19 ديسمبر، 2024 6:27 ص

وحدة البيت الشيعي أولى

وحدة البيت الشيعي أولى

إن التقارب مع الآخرين شيء جميل يرحب به العقل وتستحسنه الغريزة ، لأن معنى كلمة إنسان من المؤانسة والتواجد مع الأخرين ، ونتيجة هذا التقارب والإجتماع ستنتشر السعادة والحياة الكريمة وهذا هدف وغاية كل إنسان عاقل وراشد ، وافضل طريقة للتقارب هي تواجد المجاميع المتشابهة بالأفكار والمعتقدات والتقاليد وكلما كثرت نقاط التشابه كلما تقاربت المجتمعات أكثر واصبحت أقوى في مواجهة التحديات ، لهذا فالانطلاقة الحقيقية  لتحقيق الوحدة الإسلامية يتم من وحدة البيت الشيعي ومن هذه الوحدة يجب الإنطلاق الى إتحاد الأمة الإسلامية ومن بعد هذا الإتحاد يمكن لنا أن نحقق الوحدة الإسلامية ؟؟؟ ، ولكن من أجل تحقيق شعار الوحدة الإسلامية نقوم برفض بعض النصوص الشرعية والتاريخية أو منع بعض المراسيم الدينية أو تسقيط ممن يخالفنا بالآراء والمواقف وننعته بالعمالة والخيانة ؟؟؟ ، كل هذه الوسائل تؤدي الى تفتيت الوحدة الشيعية ومن ثم يبدأ الضعف والوهن في هذا البيت ونتيجة حتمية لهذا سيفشل مشروع الوحدة الإسلامية ، فالأمر ليس بهذه السهولة التي يطرحها ممن يتبنى تحقيق هذا الشعار والذي يروج له في مختلف وسائل الإعلام أو من خلال ممثليه في هيئة التقريب ما بين المذاهب ، ويروج في نفس الوقت على أن مرجعية السيد صادق الشيرازي ضد فكرة الوحدة والتوحد ،
وهذا بعيد عن الواقع كبعد ما طرحه رسول الله صلى الله عليه وأله وسلم في غدير خم عن ما تبناه بعض المسلمين في سقيفة بني ساعدة ، فإذا أردنا أن يرضى المقابل علينا من أجل التوحد معه فعلينا أن نرفض أغلب كتب الأدعية والزيارات لأن فيها التولي والتبري بالإضافة الى لعن من لعنه الله ورسوله ، ومنع قيام المناسبات التي تثير الأخرين وتستفزهم كمصيبة الزهراء عليها السلام وعاشوراء ، وحذف الأحداث التي تظهر أفضلية الإمام علي عليه السلام على بقية الصحابة أي إعادة كتابة التاريخ الذين هم كتبوه بأيديهم ، وأما السنة النبوية فيجب أن تنقح ويحذف منها كل حديث يضرب بهذه الوحدة المرجوة كأحاديث محبة أهل البيت عليهم السلام وتوليهم والبراءة من أعدائهم ؟؟ ،
وأما القرآن الكريم فمملوء بالآيات التي تدفع المسلم الى تولي أولياء الله والتبري من أعداءهم فيمكن لهذه الآيات أن تأول بتأويلات بعيدة عن تأويلاتها الحقيقية لكي يتم أرضاء الأخرين ، ولكن هل هذا يكفي لكي تتم الوحدة ؟؟؟ ، الجواب غير كافي لأننا رفضنا ما يستفز ويغضب الآخر ولكن لم نحب ما يحبون ونتولى ما يتولون وهذه النقطة مهمة جداً في بناء الوحدة لهذا علينا نشرها ما بين الشباب لعل المقابل يرضى علينا ولا يعنون كل ما نقوم به بالتقية والكذب من أجل غايات أخرى ؟؟؟؟ ، وهكذا فمهما يقدم أصحاب فكرة الوحدة من تنازلات فأنه مرفوض رفضاً قاطعاً من قبل الأخر وهذا ما أثبتته السنين الطويلة من المحاولات والتنازلات ، لأنه لا يقبل إلا بالتغير الكامل مئة في المئة أي من مدرسة أهل البيت عليهم السلام الى مدرسة الشيخين وفي هذا شك أيضاً لأن مصطلح التقية يغلف كل كلمة أو موقف تقوم به ، لهذا فتسقيط الخط الأصيل الذي يجتمع عليه جميع مراجعنا العظام في النجف وكربلاء وقم ومشهد والذي يمثله آية الله العظمى السيد صادق الشيرازي ما هي إلا حركات بائسة تؤدي الى تشتيت البيت الشيعي وتضعفه و يرفضها أغلب الشارع الموالي لأهل البيت عليهم السلام ، وأن لزم الصمت على التعديات التي يقوم بها أصحاب المدرسة الوحدوية خلال هذه الفترة ، خوفاً منهم على وحدة البيت الشيعي وهو يواجه الأعداء من كل الجهات بل يواجه تقرير المصير ولكنه سينتفض في الوقت المناسب ، عندما يلاحظ خطر التعدي على وكلاء الإمام الحجة بن الحسن (عج) قد اصبح أخطر من داعش ومن يقف خلفهم ، لهذا نقول وحدة البيت الشيعي أولى من كل الغايات والأهداف وهي الوحدة الحقيقية التي أرادها الله سبحانه وتعالى وأرشد إليها رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وأكد عليها أئمة أهل البيت عليهم السلام .

أحدث المقالات

أحدث المقالات