17 نوفمبر، 2024 11:51 م
Search
Close this search box.

وجوه البصريين المبتسمه

وجوه البصريين المبتسمه

في البصرة لا تجد مقومات لعاصمة تجارية وسياحية للعراق فحسب، بل أن البصريين كأشخاص : فيهم مقومات تجعل منهم تجار ورجال أعمال ناجحين، وقد ينافسون – من وجهة نظري على الأقل- اللبنانيين في قدرتهم الكبيرة على تسويق بضاعتهم، أيا كانت.
حين طلبنا من عامل المقهى الذي قررنا أن نستريح فيه قليلا، أن يمسح الطاولة التي علقت فيها بقايا أقداح لزبائن جلسوا قبلنا، أحسسنا أنه تضايق منا قليلا، وحين شكره أحدنا للتخفيف من هذا الضيق ، قال مبتسما : ” لا تشكرني عمي آنه خادمك ” !
أما صاحب المقهى فقد جلب لنا قناني الماء بنفسه، وأعتذر لأن اليوم في أخره، والعمال متعبين.
صاحب الفندق في شارع ” الوطن ” الذي اتفقنا معه على غرفة بثلاثة أسره، أعاد لنا 15 % من المبلغ من دون أن نطلب منه خصما – لأن سعره كان مناسبا جدا – وقال لنا : ” هذا المبلغ كافي حبوبي “!
أحد محلات الهدايا و المفروشات الفاخرة في حي الجزائر الراقي – نسبيا – تحملنا لأكثر من نصف ساعة، ونحن نجادله ونقلل من قيمة بضاعته، ونتهمه بالغلاء الفاحش، وهو يبتسم ويدافع عن جودة بضاعته ، ويمازحنا، وودعنا بأحر مما استقبلنا فيه، مع أننا لم نشتري شيئا، ولم نعده ولو بالعودة على الأقل.
صاحب محل حلويات تبيع ” حلاوة نهر خوز ” الشهيرة، أجبرنا بأخلاقه وابتسامته، على شراء خمسة علب ، مع أننا دخلنا للسؤال عن سعرها فقط.
في سوق ” المغايز” الشعبي الكبير، أجبرتنا رائحة القهوة الشهية على التوجه نحو مطحنة ” الفرج ” للقهوة ، التي يديرها منذ ستين عاما، رجل يدعى الحاج أبو علاء، والذي يختلف عن كل من قابلناهم بأنه عصبي، وحاد المزاج ، لكن فقط مع الزبائن ” اللي ما يعرفون قيمة الكَهوة ” أما معنا فأن وجهه الودود، ومحله المملوء بأكياس القهوة المستوردة من النيبال والهند، وعلب ” النسكافيه ” و “الماكسويل هاوس ” ، تجعلك كلك ثقة بأنك في المكان المناسب لشراء قهوة فاخره.
استعنت بأحد العاملين في أحد مطاعم الوجبات السريعة ، ليرشدني لأفضل ما يمكن طلبه في مطعمهم، بعد أن بينت له أنني من عشاق ” الشاورما ” ولست من سكان ال؆ي بكل ثقة وبدون أن يخفض صوته، بأن الشاورما لديهم : ” لحم هندي ” لكن ” الهمبورغر” من لحم العجل العراقي الخالص، ونصحني بتجربتها بنفسي، أما الأفضل فهو : ” أن تتفضلوا معي ثلاثتكم إلى البيت لتتذوقوا أكل أهل البصرة، وتشرفونا “.
البصرة ليست ميناء وبترول فحسب.
في أمان الله

أحدث المقالات