23 ديسمبر، 2024 11:46 ص

وجوه شيطانية …( مذكرات رجل لاينسى ) -2

وجوه شيطانية …( مذكرات رجل لاينسى ) -2

تراودني حالة من الغضب كلما قرأت حديث رسول الله – صلى الله عليه وسلم – : ( إذا كنت لاتستحي فاصنع ماشئت ) لكني أؤمن أنه لاينطق عن الهوى إنما وحي يوحى ، وحين أفتش عن معان الحديث أصطدم بواقع مرير عاشه العراق وشعبه منذ أن غادر رجس الأحتلال الأنجليزي أرضنا الطاهرة حتى هذه اللحظة .. فتن وملاحم أتت على كل شئ جميل .. صراع على المغانم والمكاسب بين ساسته كان تأثيرها سلبيا على الفقراء دون سواهم ، جهل متعمد يتفشي أفقيا بشكل يدعو للقلق، فجعل الشعب ( خرخاشة ) يلهو بها صبيان الساسة وأصحاب العمائم القامون من الشرق إثر لعبة قذرة طمست ضياء تاريخنا واستبدلته بآخر ملئ بالسم والخداع وقلب الحقائق ، فجعلوا الأمام الفلاني يدعو الى قتل أنصار ( يزيد ) والأمام العلاني يطلب الثأر من ( النواصب ) وآخر يدعو الى قلب الحائط على مسلم ( كفر ) بالفرس وبما جاءوا به من سفسطة وكلام فارغ . وأمام غيره يحض على الرذيلة وارتكاب الفواحش ما ظهر منها وما بطن بشكل يثير القرف والأشمئزاز ، ومنهم من تجاوز التأدب مع الله ورسوله حين أتهم امهات المؤمنين بتهم يخجل منها سفلة الناس فضلا عن كبرائهم ، وهنا يحق لي ان أسأل كل من يصدق هذه الروايات الصفراء ، التي أشتهر بها الفرس ، بل يصر عليها دون حياء : أمن المعقول أن يزوج الله نبيه وصفوته من خلقه بنساء غير سويات ثم يقول عنهن امهات المؤمنين ؟ هل أن الله سبحانه يعمل ( بالتقية ) كما يعمل بها جهلاء المدارس الفارسية التي طفحت بها الساحة العراقية بشكل يدعو للقلق ؟ حينها قررت أن أطلع على كتب القوم واحدا واحدا دون كلل أو ملل شجعني نهمي الكبير في القراءة وحب التعلم ومعرفة ماخفي بين طيات هذه الكتب لأتمكن من قرع الحجة بالحجة .. فأستمر ذلك مني زهاء (10) أعوام قضيتها متنقلا هنا وهناك ، يسر الله سبحانه مسعاي هذا واستطعت إمتلاك الأطنان من الكتب أقتطعت أثمانها من قوت يومي ، ناهيك عن قسم كبير أستعرته من بعض الأصدقاء وآخر أطلعت عليه في الشبكة العنكبوتية التي كانت خير صديق في بحثي المستمر عن تلك الكتب ، هذا لو علمتم بأني لم أكتف بالطبعات العربية بل تعدى ذلك الى الطبعات التي طبعت في قم وطهران وباكستان والهند وغيرها ، فوجدت انها تصب في ذات الاتجاه مع فرق بسيط في بعض المفردات في هذه الطبعة أو تلك ! حينها أيقنت أن ملة الكفر واحدة لافرق بينها إلا بمقدار الحقد الذي أستوطن في نفوس الذين صنفوها أو قاموا بتنقيحها أو الأشراف على أعادة طباعتها بما يتلائم مع أهدافهم وتطلعاتهم ..والله لو تعلمون ما في بطون هذه الكتب لأصبتم بالغثيان والنرفزة مما جاء فيها ولعرفتم العداء الممنهج لدين محمد صلى الله عليه وسلم وتحويله من دين سماوي الى ملة لاتعرف إلا الحقد والكراهية والقتل والتمتع بالنساء والمردان وشرعنة نهب اموال العباد بمسميات عديدة إضافة الى أمور أخرى لاأود الأشارة اليها كونها خادشة للحياء. كان بودي أن آخذ كل كتاب على حدة عرضا ونقدا وتحليلا مع مقارنته بما جاء ( بالضد ) في القرآن العظيم دون سواه ، لكنه أمر يتطلب جهدا كبيرا ومساحة زمنية شاسعة لاقبل لي بها نظرا لآلامي المستمرة نتيجة ما عانيت منذ سنين خلت لكني أحتسب الأجر فيها عند الله وحده ، وفي الوقت الذي اصابتني الدهشة وانا أقرأ ما في بطون هذه الكتب السامة أبرئ سادتي أهل البيت الكرام منها ومما جاء فيها من كفر وزندقة ، إذ ليس من شأن هؤلاء الأطهار ألا الطهارة والنقاء والعفة والخلق القويم المستمد من الخلق المحمدي الذي شهد به ربنا من فوق سبع سموات طباق حين قال : ( وإنك لعلى خلق عظيم ) فجاء بأحد صفاته جل وعلا فأشركها بأخلاق الحبيب المصطفى عليه صلاة ربي وسلامه ، ومن الطبيعي أن تكون أخلاق أحفاده البررة مساوية لأخلاق من كان
خلقه القرآن ، بل إنه قرآن يمشي على الأرض ….
كل ذلك يحصل ( وربعنا ) لاهون غافلون عما يحيط بهم من سوء بدأت طلائعه تظهر مع مطلع القرن الحالي من خلال ألأحتلال الفارسي لبلادنا بمسميات غبية مفادها تصدير ثورة الهالك خميني عليه من الله ما يستحق ، فحذاري ثم حذاري من الفرس وما يصنعون فليس لهم عهد ولا ذمة ، وما أدعاءهم بحب أهل البيت والدفاع عنه إلا محض هراء لاوجود له على أرض الواقع .