفكري والأيديولوجي والمستقل ” بعيداً عن إدخال انظمة الحكم او الحكّام العرب في هذه الخانة المتلألئة .

    إذ لا مجال لأيّ جدال أنّ يوم السابع من اكتوبر – تشرين اول للعام الماضي , هو اليوم الأكثر شهرة في التأريخ المعاصر ” على الأقل ” وعلى صعيدٍ أممي , بالرغم من أنّ المعركة او الحرب التي تشنّها اسرائيل على شعب ومدن قطاع غزة لم تنته بعد .! , مع احتمالاتٍ غير مؤكّدة لحدوث او ظهور تطوّراتٍ معظمها ليس في الحسبان .!

 بعيداً قليلاً للأيام القلائل التي سبقت يوم 7 اكتوبر , فلم تحظ حركة حماس ومشتقاتها ” من كتائب القسام وسواها ” بتأييدٍ وتعاطفٍ من معظم الجمهور العربي ” وربما بالشكل المتضاد – الحادّ ” ولأسبابٍ يمكن اختزالها هنا بأنها حركة سلفية ومحسوبة على ما يسمى ” حركة الأخوان المسلمين الأرهابية ” بالإضافة الى ارتباطاتها الخارجية بهذه الدولة او تلك ” والعدد اكثر ” , كما انّ ” حماس لم تستطع البتّة من تحقيق ايّ نجاحٍ اعلامي قبل ذلك التأريخ الشهير . أمّا ساحة حزب الله فالرؤى والآراء منقسمة حولها في الداخل اللبناني وكذلك على مستوى عموم الجماهير العربية بسبب ارتباطها العميق والمتجّذر مع طهران , ولذلك شؤون وشجون لا وقت ولا مكان ” عبر هذه الأسطر ” لتناولها او مضغها .!

  الساحة الأخرى الأصعب هي ما يمكن تسميته بساحة الحوثيين ” فقبل 7 \ 10 ” من السنة الماضية , كانت هذه الساحة او الجبهة في موضع شبه امتعاضٍ مطلق من الجمهور العربي ” من كلتا الزاويتين القومية والوطنية ” جرّاء عملياتها المسلحة الصاروخية وعبر المسيّرات والألغام البحرية ضد المملكة العربية السعودية والبعض المحدود من دول الخليج ” دولة الإمارات انموذجاً ” , بالإضافة الى تركيز وتأكيد وسائل الإعلام العالمية حول مرجعيتها وتمويلها وتموينها من طهران .! , ومجمل ذلك كان تحصيل حاصل لابدّ منه ممّا ترسّخ ذهنياً وسيكولوجياً لدى الرأي العام العربي عموماً .

  بعَودٍ على بدءٍ بما يتعلّق بعنوان هذا المقال , ودونما ايّ استبعادٍ لدَور الأقدار السماوية الخلاّقة , وبدون ايّ افتراضٍ لمحاولة ” علاجات ! ” مبرمجة او ممنهجة في توظيف او تجيير نظريات السيكولوجيا وعلم الإعلام وحتى علم الإتصال لمحاولة التأثير على اتجاهات الرأي العام العربي ” وحتى العالمي الى حدٍ غير قليل ” , ودونما استخدامٍ لتعبيرٍ تراثي عربي يفيد بأن ( انقلب السحر على الساحر ) , فكلّ الجمهور العربي ” من المحيط الى الخليج ” يبايع بالإجماع وبالتزكية ريادة هذه الساحات وقياداتها دفاعاً مستميتاً عن الشعب الفلسطيني في القطّاع اولاً , ولأنّ دموية المعركة هي مع اسرائيل .!