ان العملية العسكرية الروسية الخاصة والتي بدأت في 24\2\2022 و هي مستمرة لغاية الآن، ويمكن ان تطول اكثر ، قد بدأت تتحول إلى حرب وطنية تحررية بامتياز، بهدف التحرير الكامل لجمهوريتي دانيسك ولوكانسك وزابوروجيا وخرسيون من هيمنة النظام البنديري \ الارهابي الحاكم في اوكرانيا ، ونعتقد سوف يتم تحرير نيكولاي…واديسا… بهدف السيطرة الكاملة على البحر الأسود، ولا يستبعد بعد ذلك من ان يتم تحرير خاركووف والعاصمة كييف من النيونازية \ النيوفاشية البنديرية في اوكرانيا، اما بخصوص مقاطعة الفوف….، فهناك وجهات نظر مختلفة اما ان يتم تحريرها او يتم ارجاعها الى الدول التي كانت تعود لها قبل الحرب العالمية الثانية اي قسماً الى بولونيا ورومانيا وهنغاريا…،ان القيادة الروسية ليس لديها اهداف،اطماع خارج حدود اوكرانيا، تريد ان تؤمن امنها القومي من خطر تمدد حلف شمال الأطلسي، الناتو، وان يرجع الى حدود ما قبل عام 1996ووو.
ان المخمور دائماً بوريس يلسين الرئيس الروسي السابق هو من سمح لتوسع الناتو نحو الشرق ، وتم انضمام اوربا الشرقية للناتو وكذلك جمهوريات البلطيق… مقابل حصوله على 13 مليار دولار لتغطية حملته الانتخابية الرئاسية في عام 1996 وتسديد جزء من المرتبات للعالميين في السلطة، ويلاحظ الدعم اللامحدود من قبل لندن وواشنطن وبون وباريس وبروكسيل للانتخابات الرئاسية لبوريس يلسين ،، بدليل انفق يلسين نحو 50 ترليون روبل وهذا ما يعادل في وقتها نحو 10 مليار دولار وفي وقت ان الميزانية الحكومية لروسيا الاتحادية عانت من عجز مالي مرعب اكثر من 50 ترليون روبل، وحملت يلسين وعوده الكاذبة المالية للشعب الروسي في وقتها قد بلغت نحو 50 ترليون روبل منها زيادة المرتبات والمشاريع وغيرها من الخزعبلات الاخرى ولم ينفذ اي من وعوده الكاذبة اصلاً.
بالرغم من ان الحملة الانتخابية الرئاسية قد جرت في غياب التوازن والمساواة بين يلسين وغينادي زوغانوف سكرتير الحزب الشيوعي الروسي، في المال والاعلام والسلطة ،وتم خرق القانون والدستور الروسي بخصوص موضوع الحملة الانتخابية والانفاق المالي لكل مرشح، اذ حدد الدستور ان من حق المرشح لرئاسة روسيا الاتحادية ان يحصل على 14 مليار روبل من السلطة وفق الدستور الروسي، الا ان يلسين انفق نحو 50 ترليون روبل وهذه مخالفة للدستور، ناهيك عن التزوير في الانتخابات ،في حين حصل زوغانوف على 11 مليار روبل من الحكومة الروسية، في حين الدستور الروسي يؤكد على 14 مليار روبل.وليس غريباً من ان كل القوى الرجعية، دول احزاب حاكمة ،قد ساهمت في دعم فوز يلسين بالمال ،بما فيها دول الخليج وتم نشر هذه الوثائق في وقتها وبشكل علني ورسمي.
رغم الدعم المالي والاعلامي من قبل السلطة الحاكمة في روسيا الاتحادية ودعم الغرب الامبريالي بزعامة الامبريالية الاميركية وحلفائها المتوحشين وعملية التزوير وشراء الذمم، الا ان يلسين لم يحقق الفوز في الانتخابات الرئاسية عام 1996، بل الفائز الحقيقي هو غينيادي زوغانوف، الا ان زوغانوف لم يقبل بالفوز وتردد في الحسم لاستلام السلطة وفق الشرعية الانتخابية وبشكل سلمي، وهذا ما اعترف به غينيادي زوغانوف في مقابلة تلفزيونية مع الصحفي المعروف سلوفيوف في 8\12\2021، وكانت تبريراته غير مقنعة اصلاً منها :خوفه من اندلاع الحرب الأهلية في روسيا الاتحادية في حالة استلامه للسلطة في روسيا الاتحادية وكذلك برر ايضا من ان الجيش والشرطة لم يكونوا معه وغيرها من التبريرات الاخرى، وحتى لم يعترض على النتائج النهائية للانتخابات الرئاسية بل والأكثر من ذلك قد قام بتقديم التهنئة إلى بوريس يلسين، وهو كان مدرك انه الفائز ويلسين هو الخاسر ولم يقدم اي شكوى سواء داخل روسيا الاتحادية اوخارجها بالرغم من ان هذه السلطات هي منحازة لصالح بوريس يلسين من حيث المبدأ.
