لابدّ من التأشير والتسجيل أنّ هذه الوحدة تحوّلت الى صعيد الكلمات < بدلاً من الثكنات > الى حدٍ ما او الى حدٍ غير متكامل .! , حيث الساحة اللبنانية او ساحة حزب الله قد امست اقرب الى ساحة كرة قدم الى حدٍ ما بعد تحييدها الى الخلف , أمّا ساحة غزّة التي غدت وكأنها تمثّل وتجسّد القضية الفلسطينية التأريخية برمّتها , فلم يبق من رأسمالها الثوري والصاروخي المزلزل سوى ورقة الرهائن المربحة وفقاً للقدرة على ادارتها بمهارة , أمّا النصف الثاني من رأسماها هذا فيتجسّد ويتمحور في القُدُرات الفائقة للقيادة العسكرية العليا والقادة الميدانيين لحركة حماس وصمودهم وتحمّلهم البقاء في عمق وبطن شبكة الأنفاق لأكثر من سنةٍ ونيف , مع صعاب اللوجستيات الحياتية والعسكرية في الملتويات الهندسية المعقدة في منظومة الأنفاق , بل حتى الحرمان من ضوء الشمس او أيّ شعاعٍ منه .! , واذ بلغت الأمور الى ما بلغته حالياً في التفاوض على ( وقف اطلاق نارٍ مؤقت وانسحاب اسرائيليٍ محدد .! مقابل تبادلٍ لأسرى فلسطينيين ورهائن صهاينة ” على دفعات ” ) , فيمكن القول بشكلٍ او بصيغةٍ اخرى أنّ هذه الساحة الفلسطينية قد خرجت من ملعب ممّا يُصطلح عليه بوحدة الساحات وبأيّ مسافةٍ كانت .!
وإذ ما تبقّى فهو الساحة الحوثية لوحدها والتي اضحت تفتقد لأبسط مواصفات خارطة مواصفات الساحة العسكرية – الستراتيجية , حيث القادة الحوثيون يطلقون صاروخاً او مسيّرةً ملآى بالمتفجرات لتدكّ احدى اطراف تل ابيب , مقابل قبول استقبال مئات الأطنان يوميا من الغارات الجوية للقاذفات والمقاتلات الأمريكية والبرييطانية وحتى الأسرائيلية لعموم البنى التحتية للشعب اليمني بجانب اوكار ومواقع الحوثيين العسكرية والصاروخية .!
التساؤل الستراتيجي يدور ويلّف عن ايّ حساباتٍ عسكريةٍ ما ” في ميدان الربح والخسائر ” في هذه الساحة الحوثيّة .؟ , ومهما اعتبارات الدولة التي تدعمها وتُسيّرها .! , مقابل التدمير الممنهج والمبرمج لكلتا البنى الفوقية والتحتية لدولة اليمن المتهرئه والإستفزاز المضاعف للشعب اليمني وتحويله الى المعارضة الحوثية الحادة .ّ؟