18 ديسمبر، 2024 9:49 م

وجوه ، وجوه ، وجوه

وجوه ، وجوه ، وجوه

عيون هائمة
أفواه مغلقة على الدفين
ساهمة في التفكير
وأستكشاف المحيط
كل منهمك بما له من عمل
فالمتسوق يحمل نقوده في جيبه
أو حقيبته المعلقة على كتفه بطريقة
تحرص على التأمين عليها
وجوه قلما تبتسم
كل في طريقه وعيونه تبحث عن
الطريق الى حيث القصد ليتم ما قد
خرج لأجله
فهذا للطبيب
وتلك للمستشفى
وأم تدفع طفلها الى المدرسة
وعجوز تُدردش مع من عرفتها من زمن
شاب ذاهب الى مقابلة عمل
وشابة تقصد مخازن الموضة
مراهق يتحدث الى رفيقه عن فلم أستهواه
أو برنامج جديد كان شيقا وغريبا
طفل يؤكد لرفيقه مع أمه
أنه يحب السباحة واللعب
متسكعان يعبان قناني البيرة في جوفهما
وهما لا يملكان سكنا لهما
قذارة ملابسهما تصد عينيك
عن النظر اليهما وهما يبصقان
بين الفينة والأخرى على طريق المارة

نساء محجبات
وأخريات شبه عاريات
لغات مختلفة كألوانهم المتباينة
أشكال يمكن أن تصنفها بخبرتك
هولاء هم أوربيون
وذلكم آسيويون
وغيرهم آفارقة
والآخرون عرب و غيرهم من الشرق الأقصى
وكل يتكلم بلسانه والحافلة تسير بكل هذه الأنماط من الشعوب
الى أين … ؟؟وكيف التقى كذا من الكم البشري ليعيش على
هذه الأرض تحت مظلة واحدة بقانون موحد للجميع …

وهل الكعبة أصبحت في هذه البلاد لتجمع كل الأمم ..؟؟
لكن الذهاب الى الكعبة يتطلب منك توفيرا كافياً من
المال لتصل اليها وتدفع لأجلها ،
أما هذه الكعبة المدينة العريقة فهي التي
تدفع للقادمين اليها بسخاء
تربي أولادهم
الأزواج ونساءهم يستلمون
الرواتب وهم نائمون في النعيم
سكنهم مجاني
دواءهم مجاني ، مستشفياتهم مجانية
مدارس ابناءهم وتنقلاتهم مجانية
كسوتهم المدرسية وغداء أطفالهم مجاني
كل طفل دون سن الرشد له دخل شهري
مخصص له فقط لكي يستمتع بشراء ما يرغب
من اللعب أو الملابس حتى لا يلاقي الرفض من والديه
حين يطلب منهم ما يرغب لمجارات زملاءه في المدرسة
واذا رغب الوالدين بمدخول أكثر فلا بأس من العمل
بطريقة ما ،لا تخضع للضرائب والمساءلة
والمدهش والأغرب من كل هذا فإن معظم المهاجرين
الذين يستمتعون بكل هذه المنافع والمساعدات غير راضين
وغير شاكرين لما يحصلون عليه وكأنهم جاءوا من بلاد
كانت تمنحهم خدمات ورعاية أفضل مما يحصلون عليه
في هذه الدول التي تقيّم وجود الأنسان وحاجاته الأنسانية.

سؤالي لك أيها الغريب القريب هل ترغب بحج كهذا …؟؟؟ وهل أنت سترضى عنه ..؟؟