ان الفرص الثمينة ومنها حول استلام السلطة سواء عبر الطريق السلمي اوغير السلمي هي نادرة الحدوث اصلاً في مسيرة التاريخ البشري، فهي تحتاج الى حسم وموقف مبدئي ووطني وشعور بالمسؤولية وانتهاز الفرصة وقائد ثوريا حاسماً وجريئا وان يستفيد من الوضع والفرصة المناسبة لتحقيق الهدف السامي والمشروع من اجل الوصول للسلطة، وبهذا الخصوص اشار قائد البروليتاريا لينين العظيم حول الثورة الشعبية اذ قال ان الثورة اليوم، وليس بالأمس وليس غداً، هذا هو الموقف المبدئي والثوري والحاسم وفي الوقت المناسب وعلى هذا الأساس اندلعت ثورةاكتوبر الاشتراكية العظمى وبعدد اعضاء الحزب الشيوعي الروسي ما بين 50-60 الف عضواً في الحزب كما اشارت الصحف الروسية . نعتقد ان كل عضو في الحزب الشيوعي الروسي في وقتها وتحت قيادة لينين وستالين ودرجينسكي هم اشبه (( بالصاروخ)). هكذا يتم بناء الحزب الثوري واعتماده على النظرية الثورية.
نعتقد ان الشروط الموضوعية والذاتية للثورة هي واحدة من حيث المبدأ، ومنها: ان النظام الحاكم يسير في طريق مسدود، تعمق الفجوة الاجتماعية والاقتصادية لصالح النخبة السياسية الحاكمة، تفشي الفساد المالي والإداري ، تنامي معدلات البطالة والفقر والبؤس والمجاعة،النظام الحاكم اصبح غير ملائم وعاجز عن تقديم شيئ جديد للجماهير، النظام الحاكم مهزوز وفاشل، تفاقم واشتداد الاوضاع السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية والمالية والامنية ،كل هذه العوامل الموضوعية وغيرها تشكل اساس لقيام الثورة الشعبية في اي بلد ولكن العامل الذاتي وهو دور ومكانة الحزب الثوري والقيادة الثورية المبدئية والوطنية والحاسمة والجريئة في فهمها للأوضاع الموضوعية والذاتية، هي من تستطيع ان تجمع وتؤمن تظافر العوامل الموضوعية والذاتية سوية من اجل تنفيذ المهمة الرئيسية وهي استلام السلطة. ان قيادة اي حزب ثوري لن تفكر جدياً بالثورة الشعبية السلمية اوغيرها من الطرق الاخرى، لن تعد قيادة ثورية ولن تصلح من ان تكون قيادة ثورية لحزب شيوعي ثوري عليها ان تتنحى من القيادة وتعطي الدور للاخرين في قيادة الحزب الشيوعي وتحقيق اهدافه المشروعة وهي بناء المجتمع اللاطبقي تحقيق العدالة الاجتماعية والاقتصادية وتوفير الديمقراطية وضمان حقوق الإنسان ومنها ضمان حقه في العمل وفق الدستور وتأمين مجانية التعليم والعلاج والسكن وتحقيق الأمن والاستقرار السياسي والاقتصادي والاجتماعي واحترام العادات والتقاليد للشعوب وغيرها من الاهداف الاخرى وفق البرنامج الذي يعده الحزب لصالح الشعب. ان الشعوب دائماً تنظر الى القيادة الثورية التي تعكس سلوكها امام الشعب وهي تشكل جزءا منه وتبتعد عن الامتيازات المادية غير الضرورية وووو لان عين الشعب الثوري هي خير معيار لتقييم اي قائد ثوري بدليل الرفاق الخالدين، لينين وستالين وكاسترو وهوشي منه، ماو سيتونغ، وغيرهم من قادة الحركة الشيوعية واليسارية العالمية سيبقون خالدين في ضمائر الشعوب الثورية، اما خونة الشعب والفكر والحزب الشيوعي من امثال الخائن والعميل الامبريالي غورباتشوف وفريقه المرتد ياكوفلييف وشيفيرنادزة ويلسين كرافجوك وغيرهم من خونة الشعب والفكر والحزب الشيوعي فهم في مزبلة التاريخ وهذا هو المكان الطبيعي للخونة والعملاء والطابور الخامس والليبرليون المتطرفون والاصلاحيون المتوحشون الذين اوهموا الشعب والحزب في ازدواجية سلوكهم المرتد.
اخيراً وليس اخرا ان لكل ثورة شعبية ظروفها الخاصة بها وقيادتها الثورية القائدة لها، وان لكل ثورة شعبية حالتها الخاصة بها وموازين القوى الداخلية والخارجية في وقتها، فلن يتكرر نموذج ثورة اكتوبر الاشتراكية العظمى بكامل شروط الثورة، لان الوضع على مختلف الأصعدة قد تغير ولكن قوانين الثورة الشعبية لن تتغير من حيث المبدأ وخاصة في مجال العامل الموضوعي والعامل الذاتي، فهي شروط موضوعية نابعة من الوضع السياسي والاقتصادي والاجتماعي للمجتمع.