لم تكن ملحمة الطف الخالدة نتيجة صراع بين الأمام الحسين بن علي (ع) ويزيد بن معاوية لعنه الله كما أنها ليست فقط أمتداد للصراع بين ال هاشم وال أمية وأنما هو كما أوضحه الأمام الصادق (ع) قائلآ :̋ نحن وآل أبي سفيان تعادينا في الله˛ قلنا صدق الله˛ وقالوا كذب الله (حاشا لله)̏ وبالتالي فهو صراعٌ أبدي وقد تجلت أخر صوره بحربنا مع عصابات داعش الأرهابية وللأسف هناك من يتهم الشيعة بالمغالات والمبالغة في حب سيد الشهداء (ع) لما يقيمون من شعائر أيام عاشوراء ويقطعون المسافات الطويلة سيراً على الأقدام إليه في زيارة الأربعين وهذا ليس صحيح فمن هو الحسين (ع) أنه أبن (ع) سيد الأوصياء الذي يفتخر بإنه مصلح حذاء رسول الله (ص) عندما قال (ع) ̋أنا خاصف النعل̏ وقد قال أيضاً عن رسول الله (ص) : ̋كنا إذا حمي الوطيس لذنا برسول (ص) ̏ أمه الصديقة الطاهرة بضعة رسول الله (ص) فاطمة الزهراء خير نساء العالمين لا قاسمها في ذلك سوى مريم البتول (ع) وجده لأمه الرسول الأكرم (ص) ونحن جميعاً أنحسار هذا النسل المبارك بالحسن والحسين (ع) واللذين ضمهما مع جدهما وأبوهيما وأمهما كساء واحد وبيت واحد وعليه فحبنا نحن الشيعة للأمام الحسين (ع) مبني على ركزتين أساسيتين هما حبنا للحبيب المصطفى (ص) وموقفه (ع) الخالد يوم الطف فإن نكبة الطف التي أدمت قلوب المؤمنين جميعاً كانت بشكل يمكن وصفه وربما خير وصف لها ما وصفت به فارسة الطف زينب (ع) وهي تندب أخاها الحسين قائله : ̋اليوم مات جدي رسول الله (ص)˛ اليوم ماتت أمي فاطمة (ع)˛ اليوم قتل أبي علي (ع)˛ اليوم سم أخي الحسن (ع)̏ ققوى الفساد والخلاعة والأستبداد والرذيلة المتمثلة بيزيد كانت ترمي إلى أطفاء نور الحق والله متم نوره ولو كره المشركون (صدق الله العلي العظيم) فالحسين (ع) هو السبيل للثورة ضد كل أنواع الظلم والأستبداد وعندما نقول لبيك ياحسين فحن نقول قادون لنصرة الحق. وهناك من أعداء مذهبنا من يقول أن الأمام الحسين أقدم التهلكة وقبل الأجابة فالنقلب صفحات تاريخ الأنبياء فكيف لأبراهيم (ع) أن يكسر ألهة قومه ويجادل النمرود ذلك الأمبراطور الذي يمتلك الدولة والجيش والسلاح وموسى (ع) الذي فر من قومه بعد قتل أحدهم وعاش فقراً وكاد أن يموت من الجوع لدرجة أنه سأل ربه قطعة خبز قائلآ ̋رب لما أنزلت إلي من خير فقير̏ أن يأتي ولا يخاف الثأر منه ويقول لفرعون أني أراك يا فرعون مثبوراً وقدوتنا الرسول الأعظم (ص) الذي لا يملك المال أو الجاه والسلطان كيف بشر بالدعوة إلى دين الحق ولم يأبه بقوة وسطوة الملآ من قريش بل أنه (ص) أرسل لأباطرة عصره وهددهم في حالة عدم قبول الأسلام قائلآ : ̋أسلم تسلم̏ أليس السبب هو التوكل على الله وطاعة له فهو بيده النصر والنجاح والهزيمة والفشل فالحسين لم يخرج لقتال يزيد من تلقاء نفسه على الرغم من رغبة الكثيرين من المخلصين لأبيه وجده بعدم الخروج فقد روي عن جابر الأنصاري˛ أنه قال لأمام الحسين (ع) : أنت ولد رسول (ص)˛ وأحد سبطيه لا أرى الإ أن تصالح كما تصالح أخوك˛ فأنه كان موقفاً رشيداً. فقال له الأمام الحسين: ياجابر قد فعل ذلك أخي بأمر الله تعالى ورسوله (ص)˛ وأنا أيضاً أفعل بأمر الله تعالى ورسوله (ص). وأنه لجواب يكفي ولا يحتاج إلى أي تعليق.
وخير ما نختم مقالنا هذا ما قاله أبي الأحرار لأعدائه : ̋فأجمعوا أمركم وشركاءكم ثم لا يكن أمركم عليكم غمة ثم أقضوا إلي ولا تنظرون أني توكلت على الله ربي وربكم وما من دابة الإ هو آخ1 بناصيتها أن ربي على الصراط مستقيم̏ كما أنه (ع) وصفهم عندما بلغه مقتل أبن عمه مسلم بن عقيل (رض) قائلآ :̋ وأيم الله لتقتلني الفئة الباغية˛ وليلبسهم الله ذلآ شاملآ˛ وسيفاً قاطعاً̏.