23 ديسمبر، 2024 4:49 ص

وجوه الفشل في المشهد السياسي.. فزاعات من قش في حقل ملغوم!

وجوه الفشل في المشهد السياسي.. فزاعات من قش في حقل ملغوم!

من المؤسف أن تصبح السياسية في العراق مهنة لمن هب ودب, بين طامح طامع وأنتهازي مهزوز, يبحث عن موطيء قدم في وحل السياسة, بين نائب خدمته الصدفة يفتقد لأبسط المقومات الفكرية والسياسية, بل والخلقية أيضا, وتاريخ بعضهم خير شاهد عليه, وبين حاشية منتفعة, تسعى للألتحاق بركب اللاهثين على فتات الموائد.

تجربة سنوات الفشل السابقة نقشت في صفحات التواريخ كوارث, أعادت العراق الى القرون الوسطى, أمن مفقود, وموت مجاني, واقع عسكري بائس, وتعليم متدني وواقع صحي كارثي, وأقتصاد متهالك, وكانت خاتمة السوء سقوط الموصل, التي أدخلت البلاد والعباد في دوامة من الدم.

الإرهاب الذي يستهدف العراق مؤامرة دولية, لبعض دول الجوار فيها حصة الأسد هذا أمر لا خلاف فيه, الا أن رؤوس الفساد وقادة الفشل كان لهم الدور الأبرز في أنجاح تلك المؤامرات.

يسعى بعض المتصيدين في الماء العكر الى غلق أبواب الماضي, وتشتيت الأنتباه عن أسباب الإخفاق التي ترافق الحكومة الحالية, التي ماهي الا نتيجة طبيعة لتراكمات السنوات السابقة.

ما الذي يمكن أن نتوقعه من حكومة, يلقى القبض على وزير من ضمن طاقمها متلبس بالجرم المشهود, يتم تبرئته من قبل القضاء, بل أن القاضي يحاكمه في السيارة, ثم يحصل على البراءة, في أسرع محاكمة يمكن أن يعرفها التاريخ, وما يلبث أن يسافر الى بريطانيا, ويسعى لشراء أندية فيها!!

لا عجب أن تفرز حكومة بهذا المستوى حيتان من الفساد, ورؤوس كبيرة تأكل الأخضر واليابس, وتنتج أجيالا من المفسدين, جيل يخلف الآخر, ليصل البلد الى حافة الإفلاس, ويقف على شفير الهاوية.

أبرز إفرازات ما بعد تلك الحكومة, جيل من المتسلقين, يسعى للقطاف, كما فعل من قبله, ويخطط لنفس سيناريو من سبقوه, حتى وأن أختلفت الوجوه, فالمضامين تبقى واحدة, نزاع على ما يعرف بالكعكة, حسب مصطلحات بعض الساسة!

نائب يسعى للوصول الى ما يصبوا اليه, رغم أن القائمة التي ينتمي اليها, أحتلت المشهد لمدة ثمان سنوات وماتزال, فكانت سبايكر أبرز منجزاتهم, وهو أيضا ينتقد العملية السياسية, ويرفض الأستقالة! وصاحب قناة فضائية, يشكل جزءا من العملية السياسية, وينتقدها أيضا, وأعلامي يسعى للحصول على جزء من الغنيمة, ويخطط لإنشاء محطة وقود خارج السياقات, يخطط كل هؤلاء للعمل بمبدأ رمتني بدائها

وأنسلت, ويوجهون أصابع الإتهام, لأبناء المراجع, وشخصيات دينية وسياسية, يشهد لها العدو قبل الصديق.

أقل وصف يمكن أن ينطبق على الشعب العراقي, في رحلة الباحثين عن القطاف تلك, فريسة!, وليس الشعب وحده فقط, بل رموزه وقادته, ومراجعه, وأبنائهم كذلك الا أن محاولات وجوه الفشل السياسي تلك, ليست سوى جهود فزاعات من قش, تقف في حقول ملغومة بالصقور, قبل الطيور, والأيام ستثبت ذلك.