7 أبريل، 2024 8:34 م
Search
Close this search box.

وجهة نظر خاصة في اغتيال الخاشقجي

Facebook
Twitter
LinkedIn

الخاشقجي رجل عادي مثل كل الرجال وليس مهما لهذه الدرجة التي تثير اهتماما عالميا ولا يمتلك صفات ولا موهبة خارقة. انما الحادثة التي حصلت له ورطة كبيرة وقع بها ولي العهد السعودي بن سلمان بتصرف غبي منه ادخل نفسه وزج اماله في حكم البلد في خطر كبير بل لعله انهى هذا الحلم ووأده مبكرا جدا. الخطورة الاشد انه زج بلده في منزلق خطير ستظهر الاثار الوخيمة لهذا المنزلق في المستقبل القريب والاشد سوءا منها سوف يظهر في المستقبل المتوسط.
الدول التي تتنافس على قيادة المنطقة وتدور في المحور الامريكي تركيا وقطر وجدتها فرصة ذهبية كانت تنتظرها بشغف لابعاد بن سلمان عن صدارة المشهد وبالتالي ابعاد السعودية كلها والحلول محلها في السيادة على المنطقة ويرتفع نجم اردوغان وتميم من جديد. الجزء الغاطس من هذه الحادثة هو الترتيب الذي تسعى له جهات غربية بدعم وتخطيط صهيوني، هو محاولة تدمير السعودية كبلد لانها اي السعودية تمثل اخر دولة عربية كبيرة بالمساحة والنفوس والموارد قريبة من اسرائيل. هذه الجهات تخطط ليس اليوم، بل من وقت بعيد لتدمير السعودية وتحويلها الى دولة فاشلة تحكمها الفوضى مثلما هو حال العراق وسوريا وليبيا اليوم. كل ذلك يحدث وسوف يحدث لفسح المجال المطلق امام اسرائيل للسيطرة على المنطقة.
هذا الحادث، حادث اغتيال الخاشقجي فخ كبير ومؤلم وقع فيه الحكم السعودي يشبه بشكل من الاشكال الورطة التي استدرج اليها صدام في فخ الكويت والذي لا يزال العراق يتجرع جراحه بل سيبقى لفترة ليست بالقصيرة بل لعله طويلة غير قادر عن الخلاص منه. مما يؤكد هذا القول الذي اذهب اليه هو الموقف الايراني العدو اللدود للسعودية والموقف الروسي المنافس الدولي الاكبر لامريكا والتزام الدولتين بالهدوء والتعقل في النظر للحادثة بينما الغرب مشغول بها ويملؤه الصخب ويزداد الصخب يوميا فبعد ان كان حديث النخب اصبح في صدارة الاعلام الامريكي الذي لا يهتم للشؤون الدولية بالعادة.
التريث والانتظار الروسي والايراني ليس عبثيا، بل لانهم يعرفون مديات هذه اللعبة ولن تخرجهم عن طورهم انتصارات انية وهمية ولن يتصرفوا بانفعال لتعرض عدوهم الاقليمي الى هزة كبيرة، لانهم ينظرون الى ما بعد الحدث ويهيأون رد الفعل المناسب للخطوة التالية القادمة من عدوهم ومنافسهم الامريكي والاسرائيلي على التوالي.
سقوط السعودية سوف يجلب دمارا والاما مبرحة الى كل شعوب المنطقة وهو سقوط سببه طغيان ووحشية وغباء الحاكمين فيها بلا ادنى شك ،ولكنه سقوط مؤلم لن يصنع الا فرحا زائفا تتبعه نوائح كثيرة عسى ان يجنبنا القدر الالهي بحكمة العقلاء اياها. ولنتذكر كيف استحال فرحنا بسقوط طاغية مجرم مثل صدام والقذافي الى الم مزمن لا نرجو منه خلاصا.

مقالات اخري للكاتب

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب