23 ديسمبر، 2024 4:54 م

وجهة نظر في سياسة الحزب الشيوعي

وجهة نظر في سياسة الحزب الشيوعي

على الرغم من اني لستُ شيوعياً لكني ارى ان الحزب الشيوعي العراقي يتفوق على كل الاحزاب الفاعلة في الساحة السياسية العراقية من حيث العمق النضالي والرؤيا التقدمية والتجربة السياسية وكثرة الكوادر ذات الايادي البيض التي تمتلك ثقافات متعددة قريبة من معاناة الشعب لاسيما الفقراء ، لكن قادة الحزب بعد 2003 اصبحت رؤيتهم السياسية تشوبها القصور حيال المتغييرات التي اصبحت لاترتقي لمستوى التحديات والتي بدأت بقرار خاطئ من وجهة نظري المتواضعة عندما قرر قادة الحزب الانخراط بتكتل بعثي وقبلي ومذهبي متطرف غير متجانس يقوده “الدكتوراياد علاوي” حيث ضيع على الحزب فرصته لابراز منهجيته ورؤيته الوطنية لعراق مابعد الدكتاتورية ، وعندما تفكك هذا التكتل “الهجين” لن يستفيد قادة الحزب من هذه الكبوة حيث ارتكبوا مرة اخرى قرار غير مدروس وقاصر باعلان التحالف المدني الذي اندس إليه من يشوه مسيرته ويحرف منهجه ويطمس رؤيته الوطنية على سبيل المثال “فائق الشيخ علي” الذي رتبت له جهات خارجية عملية الانخراط بالتحالف والايام القادمة ستظهر تفشي هذا الورم السرطاني في جسد التحالف.

من هنا اتسال هل يخشى او يخجل قادة الحزب الشيوعي من الدخول بقائمة مستقلة باسم الحزب؟ او حصر اسم التحالف المدني على الحزب ؟ ام هناك اشكالية يصعب طرحها امام انصاره ، في حين مازال الكثير من المنخرطين تنظيميا بالحزب والملتزمين بتوجهاته يراهنون على امكانية حصول الحزب منفردا

على مقعدين او اكثر بالانتخابات الاخيرة وان يتجه نحو تأسيس واجهة برلمانية شيوعية مؤثرة لها دورها في قيادة الدولة والرقابة على اداءها الحكومي.

ان الاتكال على القاعدة الشعبية وعلى تاريخ الحزب الذي استازرت بعض كوادره وزارات ومؤسسات عدة دون ان تشوب حولهم شبهات او ادانات بالفساد المالي والاداري والاخلاقي هو السبيل الامثل لابقاء دور الحزب فاعلا بالمشهد السياسي بعد فضائح الاحزاب المهيمنة على مقدرات البلاد .

بودي ان يقوم قادة الحزب بمراجعات دقيقة بما ترتقي وحجم المتغيرات والتذمر الشعبي الواسع من الفساد المستشري الذي تتحمل مسؤوليته الاحزاب الدينية والعلمانية التي تتصدر المشهد السياسي في ادارة الدولة ، وان يتكؤا وبثقة مطلقة على جماهيرهم وعلى تاريخ ورؤية الحزب في بناء الدولة المدنية العصرية المتحضرة.