الصرخة المدوية التي أطلقتها النائبة السابقة وحدة الجميلي ومصابون آخرون بكورونا ، صرخة هزت كيان العراقيين من أقصى الشمال الى أقصى جنوب العراق ومن غربه الى شرقه، وقد ناشدت فيها أصحاب الضمائر ممن يمتلكون المال والثروة أن يسهموا بتوفير الاوكسجين للمستشفيات التي وصفتها بـ “مقابر العزل الصحي” ، حيث يموت الفقراء فيها بالجملة، وبلا أية عناية.
وناشدت الجميلي رئيس الوزراء ، بعد ان وصفت حكومته بالبائسة أن تخجل من نفسها امام هلاك آلاف البشر بلا رحمة ، وهم لايجدون العناية التي تستحق، ويضطر البعض الى الهرب منها من موت محقق!!
صحيح أن إمكانات وزارة الصحة لاتكفي لسد احتياجاتها في هذه الفترة العصيبة ، التي تصاعدت فيها أعداد المصابين واعداد الوفيات الى الالفيات، لكن المطلوب ان تجد الحكومة واجهزتها والرئاسات الثلاث معينا يخلصها من أي عذر ، يمكن ان يكون مبررا لهذا الموت بالجملة للفقراء ، لمجرد ان الاوكسجين نفد من ردهات العزل الصحي، ولم يعد بمقدور وزارة الصحة تأمينه، لهذا توجهت النائبة السابقة وحدة الجميلي الى كل أصحاب الضمائر ممن وهبهم الله الثروة والمال، ومن اكتنزوا الثروات لشراء الاوسجين من مذاخر الادوية والاسراع بها الى حيث يحتاجها الالاف الذين يموتون ، لعدم توفرها!!
وكتبت الجميلي، على حسابها في موقع التواصل، تويتر، قائلة “حكومة بائسة ، رقابة متواطئة ، رئيس وزراء متخيل أنه بطل فليد ، والموت للفقراء مجاناً في مستشفيات العزل ، وبإصابات ألفية”.واضافت “لا ضمير صاحي اذن ولا شرعية لحكومة متجاهلة “.
لقد أكد النائب الاول لرئيس البرلمان حسن الكعبي أن حجم الكارثة كبير ودق ناقوس الخطر من أن العراق دخل مرحلة عدم مقدرته على مواجهة الازمة ، برغم كل تصريحات خلية الازمة ، محذرا من أن الماساة أكبر مما يتصوره الكثيرون ، ولابد من ان تجد الجهات المختصة حلولا لتلك الكارثة ، بعد ان وصلت ارقام الاصابات والوفيات الى ارقام مرعبَة ، كما أكد مدير الصحة العامة لوزارة الصحة بأن ارقام الاصابات ستصل الى 3000 إصابة في وقت قريب!!
وكانت النائبة السابقة وحدة الجميلي قد أعلنت مساء الاثنين تأكيد اصابتها بفيروس كورونا بعد ظهرو نتائج التحاليل المختبرية ، وعزت الاصابة الى الاختلاط بالجمهور من “الفقراء”.
المطلوب إجراء سريع.. إما باعادة الحظر الشامل وتوفير مستلزمات المستشفيات المختصة بالعزل الصحي ، أو انتظار الموت الجماعي للعراقيين بالجملة!!
أمنياتنا بالشفاء العاجل لكل مصاب بهذا الوباء..في العراق وخارجه ، وان تلتفت وزارة الصحة والرئاسات الثلاث الى عمق المأساة وحجم الكارثة المهول ، فقد تجاوزت ارقام الضحايا والمصابين كل حدود المنطق والعقل، وما على رئيس الوزراء الا أن يلتفت الى إيجاد حلول سريعة لمأساة إنسانية ، هزت ضمير العالم، الا ساسة العراق الذين يتصارعون من أجل كراسي الحكم ، ونهب أموال العراق، والتسابق في الولاء للاخر ، وبقي شعبهم طعما لوحش وباء يفتك به من كل حدب وصوب..ولم يتبق سوى رحمة رب السموات، ورب العرش العظيم، لتخليص البشرية من نكبات وكوارث هذا البلاء.. إنه نعم المولى ونعم النصير!