15 أبريل، 2024 1:45 م
Search
Close this search box.

وجّه رئيس الوزراء،، بين الآملين والمطبلين

Facebook
Twitter
LinkedIn

هذه الجملة تروج هذه الايام كثيرا وبشكل ملفت ، وهذا امر طبيعي ، “يريك العراقي في الحالتين ، يسرف” ،،في شتمه والمدح . انا لا الوم المواطنين الصالحين وبعض المثقفين والمدعين معهم ، واغلب الاعلاميين و المتشبثين بركبهم- على ترديد هذه الجملة التي اشتاقوا لها من خلال اشتياقهم لرؤية الرجل الاول في المسؤولية رجلا محترما ذا هيبة ومصداقية وانجاز ، (ولكن في الفعل كما يجب ان يكون وليس في الاعلام ) ، واتفهم هؤلاء رغم انهم لايرون منه الا الشيء اليسير مقابل مايجب ان ينجزه من اشياء كثيرة جدا لا تتعارض مع العذر الذي يلتمسونه له منذ البداية على انه مقيد بالسلاح الخارج عن الدولة وفصائل موالية للخارج و و .
هناك اشياء كثيرة في التعليم والصحة والنظاقة والتعمير البسيط والتوظيف وخلق مشاريع لا تعارضها ايران ولا تضع عليها امريكا خطا احمر كما تضع على الكهرباء والصناعة مثلا . ويمكن ان ينجزها حتى السارقين والفاسدين كجزء من ذر الرماد او الترضية ، ويمكن ان ينجزها المخلصون ايضا بشكل افضل ، وقد فعل ذلك رجل سبقه في منصب تشريعي واقل شانا من منصبه وانجز الكثير وكان المادحون له يلامون ويوصفون بصفات سلبية .
ومع هذا اتفهم فئة ( العبارة الجديدة) واتخيلهم وهم يملؤون أفواههم بالجملة الضخمة (رئيس الوزراء يوجه،،) ويعيشون معها خيال الدولة الضائعة والهيبة المداس عليها باحذية الفصائل ، والحكومة التي لا تصلح ان تكون ادارة مدرسة ورئيسها الذي لايصلح ان يكون مدير ادارة في شركة تنظيف .
فهؤلاء الناس الوطنيون يئسوا من النموذج الصحيح وافتقدوه كثيرا ولهم الحق ان يتخيلوه في شخص هذا الرجل الذي لعبها معهم بشكل صحيح ، وسخر عليهم الاعلام لصنع كارزما لاتليق به ولا يليق بها ، بل وسخرهم للاعلام الدعائي له مجانا ودون مقابل خاص لهم ، او انجاز واقعي عام لنا. وكما توقعت تماما في اول مقال كتبته حوله في اول يوم تسلم وكلم عماد ووبخه أمامنا!
ولان هناك بعض النفوس تواقة بطبعها للتفخيم والتضخيم وحب البهرجة والتعظيم على طريقة احبابنا المصريين ، رغم اننا لانجيدها مثلهم فاولئك شعب جبل على لطف الطاعة مع الحاكم والرفق به عندما يزل او يزول بحكم طبعهم الودود عموما ، اما نحن فالصفة دخيلة علينا متقمصة واضحة النشوز ، لاننا شعب متمرد منذ الخليقة ونسحل ونقتل عند اول هفوة ، حتى ان صدام نفسه كان يفرضها فرضا ويعاقب على من لايفخم اسمه بلقب احترام (السيد الرئيس،،) او حفظه الله احيانا ، ومع هذا كنا نتفلت منها . فاذن التمسنا لهؤلاء العذر على اساس انه قد يكون قصدهم التشجيع والامل واعطاء الفرص التي لا ادري الى متى؟ .
لكن الاخرين جعلوا العبارة (ماسخة) كما نقول بلهجتنا ، ولا قيمة لها ولا معنى ، لانك تتفاجا باحدهم يقول او ينشر : عاجل (كبيرة جدا) وبعدها : رئيس الوزراء يوجه بحذف الاشارة للطائفة في التعيينات ! طيب (ما هو) اساسا ماكان في ذكر للطائفة الا في عهده .او ،،وجه رئيس الوزراء بالغاء قطع رواتب الموظفين (على انه انجاز ومكرمة) ،،طيب (ما هي) الرواتب انقطعت فقط في ايامه !
او رايت اعلاميا ينشر صورة الرجل مع طفل يتيم ، وهو يكتب ب(مانشيت كبير) : هل عجز الذين قبله ان يفعلوا هذا ؟! ومعها تهويلات وماشابه !وكأن هذا فتح او تأسيس الجمهورية الجديدة ! طيب واين الانجاز في هذا ؟ لا ماعجزوا لكنهم ان فعلوا هذا او لم يفعلوه ماكنت سترضى عنهم لانهم كانوا في نظرك شيء مختلف والان شيء مختلف ، رغم انه لاشيء من الواقع اختلف .
مازلنا دولة محاصصة وطائفية وخطف نساء وقتل ناشطين وكتاب ، ومزابل في شارع الرشيد ، وماء مالح في البصرة ، وامر رجال الدين من الداخل والخارج هو النافذ ، ولا مشاريع ولا بداية مشاريع ،،على العكس ، موانئ بدات بالذوبان وحقول نفط اخذت بالاختفاء لصالح الجيران و و ، فلا شيء مهم او جذري تغير ولا سيتغير مع هؤلاء ، الا انك تحت تاثير الضخ الاعلامي والذباب الالكتروني او انك احدهم ولا تدري او انك تدري ونحن لا ندري ، وفي كل الاحوال :
فعين (التطبيل) عن كل عيب كليلة ،،،،ولكن عين (الشتم) تبدي المساويا.

مقالات اخري للكاتب

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب